اكتشف الباحثون في جامعة ولاية أوريغون أن المركبات الناتجة من أنواع معينة من التفاعلات الكيميائية – مثل تلك التي تحدث في عوادم السيارات أو شوي اللحوم – مسرطنة (مسبّبة للطفرات) بقوة أكثر من مئة مرة من المواد المسرطنة المعروفة. هذه المركبات غير معروفة سابقا، و تثير مخاوف إضافية حول الآثار الصحية الناجمة عن تلوث الهواء في المناطق الحضرية بشدة أو بعض المسرطنات الغذائية. لم يحدّد بعد أي معايير تتعلق بالمستوى الآمن لوجود هذه المركبات أو التعرض لها.
نشرت هذه النتائج في عدد ديسمبر من دورية Environmental Science and Technology. تم التعرف على هذه المركبات في التجارب المعملية التي تحاكي ظروف تفاعل الاحتراق في إنتاج عوادم السيارات والشاحنات، أو شوي اللحم فوق لهب. المركبات المستعملة في التفاعلات التي أجريت في هذا البحث هي من الهيدروكربونات الأروماتية متعددة الحلقات المعروفة بإسم PAH، و التي تتكوّن طبيعيا نتيجة تقريبا أي نوع من الاحتراق، من موقد الخشب إلى محركات السيارات، السجائر أو الفحم. من المعروف أن هذه المركبات تكون مسببة للسرطان، و يعتقد أنها مصدر قلق من الناحية الصحية و التي تم تقديرها في وقت سابق، و تخضع للبحث على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.
هذه المركبات تصبح أكثر خطورة عندما تتفاعل كيميائيا مع النيتروجين لتصبح “منترنة”، أو NPAHs. المركبات المكتشفة حديثا هي الـ NPAHs، والتي لم تكن معروفة سابقا. وجدت هذه الدراسة أن الطفرات الناتجة من الـ NPAHs مع مجموعة نيتروجين واحدة يمكن أن تزيد القدرة على إحداث الطقرات من 6 إلى 432 مرة أكثر من المركب الأصلي، في حين أن مجموعتي نيتروجين تزيد القدرة على إحداث الطفرات من 272-467 مرة.
المواد المسببة للطفرات هي مواد يمكن أن تسبب تلف في الحمض النووي في الخلايا التي بدورها يمكن أن تسبب السرطان. لأسباب تقنية تقوم على كيفية إجراء فحوصات المواد المسببة للطفرات، يعتقد الباحثون أن هذه الأرقام قد تكون أقل من الواقع.
اعداد: مصطفى فتحي