وجد علماء الفلك ست ((مجرّات مظلمة)) محتملة؛ فهي بدلًا من أن تكون مليئة بعدد كبير من النجوم بدا وأنها لا تحوي أي نجوم، ولو حفنة صغيرة منها!
طبقًا لأحدث النماذج الفيزيائية الفلكية، فإن بداية تشكّل المجرات يمكن أن يخضع لمرحلة مظلمة، وتلك المجرات المظلمة؛ الكبيرة الحجم والمليئة بالغاز يُحتمل أنها واجهت مشاكل في تشكيل النجوم لديها.
حقيقًة، إن إيجاد هذه المجرات يمثل تحديًا، وذلك لأن هذه المجرات لا تصدر ضوءًا، بل تستمده من مصادر قريبة.
يعتقد الباحثون أنهم لاحظوا ستًا من هذه المجرات.
وكما ورد في تقرير مجلة العلوم الفيزيائية الفلكية، فقد تعرّفَ باحثون أوروبيون على ستة أجسامٍ مرشحة لتكون مجرّات مظلمة، تلك الأجسام وٌجدت عندما كان عمر الكون لا يزيد عن ملياري سنةٍ.
مثل هذه الأجسام أُضيئت بشدة من خلال أشباه النجوم ((الكوازارات))؛ وهي مجرّات نَشطَة بسبب تزايد المادة المنهارة داخل ثقب أسود عظيم، تجعل هذه العملية ((الكوازارات)) مضيئة بشكلٍ مخيفٍ، ولكن يمكن استخدام هذا الضوء المنبعث من هذه العملية بشكل ملائم للنظر إلى أشياء أخرى مثل الضوء المنبثق.
تطلق ((الكوازارات)) كمية كبيرة جدًا من الأشعة فوق البنفسجية، والتي تُمتص بعدها عن طريق الغاز ويُعاد إطلاقها بطريقةٍ معينةٍ.
إن هذه العملية مشابهة لكيفية سطوع الألوان البيضاء تحت ضوء أسود ((فوق بنفسجي)). تُعد هذه الملاحظات كافية لعلماء الفيزياء الفلكية لتحديد عدة خصائص لهذه المجرات.
المجرّات الست المرشحة هي مجرات صغيرة، من خلال الأجسام المُدمجة يٌقدّر أن كتلة كل منها أكبر من شمسنا بـ 200 مليون إلى 6 مليارات مرة.
وطبقًا للباحثين، فإن المجرّات المرشحة لها خصائص مشابهة لمجرّات مظلمة مُكتشَفة في سنوات سابقة، ما يجعلها مرشحةً جيدةً .
تُعد المجرّات المُكتشفة سابقًا أحدث عُمرًا من المجرّات الستة المرشحة، لكونها وٌجدت بعد ثلاثة مليارات سنةٍ من الانفجار العظيم، لذلك فهي وٌجدت بعد مليار سنة من المجرّات المكتشفة حديثًا.
حقيقةً، إن اكتشاف مجرّات مظلمة يمكن أن يُسلط الضوء بشكل نافع على بدايات الكون وكذلك تكوين المجرّات.
لقد حصل ذلك الفريق على أفضليةٍ في الاكتشاف بفضل أعظم الأدوات الفلكية الموجودة حاليًا وهي المستكشف الطيفي متعدد الوحدات “MUSE”؛ هذا المستكشف هو جزءٌ من تلسكوبٍ هائل الحجم، وهو قادرٌ على ملاحظة نجم بعيد من خلال لقطةٍ واحدةٍ، ولهذا فهو مُجهزٌ بشكل ممتازٍ لاكتشاف مجرّات مظلمة محتملة قريبة من ((الكوازارات)).
بعيدًا عن ذلك الاكتشاف الرائع، تبقى المجرات المظلمة خليطًا معقدًا من المكونات في معرض التطور الكوني.
فقد تبقى لمليارات السنوات من عمر هذا الكون صعبة المراقبة وذلك بسبب محدودية أدواتنا الحالية.
بالطبع، ستساعد التلسكوبات الجديدة كتلسكوب جيمس ويب الفضائي وكذلك الإحصائيات المخصّصة، في فهم هذه الثغرات من خلال مراقبتنا للكون، ربما قريبًا لن تظل هذه المجرات المُظلمة لغزًا محيّرًا.
- ترجمة: مازن سفّان
- تدقيق: منّة حمدي
- تحرير: ندى ياغي
- المصدر