تمّ العثور على كميات كبيرة من معدن الفلدسبار الذى يميز صخور الجرانيت، فى البراكين القديمة على سطح كوكب المريخ، بخلاف المعادن الشائعة التى تكوّن صخور البازلت والغنية بالحديد والماغنسيوم والتى تغطى معظم سطح الكوكب. مكان وجود معادن الفلدسبار يوفر تفسيرًا ممكنًا لكيفية تكوّن صخور الجرانيت أو المكافئ البركاني لها صخور الريوليت والتي غالبًا ما توجد في المناطق التكتونية النشطة المعروفة على الأرض باسم “مناطق الاندساس” (Subduction zones)، إلا أنّ آلية تكوينها مختلفة على المريخ حيث يعتقد العلماء أنّ وجود الجرانيت نابع من النشاط الصهاري المستمر لفترات طويلة على نطاقات واسعة.
ظلّ العلماء لفترة طويلة يعتقدون أن تركيب المريخ الجيولوجي بسيط، حيث يتكون من صخر من نوع واحد هو صخر البازلت الداكن الموجود فى المناطق البركانية على سطج الارض مثل هاواي، ولكن الاكتشافات الجديدة التي أحرزتها عربة الفضاء كريوسيتى أدهشت العلماء باكتشاف التربة المكونة من صخور الجرانيت وألوانها الخفيفة الشبيهة بلون الجرانيت في موقع نيلى باتيرا البركانى على سطح المريخ والذى يحتوى على أسرع الكثيبان الرملية المتحركة.
البيانات الطيفية والنمذجة أظهرت أن حركة الكثبان الرملية تعلو صخور الأساس المكونة من الجرانيت، فعلى طريق تقنيات الاستشعار عن بُعد (طريق التحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء) تم مسح بركان كبير ثار منذ ملايين السنيين وغطى بالكثبان الرملية فيما بعد. أظهرت نتائج المسح أن صخور القاع تتمير بطبقات غنية من الفلسبار الامر الذى كان بمثابة مفاجأة، مكان وجود الفلسبار وغياب الصخور الداكنة البازلت يعطى شرحا معينا لكيفية تكون صهور الجرانيت حيث تنساب الصهارة ببطء أسفل السطح وتتبرد فيحدث فصل للمعادن الثقيلة عن المعادن الخفيفة فيما يعرف بعملية التجزئة، ثم تعاد هذه الدورة مرات ومرات عبر الاف السنيين الى أن يتم تشكيل الجرانيت. هذه العملية من الممكن أن تحدث داخل البراكين التى تظل نشطة على مدى فترات طويلة من الزمن، وفقًا للمحاكاة الحاسوبية فإن هذا الأمر معتقد بخصوص براكين المريخ.
بهذا الاكتشاف فإن أمر تكوّن صخور المريخ والتاريخ الجيولوجى له سيمثل أمرًا أكثر تنوعًا مثل ما هي عليه الأرض بخلاف ما كان يعتقد في السابق. نشر هذا البحث فى دورية الطبيعة لعلوم الارض في 17 نوفمبر الماضي.