اضطرابات النوم حالات تؤثر في القدرة على النوم الجيد المنتظم.
تحدث مشكلاتٌ في النوم لدى معظم الناس من وقتٍ لآخر بسبب الضغط النفسي وجداول المواعيد الجنونية وغيرها من المؤثرات الخارجية، لكن عندما يتكرر حدوثها بانتظام وتتداخل مع الحياة اليومية فقد تكون مؤشرًا لوجود أحد اضطرابات النوم.
قد يعاني المصابون تبعًا لنوع اضطراب النوم الذي يصيبهم من صعوباتٍ في الغفو ومن الإرهاق خلال اليوم، كما أن لنقص النوم تأثيرٌ سلبيّ على الطاقة والمزاج والتركيز والصحة عمومًا.
قد تكون اضطرابات النوم في بعض الحالات عرضًا لحالةٍ طبية أو نفسية أخرى، وقد تختفي هذه المشكلات عند علاج السبب المستبطن. أما عند عدم وجود حالةٍ مسببة لهذه الاضطرابات، فيكون العلاج مزيجًا من المعالجة الدوائية مع إجراء تغييراتٍ في نمط الحياة.
من المهم تشخيص وعلاج اضطرابات النوم فورَ الاشتباه بوجودها لأن تأثيراتها السلبية قد تؤدي إلى مشكلات صحية أكثر في حال عدم علاجها، إضافة إلى تأثيرها في الأداء الوظيفي والعلاقات وإعاقتها القدرة على القيام بنشاطات الحياة اليومية.
أنواع اضطرابات النوم
توجد أنواع متعددة من اضطرابات النوم، بعضها قد ينتج عن الإصابة بمشكلات صحية مستبطنة.
الأرق:
يشير مصطلح الأرق إلى انعدام القدرة على الغفو أو الاستمرار في النوم، وقد يسببه اختلاف التوقيت بسبب الرحلات الجوية أو التوتر والقلق أو الهرمونات أو المشكلات الهضمية، وقد يكون عَرَضًا لحالةٍ أخرى.
قد يسبب الأرق مشكلات صحية عديدة إضافة إلى تأثيره السلبي على نوعية الحياة فقد يسبب:
- الاكتئاب
- صعوبة في التركيز
- الهياج
- اكتساب الوزن
- خلل في الأداء الوظيفي أو المدرسي
الأرق شائع جدًا ويعاني منه 50% من البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية في مرحلة ما من حياتهم.
يصنَّف الأرق إلى:
- أرق مزمن: عندما يستمر الأرق بانتظام لشهرٍ على الأقل.
- أرق متقطع: عندما يحدث الأرق دوريًا فقط (على فترات).
- أرق عابر: عندما يستمر الأرق لعدة ليالٍ كل مرة.
انقطاع النَّفَس النومي:
يتميز انقطاع النفس النومي بتوقف التنفس أثناء النوم، وهي حالة طبية خطيرة تسبب انخفاض كمية الأكسجين التي يأخذها الجسم، والاستيقاظ في أثناء الليل كذلك.
يوجد نوعان من هذا الاضطراب:
- انقطاع النفس النومي الانسدادي: يتوقف فيه جريان الهواء بسبب انسداد أو ضيق مجرى الهواء.
- انقطاع النفس النومي المركزي: تكمن المشكلة في هذا النوع بالاتصال بين الدماغ والعضلات التي تتحكم بالتنفس.
الخطل النومي:
الخطل النومي صنفٌ من اضطرابات النوم يسبب حركات وسلوكيات غير طبيعية أثناء النوم، ويشمل:
- السير النومي
- التحدث أثناء النوم
- الأنين
- الكوابيس
- التبول في الفراش
- صريف الأسنان أو كَزَم الفك
متلازمة تململ الساقين:
حاجة عارمة لتحريك الساقين، وقد تترافق هذه الرغبة أحيانًا مع إحساس بدغدغة الساقين. قد تحدث هذه الأعراض نهارًا لكنها أكثر شيوعًا في الليل.
غالبًا ما ترتبط هذه المتلازمة مع حالات صحية محددة مثل: اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، وداء باركنسون، لكن السبب المحدد غير معروف دائمًا.
التغفيق:
يتصف التغفيق بحدوث “هجمات نوم” تحدث في أثناء الصحو، وهذا يعني الشعور بتعب شديد والغفو فجأة.
قد يسبب هذا الاضطراب الشلل التالي للنوم الذي يؤدي إلى انعدام القدرة على الحركة بعد الاستيقاظ مباشرةً. قد يحدث التغفيق لوحده أو قد يكون مرتبطًا باضطرابات عصبية محددة مثل التصلب المتعدد.
ما أعراض اضطرابات النوم؟
تختلف الأعراض باختلاف شدة ونوع الاضطراب، وقد تختلف أيضًا عندما ينتج عن حالة أخرى.
تشمل الأعراض العامة لاضطرابات النوم:
- صعوبة الغفو أو الاستمرار بالنوم.
- التعب أثناء النهار.
- رغبة ملحة بأخذ قيلولات أثناء اليوم.
- أنماط تنفس غير اعتيادية.
- حاجة ملحة غير اعتيادية ومزعجة للحركة في أثناء الغفو.
- حركات أو تجارب أخرى غير اعتيادية أثناء النوم.
- تغييرات غير مقصودة لفترات النوم واليقظة.
- الهياج والقلق.
- خلل الأداء الوظيفي أو المدرسي.
- نقص التركيز.
- الاكتئاب.
- اكتساب الوزن.
ما أسباب اضطرابات النوم؟
تنتج اضطرابات النوم في العديد من الحالات عن مشكلة صحية مستبطنة، وتوجد العديد من الحالات والأمراض والاضطرابات التي قد تسببها.
- الحساسية والاضطرابات التنفسية: تصعب الحساسية والاضطرابات التنفسية (مثل نزلات البرد وإنتانات السبيل التنفسي العلوي) التنفس في الليل، وقد يسبب العجز عن التنفس من خلال الأنف صعوبات في النوم كذلك.
- التبول المتكرر: قد يقاطع البوال الليلي أو التبول المتكرر النوم لأنه يسبب الاستيقاظ في الليل. قد تسهم الاضطرابات الهرمونية وأمراض السبيل البولي في تطور هذه الحالة. يستدعي ترافق التبول المتكرر مع الألم أو النزيف استشارة الطبيب.
- الألم المزمن: يصعب الألم المزمن الغفو كما أنه قد يوقظ من النوم أيضًا. أكثر الأسباب شيوعًا للألم المزمن: التهاب المفاصل، الألم الليفي العضلي، ألم أسفل الظهر المستمر، داء الأمعاء الالتهابي، الصداع المعند.
- التوتر والقلق: يؤثر التوتر والقلق سلبًا على جودة النوم كذلك.
كيف تُشَخَّص اضطرابات النوم؟
في البداية يجري الطبيب فحصًا جسديًا ويسأل عن الأعراض والقصة المرضية، وقد يطلب اختبارات متعددة مثل:
- اختبار دراسة النوم: دراسة للنوم في مخبر تقيّم مستويات الأكسجين وحركات الجسم والموجات الدماغية.
- مخطط كهربية الدماغ: يدرس النشاط الكهربائي للدماغ.
- اختبار كُمون النوم المتعدد: يساعد في تشخيص التغفيق.
قد تكون هذه الاختبارات أساسية لتحديد خطة علاج اضطرابات النوم.
ما علاج اضطرابات النوم؟
قد تتنوع المعالجة تبعًا لنوع اضطراب النوم وسببه، لكنها تتضمن مزيجًا من العلاج الطبي وتغييرات في نمط الحياة بشكل عام.
قد يتضمن العلاج الطبي أيًا مما يلي:
- الأدوية المنومة.
- أدوية التحسس أو الزكام.
- أدوية لعلاج أي مشكلة صحية مستبطنة.
- جهاز للمساعدة على التنفس أو علاج جراحي (عادةً لعلاج انقطاع النفس النومي).
- جهاز لحماية الأسنان في حالة صرير الأسنان.
تحسّن بعض التغييرات في نمط الحياة من جودة النوم وخصوصًا عندما تترافق مع العلاجات الطبية، ونذكر منها:
- إدخال المزيد من الخضار والسمك في النظام الغذائي والتخفيف من تناول السكر.
- ممارسة التمارين الرياضية للتقليل من القلق والتوتر.
- الالتزام بجدول محدد لأوقات النوم.
- التقليل من شرب المياه قبل موعد النوم.
- التقليل من تناول الكافيين، وخاصةً بعد الظهر أو في المساء.
- التقليل من الكحول والتدخين.
- تناول وجبات خفيفة قليلة السكريات قبل وقت النوم.
- الحفاظ على وزن صحي اعتمادًا على توصيات الطبيب.
يساعد النوم والاستيقاظ في الموعد ذاته يوميًا في تحسين جودة النوم، ورغم أن العطلات الأسبوعية مغرية للنوم فيها لساعاتٍ أطول، فإن ذلك يزيد صعوبة الاستيقاظ والغفو في أثناء الأسبوع.
كيف يؤول حال المصاب بأحد اضطرابات النوم؟
قد تكون آثار اضطرابات النوم مزعجة إلى حد يجعل المصاب بها يرغب بحلٍ فوري، ولسوء الحظ قد تأخذ الحالات طويلة الأمد وقتًا أكثر للشفاء.
على أية حال، يساعد الالتزام بالخطة العلاجية والتواصل المستمر مع الطبيب في العثور على حل لنومٍ أفضل.
اقرأ أيضًا:
اضطرابات النوم: تأثيراتها خطيرة في الصحة
تعرف على أهم أسباب اضطرابات النوم
ترجمة: حاتم نظام
تدقيق: آلاء رضا