ما اضطراب فقد المنعكسات؟
فقد المنعكسات هو غياب استجابة العضلات للتنبيه، في حين نلاحظ فرط استجابة العضلات للتنبيه في اضطراب فرط المنعكسات.
أي تنبيه أو تغير في البيئة المحيطة بالعضو يسبب حركة سريعة لا إرادية تُعرَف بالمنعكس، تغيب هذه الحركات عند المصابين بفقد المنعكسات، مثل فقدان منعكس الركبة.
يحدث هذا الاضطراب نتيجة أذية أو مرض في الجهاز العصبي،ويعتمد سير الاضطراب والعلاج على الحالة المسببة له.
ما فقد المنعكسات القابضة؟
هو فقدان العضلة القابضة القدرة على التقلص، العضلة القابضة هي عضلة في المثانة تتحكم في إفراغها.
يوضع للمصابين باضطراب فقد المنعكسات القابضة –ما يعرف بالمثانة غير النشطة أو المثانة العصبية– قسطرة بولية، لعدم قدرتهم على الإفراغ الذاتي للمثانة.
أعراض فقد المنعكسات
العرض الرئيس هو الغياب التام للمنعكسات، عادةً تتقلص العضلة عند النقر عليها بخفة وتنبيهها، لكن اضطراب فقد المنعكسات يسبب غياب التقلص عند التنبيه.
تعتمد الأعراض الأخرى على الحالة المسببة للاضطراب، من هذه الأعراض:
- النمل أو الخدر في اليد أو القدم.
- عدم التناسق بين العضلات.
- الضعف العضلي.
- غياب الرشاقة العضلية، مثل تكرار سقوط الأشياء من اليد.
- خلل في الوظيفة الجنسية، خاصةً عند الرجال.
- إمساك.
- مشكلات هضمية.
- سلس بولي، نتيجة فقد المنعكسات القابضة.
- شلل.
- فشل تنفسي.
سبب اضطراب فقد المنعكسات
السبب الأكثر شيوعًا لاضطراب فقد المنعكسات هو الاعتلال العصبي المحيطي، وهو تأذي الأعصاب وتلفها ما يسبب خللًا في وظائفها.
تسبب العديد من الأمراض والأذيات العصبية اضطراب فقد المنعكسات، ومنها:
1.داء السكري:
يعاني المصابون بالسكري من أذيات عصبية ناتجة من ارتفاع سكر الدم فترةً طويلة، أو الالتهاب، أو اضطراب الكلى أو الغدة الدرقية (اعتلال الأعصاب السكري).
2.عوز الفيتامينات:
بعض الفيتامينات ذات أهمية خاصة لصحة الأعصاب، وأي نقص فيها قد يسبب أذيات عصبية قد تؤدي إلى اضطراب فقد المنعكسات، ومن هذه الفيتامينات فيتامين ب1، ب6، ب12، وفيتامين ه.
3.متلازمة غيلان باريه:
في هذه المتلازمة يخطئ الجهاز المناعي تمييز خلايا الجسم، فيهاجم الخلايا العصبية السليمة في الجهاز العصبي المحيطي، لا نعرف السبب الدقيق لهذه الحالة، لكن يُعتقد أنها تحدث نتيجة بعض الأخماج مثل أنفلونزا المعدة والخمج الذي يسببه فيروس أبشتاين بار.
4.متلازمة مايلر فيشر:
مرض عصبي نادر، يصنف أحيانًا أنه أحد أنواع متلازمة غيلان باريه، أو مجموعة فرعية لهذه المتلازمة.
كما هو الحال في متلازمة غيلان باريه، غالبًا ما يكون الخمج الفيروسي هو العامل المسبب لمايلر فيشر.
5.أمراض المناعة الذاتية الأخرى:
تَضعُف المنعكسات أو تغيب نتيجة الأذيات العصبية وأذيات الأنسجة المسببة ببعض أمراض المناعة الذاتية، مثل: التصلب اللويحي المتعدد والتهاب المفاصل الرثياني والتصلب الجانبي الضموري.
في التصلب اللويحي المتعدد، يهاجم الجهاز المناعي الطبقة الواقية للألياف العصبية ويخربها، ما يؤدي إلى حدوث أذيات والتهاب في الجهاز العصبي وتراكم الأنسجة الندبية فيه.
6.قصور الغدة الدرقية:
يحدث القصور نتيجة عدم إفراز كمية كافية من الهرمون الدرقي، ما يسبب احتباس السوائل وزيادة الضغط المحيط بالأنسجة العصبية.
7.أذيات الأعصاب أو النخاع الشوكي :
إن أشيع أذيات الأعصاب هي الرضوض الفيزيائية، كتلك الحاصلة في حوادث السيارات والسقوط.
عادةً ما تسبب أذيات النخاع الشوكي فقدان التعصيب الحسي والحركي تحت مستوى الإصابة، وتفقد المنعكسات العصبية في النخاع الشوكي تحت مستوى الأذية.
8.التعرض للسموم واضطراب الإدمان الكحولي:
تنتج بعض الأذيات العصبية من التعرض لمستويات سامة من المواد الكيميائية والمعادن الثقيلة، مثل الرصاص والزئبق.
وللمواد الكحولية تأثيرات سمية على الأعصاب، فالأشخاص الذين يتناولون المشروبات الكحولية بإفراط أكثر عرضة للاعتلال العصبي المحيطي.
9.اعتلال الأعصاب الالتهابي المزمن المزيل لغمد النخاعين:
اضطراب شبيه بمتلازمة غيلان باريه. وهو حالة صحية طويلة الأمد تتمثل في تخرب الألياف العصبية في الدماغ، وتنتهي بفقدان المنعكسات في العضلات.
10.متلازمة الترنح المخيخي والاعتلال العصبي وفقد المنعكسات الدهليزية:
اضطراب عصبي وراثي بطيء التطور، يسبب الترنح -نقص التناسق الحركي- وفقد المنعكسات والمزيد من الإعاقات مع الوقت، يعد عقد الستينيات العمر الوسطي لبدء ظهور أعراض هذه المتلازمة.
11.متلازمة الترنح المخيخي وفقد المنعكسات والقدم الأخمصية وضمور العصب البصري ونقص السمع الحسي العصبي:
مرض جيني نادر، عادةً يصيب الأطفال الصغار بين عمر ستة أشهر وخمس سنوات.
قد يحدث بعد إصابة الطفل بمرض يسبب ارتفاع شديد في حرارة الجسم، فيعاني الطفل صعوبة في المشي أو غياب التناسق العضلي، تتضمن الأعراض الأخرى لهذه المتلازمة:
- ضعف عضلي.
- فقدان السمع.
- عسر البلع.
- حركات غير طبيعية في العين.
- فقد المنعكسات.
تتحسن معظم الأعراض عند زوال الحمى ويبقى بعضها فترةً أطول.
تشخيص اضطراب فقد المنعكسات
يستمع الطبيب إلى شكوى المريض والتاريخ المرضي له، ثم يطرح بعض الأسئلة عن الأعراض، مثل:
- متى بدأت الأعراض بالظهور؟
- ما سرعة تطور الأعراض؟
- هل توجد أعراض مرضية تسبق ظهور أعراض فقد المنعكسات؟
ثم يفحص الطبيب المريض سريريًا، ويحدد شدة الأعراض بعد إجراء اختبار المنعكسات.
يساعد هذا النمط من الاختبارات في تقييم التناسق بين المسار العصبي الحركي والاستجابة الحسية، يستخدم الطبيب مطرقة المنعكسات للنقر على الأوتار العميقة وتقييم الاستجابة العصبية.
ينقر الطبيب على الركبة أو العضلة ذات الرأسين أو الأصابع أو الكاحل أو حول هذه الأعضاء، تغيب استجابة العضلات حال إصابتك باضطراب فقد المنعكسات.
تُجرى بعض الفحوص الطبية للتمييز بين الأسباب المحتملة لفقد المنعكسات وفقًا للأعراض، من هذه الفحوص:
- البزل الشوكي: يُعرف كذلك بالبزل القطني، يدخل الطبيب إبرة أسفل الظهر لسحب عينة من السائل الدماغي الشوكي، وإرسالها إلى المختبر لتحليلها.
- اختبارات الدم: لقياس الفيتامينات وسكر الدم.
- دراسة التوصيل العصبي: يهدف هذا الاختبار لكشف سوء وظيفة الأعصاب والأذيات العصبية.
- التخطيط الكهربائي للعضلات: لتقييم صحة العضلات والخلايا العصبية.
- التصوير الطبقي المحوري والرنين المغناطيسي: لكشف وجود بنى ضاغطة على الأعصاب.
ما الخيارات المتاحة لعلاج فقد المنعكسات؟
يختلف العلاج تبعًا للمسبب، فيمكن اللجوء للعلاج الفيزيائي أو الدوائي أو كليهما.
1.العلاج الدوائي:
يصف الطبيب الأدوية وفقًا لأعراض المرض، مثل الإنسولين لعلاج مرضى السكري، والمعالجة الشعاعية والعلاج بفصادة البلازما لاعتلال الأعصاب الالتهابي المزمن المزيل لغمد النخاعين ومتلازمة غيلان باريه.
قد يصف الطبيب الأدوية الستيرويدية لتثبيط الالتهاب.
يُعالج قصور الغدة الدرقية بالهرمون الدرقي الصنعي، تتوفر أدوية عديدة للعلاج العرضي لأمراض المناعة الذاتية.
2.العلاج الفيزيائي:
يهدف العلاج الفيزيائي لتقوية العضلات المصابة، فيساعد المعالج الفيزيائي في الأنشطة اليومية لتتعلم كيفية أداء بعض التمارين بأمان، لتحسين المشي والجري والقوة العضلية عمومًا.
3.علاج فقد المنعكسات القابضة:
لا يتوفر حاليًا دواء نوعي لاضطراب فقد المنعكسات القابضة.
يلجأ المصابين للتبول في فترات زمنية منتظمة، لتلافي امتلاء المثانة بالكامل.
ينصح الأطباء باستعمال القساطر البولية للتحقق من إفراغ المثانة كليًّا.
التوقعات المستقبلية للمصابين باضطراب فقد المنعكسات:
يعتمد سير الاضطراب على الحالة الصحية المسببة له، لم نجد علاجًا لبعض الحالات مثل الاضطراب المرافق لالتهاب المفاصل الرثياني والتصلب اللويحي المتعدد، يهدف العلاج هنا لتخفيف حدة الأعراض وتحسين نوعية الحياة. بالمقابل يُشفَى معظم المصابين بمتلازمة غيلان باريه ومتلازمة مايلر فيشر.
راجع الطبيب إن أحسست بخدر أو ضعف أو أي إحساس غريب بالعضلات أو الأعصاب، لتُشخّص حالتك وتحصل على العلاج المناسب. كلما سارعت بكشف المرض ستحصل على نتائج أفضل.
اقرأ أيضًا:
علم المنعكسات علاج سحري ام خدعة كبرى ؟
علامة بابنسكي (علامة باطن القدم)
ترجمة: لجين بري
تدقيق: جنى الغضبان
