ينبض القلب السليم بفواصل زمنية منتظمة، مثل عقرب الثواني على مدار الساعة، وتحدث اضطرابات النظم عند وجود مشكلة في انتظام ضربات القلب. سوف تركز هذه المقالة على اضطراب النظم الجيبي التنفسي، مع مرور سريع على أنواع أخرى من اضطراب النظم الجيبي.
التعريف والأنواع
يرتبط اضطراب النظم الجيبي بالعقدة الجيبية الموجودة في الحجرة العلوية اليمنى من القلب، التي تسمى «الأذينة اليمنى».
العقدة الجيبية هي المسؤولة عن تنظيم ضربات القلب وتواترها، والنظم الجيبي الطبيعي هو التواتر المنتظم في الأشخاص الأصحاء. في حين يسبب الخلل في العقدة الجيبية اضطرابًا في النظم الجيبي أي عدم وجود انتظام في ضربات القلب.
يشمل اضطراب النظم الجيبي عمومًا:
- تسرع القلب الجيبي: زيادة معدل ضربات القلب عن 100 ضربة في الدقيقة.
- بطء القلب الجيبي: يكون معدل ضربات القلب أقل من 60 ضربة في الدقيقة.
اضطراب النظم الجيبي التنفسي
يعد اضطراب النظم الجيبي التنفسي حالةً حميدة أي أنها غير ضارة، ويحدث بسبب ارتباط معدل ضربات قلب الشخص بدورة التنفس. بمعنى آخر، يزداد معدل ضربات قلب الشخص في أثناء الشهيق وينخفض في أثناء الزفير. يعد اضطراب النظم الجيبي التنفسي أكثر شيوعًا عند الأطفال منه لدى البالغين ويميل للاختفاء مع تقدمهم في السن.
يُعرف الوقت بين كل ضربة قلب بالفترة p-p ويحدث فيها اختلاف طفيف أقل من 0.16 ثانية بين الشهيق والزفير عند معظم الناس. ويكون هذا الاختلاف أكبر في اضطراب النظم الجيبي التنفسي. غالبًا ما تكون فترة P-P أطول من 0.16 ثانية عندما يزفر الشخص. مع تزايد ضربات القلب، في حالة التمرين مثلًا، يميل نظم معدل ضربات القلب إلى أن يصبح أكثر انتظامًا.
التشخيص
إن الطريقة الأكثر شيوعًا لتشخيص اضطرابات النظم هي تسجيل كهربائي لنظم القلب عبر جهاز تخطيط القلب الكهربائي ECG أو EKG.
يُظهر تخطيط القلب الكهربائي وظائف مختلفة للقلب بما في ذلك نظم القلب والفترات الفاصلة بين الضربات. في حالات اضطراب النظم الجيبي التنفسي يكون عادةً معدل ضربات القلب في الدقيقة طبيعيًا، ومع ذلك قد يختلف الوقت بين كل ضربة ما يشير إلى اضطراب النظم، فيكون الوقت بين كل ضربة أقصر في أثناء الشهيق وأطول في أثناء الزفير.
غالبًا يوجد اختلاف أكبر من 0.12 ثانية بين أطول فترة وأقصر فترة، وهذه علامة واضحة للطبيب على أن الشخص يعاني اضطراب النظم الجيبي.
الأسباب وعوامل الخطورة
يعد اضطراب النظم الجيبي شائعًا لدى الأطفال وقد يوجد عند البالغين أيضًا، وتميل الأعراض عند الأطفال الذين يعانون اضطراب النظم الجيبي التنفسي إلى التراجع مع التقدم في السن دون الحاجة للعلاج.
على الرغم من أن السبب الدقيق لاضطراب النظم الجيبي التنفسي غير معروف، ولكن يعتقد الباحثون أنه يحدث لزيادة كفاءة القلب أو تقليل عمله مع الحفاظ على المستويات الصحية من غازات الدم.
اضطرابات نظم القلب الأخرى
يوجد العديد من اضطرابات النظم التي تنشأ في المسارات الكهربائية الأخرى للقلب، تشمل الأنواع الأساسية ما يلي:
- الرجفان الأذيني: تكون ضربات القلب غير منتظمة بسبب شذوذات في التوصيل.
- تسرع القلب فوق البطيني: يكون معدل ضربات القلب سريعًا بشكل غير طبيعي عند الراحة.
- إحصار القلب: ينبض القلب ببطء ما يؤدي إلى تدهور صحة الشخص.
- الرجفان البطيني: نظم قلب غير منتظم يؤدي إلى فقدان الوعي والموت إذا لم يُعالج.
قد تؤثر اضطرابات النظم على الأشخاص في أي عمر، ويعد الرجفان الأذيني أكثر شيوعًا عند كبار السن.
تتضمن العوامل التي تزيد خطر الإصابة باضطراب نظم القلب ما يلي:
- شرب الكحول.
- التدخين.
- الإفراط في ممارسة الرياضة.
- استهلاك الكافيين.
- بعض الأدوية والعقاقير الترويحية.
- زيادة الوزن.
- الإصابة بمرض فيروسي.
- احتشاء قلبي سابق أو قصور القلب.
متلازمة العقدة الجيبية المريضة (SSS)
تحدث عندما تسبب العقدة الجيبية شذوذات في نظم القلب، وسببها تندب العقدة الجيبية وتبدل الأنسجة الطبيعية بأنسجة ليفية بمرور الوقت.
يوجد العديد من اضطرابات نظم القلب المرتبطة بمتلازمة SSS، منها:
- الرجفان الأذيني.
- بطء القلب الجيبي الشديد.
- متلازمة بطء القلب-تسرع القلب.
- إحصار خروج العقدة الجيبية أو توقفها.
تحدث SSS غالبًا عند كبار السن وعند كلا الجنسين بدرجة متساوية، وتكون دون أعراض في بعض الحالات وقد تتسبب أيضًا في ظهور الأعراض التالية:
- إغماء.
- خفقان القلب.
- تعب.
- زلة تنفسية.
يكون العلاج غالبًا باستخدام منظّم ضربات القلب (أو ما يسمى بناظم الخطا)، وإذا لم تُعالج فقد تؤدي لعواقب وخيمة، ويمكن للأدوية مثل الديجوكسين وحاصرات بيتا وحاصرات قنوات الكالسيوم أن تزيد الحالة سوءًا.
لمحة سريعة
لا يعد اضطراب النظم الجيبي التنفسي مصدر قلق كبير على الصحة، ومع ذلك قد تحتاج بعض حالات اضطراب النظم الأخرى في بعض الأحيان إلى المتابعة والعلاج.
قد يحتاج كبار السن المصابون باضطراب نظم شديد إلى ناظم الخطا.
الأشخاص المصابون بانقطاع النفس النومي أكثر عرضةً للإصابة باضطرابات النظم، بما في ذلك اضطراب النظم الجيبي التنفسي.
تتحسن حالات اضطراب النظم الجيبي التنفسي لدى الأطفال والشباب دون علاج مع التقدم في السن.
إذا كان الطفل يعاني اضطراب النظم الجيبي التنفسي فقد ينصح الطبيب بمراقبته دون علاج ما لم تصبح المشكلة شديدة أو تسبب أعراض أو تستمر حتى المراهقة. وتتطلب الحالة عند كبار السن المزيد من الفحص، لمعرفة ما إذا كان اضطراب النظم الجيبي التنفسي ناجمًا عن مرض قلبي كامن تجب معالجته.
اقرأ أيضًا:
اضطراب نظم القلب الجنيني: الأسباب والعلاج
دراسة جديدة تظهر صلة بين التدخين السلبي واضطرابات نظم القلب
ترجمة: طيف نزار زهرة
تدقيق: أحمد فواز
مراجعة: لبنى حمزة