ألزهايمر هو مرض يصيب الدماغ ووجد أنه مرتبط بدرجة كبيرة بصحة القلب والأوعية الدموية. يدرس البحث الجديد الصلة بين ارتفاع ضغط الدم ومرض ألزهايمر، إذ وُجد أنه للحفاظ على صحة العقل يجب الاعتناء بالقلب أولًا.
قال جيف كيلر، مدير معهد أبحاث الخرف والوقاية منه في جامعة لويزيانا: «يتسبب ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط بتلف جميع أعضاء الجسم تقريبًا. وبما أن الدماغ هو أكثر أعضاء الجسم اعتمادًا على الأوعية الدموية والطاقة، فهو الأكثر تضررًا من تقلبات ضغط الدم غير المنضبطة».
يُعد مرض ألزهايمر أحد أشيع أنواع أمراض الخرف، وهو سادس مسبب للوفاة في الولايات المتحدة. شُخصت إصابة نحو 5.7 مليون أمريكي بالمرض، بما في ذلك 200 ألف شخص تقل أعمارهم عن 65 عامًا. ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام مع وصول المزيد من الأشخاص إلى سن التقاعد وما بعده.
في الاجتماع السنوي لجمعية ألزهايمر في يوليو، قدم الباحثون نتائج أولية من دراسة وجدت أن الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم ويعالجونه ليصل إلى المستويات الطبيعية الموصى بها، قد يقل لديهم خطر الإصابة بضعف في الإدراك، الأمر الذي يجعل ضغط الدم مؤشرًا على الإصابة بالخرف.
وجدت دراسة أُجريت مؤخرًا ونُشرت في مجلة «نورولوجي» أن كبار السن الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم كانوا أكثر عرضة للإصابة بآفات الدماغ -أي وجود مناطق في الدماغ ذات أنسجة ميتة- بسبب انخفاض التروية الدموية الناتجة عن خلل في ضغط الدم. أيضًا، وجد الباحثون أن هؤلاء المرضى لديهم المزيد من التشابكات أو خيوط ملتوية من البروتين المسؤول عن تطوير مرض ألزهايمر.
مؤخرًا، كانت المستويات الطبيعية لضغط الدم في دائرة الضوء بعد أن اعتمدت الكلية الأمريكية لأمراض القلب وجمعية القلب الأمريكية رقمًا جديدًا لمستوى ضغط الدم الطبيعي على أنه 130/80 بعد أن كان 140/90 لسنوات عديدة.
وفقًا لإحصاءات جمعية القلب الأمريكية، فإن نحو 103 ملايين من البالغين الأمريكيين، أو ما يقارب 46% من السكان البالغين في البلاد، مؤهلون للإصابة بارتفاع ضغط الدم. ونحو 16% منهم لا يعرفون أنهم مصابون بهذه الحالة.
يمكن خفض ضغط الدم المرتفع بإجراء تغييرات في نمط الحياة؛ مثل تقليل الملح في النظام الغذائي، وممارسة التمارين الرياضية، وتناول الأدوية اللازمة.
قال الدكتور سيفيل يسار، الأستاذ المشارك في الطب وعلم الأعصاب بجامعة جونز هوبكنز: «إن تعديلات نمط الحياة قد تؤدي أيضًا دورًا كبيرًا في تجنب الإصابة بأنواع معينة من الخرف. ووجدت الأبحاث أن اتباع نظام غذائي صحي والانخراط في نشاط بدني منتظم قد يساعد في إبطاء أو منع التدهور المعرفي».
«يجب التفكير في الأمر على أنه مجموعة من الأمور التي يجب أن تُمارَس سويًا للحصول على نتائج مُرضية، أي يجب اتباع نظام غذائي جيد، وممارسة بعض التمارين الرياضية، وإذا لزم الأمر يجب تناول الأدوية. إن الأمر ليس سهلًا وكأن هناك حبة سحرية توقف المرض، بل يتطلب الأمر جهدًا كبيرًا. لكن ما هو جيد للقلب هو حقًا جيد للدماغ، الأمر بهذه البساطة».
أطلقت جمعية ألزهايمر الأمريكية مؤخرًا دراسة تبحث في حماية صحة الدماغ بواسطة إدخال تغييرات في نمط حياة الأشخاص لتقليل مخاطر تطوير ألزهايمر.
أجرت الجمعية تجربة سريرية تتضمن نظامًا للتمارين الرياضية، وإرشادات غذائية، وتحفيزًا معرفيًا واجتماعيًا. لدى المنظمة أداة على موقعها على الإنترنت للمساعدة في مطابقة الزائرين لمئات التجارب السريرية في جميع أنحاء البلاد.
أسست الباحثة كيلر مؤسسة تدرس على وجه الخصوص تأثير خفض ضغط الدم في تقليل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بين الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي أو مخاوف كبيرة تتعلق بأمراض الذاكرة.
تعمل التجربة على الحد من مخاطر تطوير مرض ألزهايمر بالتحكم في ضغط الدم، إضافةً إلى فحص تأثير ممارسة الرياضة وإدارة الكوليسترول في تطور المرض.
قالت كيلر: «نادرًا ما يظهر ارتفاع ضغط الدم لوحده. بل عادةً ما يرتبط بعوامل خطر أخرى أو بحالات مزمنة مثل السمنة. ما نفعله هو محاولة تقليل العديد من عوامل الخطر المرتبطة بأمراض الأوعية الدموية قدر الإمكان».
اقرأ أيضًا:
هل المركبات الموجودة في النبيذ والشاي الأخضر تبطىء مرض ألزهايمر؟
الفقد السريع لحاسة الشم يُنبئ بالخرف ومناطق الدماغ المرتبطة بمرض ألزهايمر
ترجمة: فاطمة الرقماني
تدقيق: جعفر الجزيري
مراجعة: نغم رابي