وفقًا لدراسة جديدة فإن منافع تعلم لغة أخرى لا تقتصر على امتلاك لغة ثانية فحسب, بل تمتد إلى احتوائها على فوائد إدراكية خفية قد تحمي دماغك في حالة الأزمات الصحية الشديدة مثل السكتة الدماغية والخرف.
جمع باحثون من المملكة المتحدة والهند بيانات من 608 مريضًا بالسكتة في حيدر أباد، الهند, ووجدوا أن الأشخاص الذين يتحدثون بأكثر من لغة واحدة لديهم فرصة أكبر للشفاء من السكتة من أحاديي اللغة. وزيادة احتمالات الشفاء أكبر -فالأشخاص ثنائيو اللغة (ومن يتحدثون بأكثر من لغتين) أكثر احتمالًا بمرتين لامتلاكهم وظائف إدراكية طبيعية بعد السكتة من أولئك الذين لا يجيدون سوى لغة واحدة, حتى مع الأخذ في الاعتبار عوامل أخرى مثل العمر والتدخين وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري.
وفقًا للباحثين, فإن التحديات العقلية المستمرة والتي يتضمنها التحدث بأكثر من لغة واحدة قد تؤثر على مخزون الشخص الإدراكي, مما يقود لقدرة متطورة للتأقلم مع الضرر على الدماغ الذي حصل نتيجة حادث مثل السكتة الدماغية.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة والباحث مع جامعة إدنبرة في المملكة المتحدة توماس باك: «ثنائية اللغة تجعل الناس يبدلون من لغة لأخرى, فبينما يثبطون واحدة منهما, ينشطون الأخرى للتواصل. هذا التبديل يوفر تمرينًا دماغيًا عمليًا ومستمرًا وهو ما قد يكون عاملًا في مساعدة مرضى السكتة على الشفاء».
بالإضافة إلى ظهور احتمالية أكبر لشفائهم وقدراتهم العقلية بعد السكتة فإن ثنائيي اللغة -المعرّفين في هذه الدراسة بأنهم الأشخاص الذين يتحدثون لغتين أو أكثر- أظهروا أداءً أفضل أيضا في اختبارات ما بعد السكتة والتي قاست انتباههم وقدراتهم على استرداد وتنظيم المعلومة.
من الجدير بالملاحظة أن نتائج الشفاء المذهلة التي أظهرها المرضى في هذه الدراسة قد ترتبط جزئيًا على الأقل بالخصائص اللغوية لمكان البحث. فكما لاحظ الباحثون في أوراقهم, والتي نشرت في موقع «ستروك», فإن حيدر أباد مدينة ذات تعددية ثقافية تستضيف نطاقًا واسعًا من اللغات المختلفة, بما فيها اللغة التيلوجية, الأوردو, الهندية, والإنجليزية. وهكذا, فإن الأشخاص الذين “يدربون عقولهم” من الذين يعيشون في حيدر أباد -وينتفعون نظريًا من ذلك- لديهم فرصة أكبر لئلا يكرروا نفس القياسات في مكان آخر.
وقالت سوفارنا ألادي, عالمة أعصاب في مؤسسة نظام للعلوم الطبية (NIMS): «تبديل اللغات باستمرار هو واقع يومي للعديد من سكان حيدر أباد. فقد لا تُرى الفوائد الإدراكية في أماكن تكون فيها الحاجة إلى توظيف لغتين أو أكثر ليست شديدة».
وبذلك القول, لست مضطرًا للعيش في منطقة يكون فيها التحدث بلغات متعددة أمرًا شائعًا, بهدف التأثير على مخزونك الإدراكي. فقد أظهر بحث سابق أن ثنائية اللغة بإمكانها تأخير ظهور مرض الزهايمر, ولكن يقول الباحثون أن تعلم تحدث لغة أخرى ليس بالضرورة هو المفتاح للمساعدة في تحسين فرصتك في الشفاء من السكتة, في حين أن إبقاء دماغك نشيطًا قد يكون هو المفتاح.
وقال سوبهاش كاول، أحد أفراد فريق :NIMS «يقترح بحثنا أن النشاطات المحفزة فكريًا، المستمرة على مر الزمن، والتي تبدأ من عمر مبكر أو حتى في منتصف العمر, قد تحميك من الضرر الذي تحدثه السكتة الدماغية”.