سرطان البروستات هو أشيع سرطان يصيب الذكور على الإطلاق، فهو يصيب رجلًا من بين كل سبعة رجال، ويُشكل بمفرده 10% من حالات الأورام الخبيثة عند الذكور، شُخصت أكثر من مليون حالة جديدة من سرطان البروستات حول العالم في العام الماضي، وسبَّب هذا السرطان 300 ألف وفاة تقريبًا.
يواجه الرجل الذي يعلم أنه مصاب بسرطان البروستات خيارًا صعبًا فيما إذا كان يجب البدء بعلاج السرطان على الفور على الرغم من الآثار الجانبية المحتملة، أو الاكتفاء بالمراقبة وهي طريقة متبعة في العديد من حالات سرطان البروستات لأنَّه في كثيرٍ من الأحيان يكون بطيء النمو ولا ينتشر إلى أعضاء أخرى وبالتالي فهو لا يحتاج للعلاج أبدًا.
أفاد باحثون من المملكة المتحدة أنهم ابتكروا تحليل بول مخبري يمكن أن يتنبأ بمدى عدوانية سرطان البروستات وباحتمال كونه من النوع سريع الانتشار في وقت أبكر بكثير من الطرق الأخرى المستخدمة حاليًا، يمكن أن يقدم هذا التحليل مساعدةً كبيرة للطبيب والمريض لاختيار نوع العلاج الأفضل والأكثر ملائمة للحالة.
سُمي الاختبار الجديد PUR، ويقول الباحثون أنه يحدد الرجال الذين يحتاجون إلى علاج جذري وسريع في غضون خمس سنوات من تشخيص المرض، وهو الأمر الذي لا يوفره أي تحليل مخبري أو استقصاء شعاعي موجود حاليًا، يقول الدكتور إدواردو بروكس من الجمعية الأمريكية للسرطان:
«إن هذا الاختبار مثير للاهتمام حقًا، لأن أي طريقة تساعدنا على التنبؤ بمن سيحتاج لعلاج سريع وفعال ومن يحتاج للمراقبة فقط ستحقق ميزات وإيجابيات غير مسبوقة، وستقدم لنا وللمرضى الكثير من الأمل».
في الوقت الحالي عندما يختار المريض المراقبة فقط فعليه الالتزام بعدد من البروتوكولات أو برامج المراقبة والتي تشتمل على اختبارات متكررة مثل: تحليل PSA والعديد من التحاليل المخبرية الأخرى، بالإضافة للاستقصاءات الشعاعية كالرنين المغناطيسي، وأحيانًا أخذ خزع من البروستات أو الأنسجة المجاورة لها ودراستها، ويعتبر تحليل PSA الدم هو أشهر طرق المراقبة الحالية وأكثرها انتشارًا على الرغم من وجود سلبية كاذبة أو نتائج مضللة في كثير من الأحيان.
أجرى فريق البحث من جامعة إيست أنجليا بحثًا لجمع ودراسة عينات البول من 500 رجل 400 منهم مصابون بسرطان البروستات و100 غير مصابين، ومتابعة جميع الرجال في الدراسة لمدة ست سنوات وسطيًا لمعرفة المرضى الذين تطور لديهم سرطان بروستات سريع النمو والانتشار والذي كان عددهم 23 مريضًا.
يقول الدكتور مانيش فيرا نائب رئيس قسم أبحاث المسالك البولية في معهد نورثويل هيلث في نيويورك:
«تمثل هذه الدراسة أول تقييم لنوع سرطان البروستات عن طريق اختبار بول، ويبدو أن اختبار PUR الجديد لديه القدرة على تحديد سرطان البروستات الذي من المحتمل أن يكون عدوانيًا وسريع الانتشار، ولكن رغم أن النتائج مثيرة للاهتمام بالتأكيد إلا أنه يجب التحقق منها في مجموعة أكبر من المرضى، ويتعين على الباحثين أيضًا أن يظهروا أن الاختبار فعال من ناحية التكلفة المادية».
يعتقد القائمون على الدراسة أن الاختبار سيحصل على موافقة FDA وسيكون متوافرًا في الأسواق خلال عدة سنوات إذا سار كل شيء على ما يرام.
اقرأ أيضًا:
المستضدّ البروستاتي النوعي – PSA واستخدامه في كشف سرطان البروستات
التهاب البروستات اعراضه و تشخيصه و علاجه
إعداد: د. محمد الأبرص
تدقيق: غزل الكردي
مراجعة: نغم رابي