يقيس اختبار البروتين الارتكاسي C (البروتين المتفاعل C) مستوى هذا البروتين في الدم، إذ يُطلق الكبد البروتين الارتكاسي C في مجرى الدم استجابةً للحالات الالتهابية. لذا يُستخدم هذا الاختبار للمساعدة في تشخيص الأسباب الالتهابية المختلفة ومراقبتها، كبعض حالات المناعة الذاتية والإصابات المختلفة.
ينشط جهاز المناعة عندما يواجه الجسم عاملاً مؤذيًا كالفيروسات، أو البكتيريا، أو المواد الكيميائية السامة، أو عند حدوث إصابة التهابية. فيُرسل عوامل استجابيةً أولية (الخلايا الالتهابية والسيتوكينات)، وتبدأ الاستجابة الالتهابية لهذه الخلايا بعد احتجازها للبكتيريا والعوامل المؤذية، أو عند بدء تعافي الأنسجة المصابة. وقد ينتج عن ذلك ألم أو تورم أو كدمات أو احمرار، لكن الالتهاب يؤثر أيضًا في أجهزة الجسم بما لا نستطيع رؤيته كالمفاصل.
عادةً ما تكون مستويات بروتين CRP منخفضة في الدم، وقد تكون مستوياته المتوسطة إلى المرتفعة علامةً على إصابة خطيرة أو حالة التهابية.
لماذا يُجرى اختبار CRP؟
يُطلب عادةً اختبار البروتين الارتكاسي C للمساعدة في تشخيص حالات معينة أو استبعادها، ومنها:
- التهابات بكتيرية حادة، مثل إنتان الدم.
- التهابات فطرية.
- التهاب نقي العظم (الإصابات العظمية).
- داء الأمعاء الالتهابي (IBD).
- بعض أشكال التهاب المفاصل.
- أمراض المناعة الذاتية، كالتهاب المفاصل الروماتيزمي أو الذئبة (الذئبة الحمامية الجهازية).
- مرض التهاب الحوض (PID).
يُستخدم الاختبار أيضًا لمراقبة الأشخاص بعد الجراحة أو الإجراءات الجراحية، للتحقق من العدوى خلال فترة التعافي.
لا يفيد الاختبار وحده بتشخيص حالة أو توضيح مكان وجود الالتهاب في الجسم، لهذا السبب عادةً ما تُطلب اختبارات إضافية إذا أظهرت نتائج اختبار البروتين الارتكاسي أي التهاب.
متى يُجرى اختبار البروتين الارتكاسي C؟
يُطلب عند وجود أعراض إصابات بكتيرية خطيرة مثل:
- الحمى.
- القشعريرة.
- تسرّع النفس (tachypnea).
- تسرّع في معدل ضربات القلب (تسرع القلب).
- الغثيان والإقياء.
قد يُستخدم اختبار CRP لمراقبة العلاج عند تشخيص إصابة أو وجود حالة التهابية مزمنة.
ترتفع وتنخفض مستويات CRP اعتمادًا على مقدار الالتهاب الذي يعاني منه الجسم، فإذا انخفضت مستويات CRP كانت هذه علامةً على فعالية العلاج المستخدم لمعالجة الالتهاب.
طريقة إجراء اختبار CRP
يجرى مختص سحب الدم هذا الاختبار وتُرسل العينات إلى المختبر لفحصها ووضعها بأجهزة تحليل خاصة.
طرق الاستعداد لإجراء اختبار البروتين الارتكاسي C
في معظم الحالات لا حاجة للاستعداد لإجراء هذا التحليل بأي شيء (كالصيام قبل الاختبار).
ما هي الإجراءات الواجب اتباعها في أثناء اختبار CRP؟
يجلس المريض على الكرسي ثم يفحص المختص ذراع المريض للبحث عن وريد يسهل الوصول إليه، وعادةً ما يكون في الجزء الداخلي من الذراع على الجانب الآخر من المرفق، ثم تُنَظّف منطقة الوريد وتُطهّر.
بعد ذلك تُدخل إبرة صغيرة في الوريد لأخذ عينة دم، يشعر المريض بقرصة صغيرة، وبعد إدخال الإبرة، تُجمع كمية صغيرة من الدم في أنبوب اختبار.
وبعد الحصول على كمية كافية من الدم تُزال الإبرة وتُوضع قطعة قطنية أو شاش في موقع سحب الدم لوقف النزيف، وبعدها تُوضع ضمادة على الموقع وتنتهي العملية.
يستغرق هذا الإجراء عادةً أقل من خمس دقائق. في معظم الحالات تظهر نتائج اختبار CRP خلال يوم، أو يومين على الرغم من أن الأمر قد يستغرق وقتًا أطول.
ما هي مخاطر إجراء اختبار البروتين الارتكاسي C؟
تُعد فحوصات الدم أمرًا شائعًا وجزءًا أساسيًا من الفحوصات الطبية. ويوجد عمومًا خطر قليل ناجم عن إجراء فحوصات الدم، إذ يحدث ألم، أو تظهر كدمة في موقع سحب الدم، وعادةً ما يتلاشى كل ذلك بسرعة.
ما هي أنواع نتائج اختبارات فحص الدم والبروتين الارتكاسي C؟
عادةً ما تُقدم تقارير فحص الدم بما في ذلك تقارير فحص CRP المعلومات الآتية:
- اسم فحص الدم، أو ما قيس في الدم.
- رقم فحص الدم أو نتيجة.
- معدل القياس الطبيعي لهذا الاختبار.
- المعلومات التي تشير إلى ما إذا كانت نتيجة الاختبار طبيعيةً أو غير طبيعية، أو مرتفعةً، أو منخفضةً.
ما هو المعدل الطبيعي لاختبار البروتين الارتكاسي C؟
للمختبرات معدلات مرجعية مختلفة، لكن يكون المستوى الطبيعي عمومًا أقل من 0.9 ميليغرام/ديسيلتر(mg/dL). وقد تؤثر كثير من العوامل في مستوى CRP، ومن الممكن أيضًا تفسير الارتفاع الطفيف لمستويات CRP إلى ما يأتي:
- تدخين السجائر.
- نزلات البرد.
- الاكتئاب.
- مرض السكري.
- الأرق.
- التهاب اللثة.
- السمنة.
- الحمل.
- إصابات حديثة.
بطبيعة الحال، تكون مستويات البروتين الارتكاسي C عاليةً لدى النساء عند الولادة وكبار السن.
في حال وجود أي سؤال حول نتائج مستويات اختبار CRP يجب سؤال الأطباء، والمختصين.
علامَ يدل ارتفاع مستويات البروتين الارتكاسي C؟
إذا كانت نتائج تحليل CRP متوسطةً إلى شديدة الارتفاع:
من المحتمل أن ذلك يعني وجود التهاب في الجسم، لكن الاختبار لا يُظهر سبب الالتهاب أو مكان وجوده في الجسم. لهذا السبب من المحتمل أن يطلب الطبيب اختبارات إضافيةً في حال كانت مستويات CRP مرتفعة. ومن الممكن أيضًا أن يدل ارتفاع مستويات CRP على أشياء أخرى.
في حالة الارتفاع المعتدل في مستويات CRP في الدم:
عمومًا، تعد نتيجة اختبار CRP التي تتراوح نسبتها بين 1.0 إلى 10.0 ميليغرام/ديسيلتر مرتفعةً ارتفاعًا معتدلًا، وقد تشير هذه النتيجة إلى إحدى الحالات الآتية:
- الالتهاب الجهازي الناجم عن حالات مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي (RA)، أو الذئبة الحمامية الجهازية (SLE) أو حالات المناعة الذاتية الأخرى.
- نوبة قلبية (احتشاء عضلة القلب).
- التهاب البنكرياس.
- التهاب الشعب الهوائية.
- بالنسبة للارتفاع الملحوظ في مستويات CRP في الدم:
تعد نتيجة اختبار CRP التي تزيد عن 10 ميليغرام/ديسيلتر عمومًا مرتفعةً ارتفاعًا ملحوظًا، وقد تشير هذه النتيجة إلى إحدى الحالات الآتية:
- التهابات بكتيرية حادة.
- إصابة فيروسية.
- التهاب الأوعية الدموية.
- إصابة خطيرة (صدمة).
- بالنسبة للارتفاع الشديد في مستويات CRP في الدم:
تعد نتيجة اختبار CRP التي تزيد عن 50 ميليغرام/ديسيلتر مرتفعةً ارتفاعًا شديدًا. إذ ترتبط بعدوى بكتيرية حادة لدى حوالي 90% من الأشخاص.
علامَ يدل انخفاض مستويات البروتين الارتكاسي C؟
نظرًا لأن مستوى CRP الطبيعي أقل من 0.9 ميليغرام/ديسيلتر عمومًا، فلا يوجد انخفاض في مستوى CRP لأقل من الحد الطبيعي.
وإذا كانت النتيجة عالية مسبقًا ثم تراجعت المستويات بعدها، فمن المحتمل أن ذلك يعني بأن الالتهاب يتناقص أو أن علاج الالتهاب يعمل بفعالية.
هل يجب القلق إن كانت مستويات CRP ليست ضمن المستويات الطبيعية؟
إذا كشفت نتائج اختبار CRP عن مستويات عالية، فهذا لا يعني بالضرورة وجود حالة طبية تحتاج إلى علاج، خاصة في حالات الارتفاعات الخفيفة.
قد ترتفع المستويات بسبب عدة عوامل، كالتدخين والإصابات الالتهابية الأخيرة وبعض الحالات الصحية. ومن الممكن حدوث خطأ في جمع العينة أو نقلها أو تحليلها.
فإذا كانت نتيجة الاختبار ليست ضمن المستويات الطبيعية، سوف يناقش الطبيب النتائج مع المريض، وقد يطلب اختبارات إضافيةً لتحديد سبب ظهور مستويات CRP غير الطبيعية.
الخلاصة
قد تكون رؤية نتيجة الاختبارات غير الطبيعية أمرًا مرهقًا، لكن ارتفاع مستويات CRP لا يعني بالضرورة وجود حالة طبية تحتاج إلى علاج، فتقريبًا 5% ممن يتمتعون بصحة جيدة تكون نتائج اختباراتهم بعيدةً عن المستويات الطبيعية. لذا سيجري الطبيب مزيدًا من الاختبارات عند الحاجة لتحديد سبب ظهور تلك المستويات غير الطبيعية. ويجب عدم التردد في السؤال عن أية معلومة صحية.
اقرأ أيضًا:
ترجمة: سارة دامر
تدقيق: منال توفيق الضللي
مراجعة: محمد حسان عجك