يعد السكر حلو المذاق، لكن الإفراط في تناوله يضر الصحة. تمتلك الأطعمة الكاملة مثل الفواكه والخضراوات والحبوب ومنتجات الألبان سكاكر طبيعية، يهضم الجسم هذه الكربوهيدرات ببطء لتحصل الخلايا على دخل ثابت من الطاقة، لكننا نجد أيضًا السكاكر المضافة في الأغذية والمشروبات والمعلبات، وهي فائضة تمامًا عن حاجة الجسم.
ما مقدار حاجتنا إلى السكاكر؟
توصي جمعية القلب الأمريكية بما لا يزيد عن 6 ملاعق صغيرة من السكر المضاف (25 غرامًا) للنساء في اليوم الواحد، و9 ملاعق صغيرة (36 غرامًا) للرجال. تتجاوز حصة الفرد الأمريكي متوسط الحد الطبيعي، إذ تصل إلى 22 ملعقةً صغيرةً في اليوم (88 غرامًا). من السهل تجاوز هذه القيم، إذ تحتوي علبة صودا بسعة 12 أونصةً على 10 ملاعق صغيرةً، وليس لها أي فوائد غذائية تذكر.
أضرار الإفراط في تناول السكر على أجسامنا:
1. زيادة الوزن:
تعد المشروبات المحلاة مصدرًا أساسيًا للسكر المضاف عند الأمريكيين. فإذا شربت علبة صودا كل يوم على مدار ثلاث سنوات ولم تستهلك السعرات الحرارية المتشكلة فسيزداد وزنك 15 رطلًا. قد يسبب اكتساب الوزن الزائد مشكلات مثل السكري وبعض أنواع السرطان.
2. الآفات القلبية:
يحصل 10% من الأمريكيين على ربع سعراتهم الحرارية اليومية أو أكثر من السكر المضاف. رصدت دراسة ازدياد خطر الموت من الآفات القلبية إلى أكثر من الضعف لدى الأشخاص المفرطين في تناول السكر المضاف مقارنةً بأولئك الذين يستهلكون أقل من نصف الكمية. لا يعد السبب وراء ذلك واضحًا، لكن يُرجَّح أن السكر الزائد يرفع ضغط الدم أو يحرر مزيدًا من الدهون إلى مجرى الدم، ما يؤدي إلى الأزمة القلبية والسكتة وآفات قلبية أخرى.
3. السكري:
تعزز المشروبات السكرية خاصةً احتمال الإصابة بالسكري من النمط الثاني، إذ يصاب الفرد بالسكري من النمط الثاني عندما يقل إنتاج الإنسولين المسؤول عن تحويل الغذاء إلى طاقة نتيجة بقاء السكر في الدم، أو عندما لا يعمل الإنسولين بصورة كافية. تساعدك خسارة 10-15 رطلًا على تنظيم مستوى سكر الدم إذا كنت تعاني البدانة.
4. ارتفاع ضغط الدم:
يعد الملح المسبب الرئيسي لارتفاع ضغط الدم غالبًا، لكن يوجه بعض الباحثين أصابع الاتهام إلى السكر. يظن الباحثون أن السكر يسبب ارتفاع الضغط بزيادته المفاجئة لتركيز الإنسولين، ما ينقص مرونة الأوعية الدموية، ويساهم في احتباس الماء والصوديوم في الكلية.
5. ارتفاع مستوى الكوليسترول:
تعد الحميات السكرية سيئةً لصحة قلبك بصرف النظر عن وزنك، إذ تسبب:
- زيادة الكوليسترول السيئ وخفض الكوليسترول الجيد.
- تنشيط نسبة الدهون في الدم المسماة ثلاثي الغليسريد، وكبح عمل الإنزيم المفكك لها.
6. آفات الكبد:
تُحلَّى معظم الأغذية المعلبة والوجبات الخفيفة والمشروبات بسكر بسيط يُسمى الفركتوز يُستخرج من الفواكه أو الخضراوات مثل الذرة. يحول الكبد هذا السكر إلى دهون، فإذا تناولت الفركتوز باستمرار، فستتراكم قطرات صغيرة من الدهون في كبدك، يسمى هذا مرض الكبد الدهني غير الكحولي. يؤدي اتباع الحمية مبكرًا إلى إزالة التغيرات الحاصلة كاملةً، لكن عليك الحذر، لأن الورم والندوب يدمران الكلية بمرور الوقت.
7. تسوس الأسنان:
كيف يفسد السكر الأسنان؟ يغذي السكر البكتيريا في فمك، فتنتج حمضًا يسبب تآكل مينا الأسنان. غالبًا ما يلقى اللوم على المشروبات السكرية والفواكه المجففة والحلوى والشوكولا، في حين تعد السكاكر الحامضة من أسوأ الأنواع تأثيرًا في صحة أسنانك، إذ يعادل تأثير حمضها تأثير حمض البطارية، لذلك عندما تتناول حلوى لاذعة، احرص على المضمضة بالماء أو اشرب الحليب بعدها لتعادل تأثير الحمض وتزيله.
8. انخفاض جودة النوم:
ينعكس الإفراط في تناول السكر سلبًا على مستوى سكر الدم ويسبب تقلبًا في مستوى الطاقة، فقد تعاني لتبقى يقظًا خلال العمل، أو قد تغفو في الحصص الدراسية. يعد تناول وعاء من المثلجات أو البسكويت في المساء كفيلًا بإمدادك بالطاقة الكافية لتبقى مستيقظًا طوال الليل، إضافةً إلى تقليل مدة النوم العميق، لهذا قد تشعر بالتعب بعد الاستيقاظ.
9. اضطرابات المزاج:
هل تشعر بمزاج سيئ؟ قد ينتج ذلك عن نهمك لتناول السكر، إذ تربط دراسات عديدة بين تناول السكر ومشكلات الصحة العقلية. أظهرت دراسة حديثة أن الرجال الذين يتناولون 66 غرامًا يوميًا -ضعف الحد المسموح به- كانوا أكثر قابليةً للإصابة باضطرابات القلق والاكتئاب بنسبة 23% مقارنةً بالرجال الذين يتناولون 40 غرامًا أو أقل، يزيد الإفراط في تناول السكر الاكتئاب لأنه يسبب التورم أو الالتهاب في الدماغ، وهو أمر شائع لدى المصابين بالاكتئاب.
10. النقرس:
يظن العديدون أن الإفراط في تناول اللحم الأحمر واللحوم العضوية وسرطان البحر يسبب الإصابة بالنقرس أو التهاب المفاصل، لكن الإفراط في تناول الفركتوز يسبب ذلك أيضًا.
يحلل الجسم الفركتوز، فيطلق مركبًا كيميائيًا يسمى البورين، ما يؤدي إلى تراكم حمض اليوريك في الدم، فتتشكل بلورات قاسية في إبهام القدم أو الركبة أو في مفاصل أخرى.
11. حصى الكلى:
تتشكل الحصى عندما تتبلور المواد الكيميائية في البول، يستطيع الجسم التخلص من بعض الحصى بلا ألم، في حين يعلق بعضها الآخر في الكلية أو في جزء آخر من الجهاز البولي فتحجب مجرى البول وتسده. يزيد الإفراط في الفركتوز خطر تطور حصى الكلى، إذ يوجد الفركتوز في سكر القصب وشراب الذرة عالي الفركتوز والأغذية المعالجة.
12. شيخوخة مبكرة:
تضيف المشروبات السكرية أعوامًا إلى عمرك البيولوجي، إذ تشكل أجزاء من الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين تسمى التيلوميرات قلنسوةً عند نهاية الصبغيات لحمايتها من التلف، وكلما كانت القلنسوة أطول كانت الحماية أفضل. تساهم التيلوميرات القصيرة في ظهور الأمراض المرتبطة بتقدم العمر مثل السكري، فقد وجدت دراسة أن الأشخاص الذين يشربون 20 أونصةً من الصودا يوميًا يملكون تيلوميرات أقصر، قدر الباحثون هذا التأثير بمثابة إضافة أكثر من 4 أعوام إلى عمر خلاياك الأصلي.
إضافةً إلى ما سبق، يعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من التأثيرات الجانبية المحتملة للإفراط في تناول السكر، إذ يسود الظن بتأثير السكر السلبي في أعراض هذا الاضطراب، لكن تشكك دراسات كثيرة بالعلاقة بين تأثير السكر وأعراض الاضطراب أو سببه، وهي تفوق الدراسات التي تدعم ارتباط السكر بهذا الاضطراب. لا نعلم المسبب الرئيسي للإصابة بالاضطراب، لكن جيناتك تؤدي دورًا كبيرًا غالبًا.
اقرأ أيضًا:
كيف يؤثر السكر على دماغك ؟ اتضح انه يؤثر بطريقة مشابهة لتاثير الكحول و المخدرات
ما العلاقة بين تناول السكر والاكتئاب وما الذي يجب عليك معرفته؟
ترجمة: ربا كيال
تدقيق: راما الهريسي