إيلون ماسك يتباهى باقتراب سيارات تسلا من المستوى الخامس للقيادة الذاتية الكاملة: «أنا واثق بأن الوصول إلى المستوى الخامس أو القيادة الذاتية الكاملة قريب جدًا وأظنه سيحدث بسرعة كبيرة».
مثلت السيارات ذاتية القيادة جزءًا كبيرًا من آمالنا سنوات عديدة، إذ تستطيع هذه السيارات قيادة ذاتها في حين يجلس مالكها مرتاحًا يتصفح منصة تويتر، أو يشاهد محتواه المفضل على نتفليكس.
ربما ما يزال هذا الحلم -المعروف بالمستوى الخامس من القيادة الذاتية- على بعد سنوات، لكن إيلون ماسك يؤمن بأن تحقيق هذا الحلم بات وشيكًا. فقد أعلن ماسك في رسالة فيديو مُسجلة خلال افتتاح مؤتمر شانغهاي للذكاء الاصطناعي السنوي، أنه واثق من قدرة شركة تسلا على توفير تقنيات المستوى الخامس من القيادة الذاتية ودمجها في سياراتها في أقرب وقت ممكن خلال هذا العام 2020.
أفاد ماسك خلال هذا الفيديو قائلًا: «أنا واثق من عمل المستوى الخامس من القيادة الذاتية الكاملة أو أساسياته، وأظن أنه سيحدث بسرعة كبيرة. ما زلت واثقًا من أننا سنمتلك الوظائف الأساسية للمستوى الخامس من القيادة الذاتية هذا العام».
يأتي هذا الادعاء بعد أن شهدت سيارات تسلا نجاحًا هائلًا في الأسواق الآسيوية، فقد بيع ما يقارب 15 ألف سيارة من طراز تسلا 3 في الصين خلال شهر يونيو فقط، بارتفاع مبيعات شهري بلغ 35%.
تتمثل إحدى ميزات البيع الرئيسية لسيارات تسلا في استطاعتها قيادة ذاتها. منذ قرابة الخمس سنوات، قدمت تسلا حزمةً محددةً خاصةً بنظام القيادة الذاتية الكاملة. في حين قطعت تقنية الشركة شوطًا طويلًا في مراحلها التطويرية، فما يزال يُطلب من السائقين الانتباه إلى الطريق عبر وميض أحد الرموز الصغيرة في لوحة القيادة لتذكيرهم بوضع أيديهم على المقود حتى خلال عمل نظام القيادة الذاتية.
في خطوة حديثة في أبريل الماضي، أطلقت تسلا ميزة «التوقف الذاتي وفقًا لإشارات المرور»، إذ سمحت تلك الميزة الجديدة لسيارات تسلا بالتنقل بين التقاطعات المختلفة مع الانتباه إلى إشارات المرور ذاتيًا.
ولكن متى نستطيع رفع أيدينا نهائيًا عن عجلة القيادة؟ لم يوضح إيلون ماسك «الوظائف الأساسية» التي ستتضمنها سيارات تسلا هذا العام، لكن تشير منصة إلكتريك إلى أن سيارات تسلا ستحتاج إلى تحسينات كبيرة لتصل إلى متطلبات وظائف المستوى الخامس من القيادة الذاتية، ويبدو أن ماسك يعلم هذا تمامًا.
قال ماسك في الفيديو المسجل خلال مؤتمر شنغهاي: «لا تواجهنا تحديات أساسية متبقية أمام المستوى الخامس من القيادة الذاتية. لكن توجد العديد من المشكلات الصغيرة، وستكون المحاولات المستقبلية قادرةً على معالجة الغالبية العظمى من تلك المشكلات». وقد صرح الرئيس التنفيذي قائلًا: «لا شيء أكثر غرابةً وتعقيدًا من العالم الحقيقي».
لا تتعلق قيود أنظمة الذكاء الاصطناعي المستخدمة في القيادة الذاتية بالأنظمة البرمجية فقط؛ بل تتعلق بالأجهزة المستخدمة في تلك السيارات أيضًا. وفقًا لتصريح ماسك، فإن تسلا تعمل على ابتكار أنظمة خاصة بالإسقاط الحراري والتبريد لمنح أجهزة الحواسيب الخاصة بسيارات تسلا تحديثًا كبيرًا في المستقبل القريب.
سيتحتم على المستهلك التكيف مع نظام القيادة الذاتي تكيفًا كاملًا، وسيستغرق ذلك الكثير لبناء الثقة المطلوبة.
تسببت ميزة «المرشد الآلي» في سيارات تسلا في عدد من الحوادث بعضها مميت. فقد كانت الحادثة الأخيرة لسيارات تسلا منذ شهر تقريبًا، زُعِمَ فيها أن مالكًا تايوانيًا لسيارة تسلا من طراز تسلا 3، كان يقود سيارته مع تشغيل ميزة القيادة الذاتية قبل الاندفاع إلى جانب الطريق والاصطدام بشاحنة مقلوبة.
يتطلع المنافسون -كشركة ليفت وقسمها للقيادة الذاتية- إلى الوصول إلى المستوى الخامس من القيادة الذاتية الكاملة للسيارات. يطلق القسم المختص في شركة ليفت على نفسه لقب “المستوى الخامس”. وقد استأنفت الشركة حديثًا اختبار مركباتها ذاتية القيادة على الطرق العامة بولاية كاليفورنيا بعد انقطاعها الطويل بسبب وباء كوفيد-19.
خلال فترة الراحة تلك، اعتمدت الشركة على محاكاة الحواسب لتعليم الذكاء الاصطناعي المتمثل في السيارات ذاتية القيادة كيفية توقع الأحداث غير المتوقعة على الطرق العامة وفقًا لمدونة حديثة. وقد ادّعت الشركة أن تلك المحاولات كانت مثمرةً ما قلل الحاجة إلى اختبار المركبات ذاتية القيادة فعليًا على الطرق العامة.
تتطلع أمازون أيضًا إلى تبني تقنية القيادة الذاتية الكاملة، فقد اشترى عملاق المبيعات بالتجزئة الإلكتروني حديثًا شركة تقنيات القيادة الذاتية زوكس مقابل 1.2 مليار دولار. وفقًا للمستثمرين، من المحتمل أن تساهم تلك الخطوة في تطوير أساليب توزيع وتوصيل البضائع إلى الزبائن بسرعة.
غالبًا ما توصف شركة ويمو التابعة لجوجل بأنها المرشح الأول في ربح سباق المستوى الخامس من القيادة الذاتية ، فقد سجلت الشركة أكبر مسافة سارت فيها سياراتها باستقلالية على الطرق العامة، إذ توصل شاحنات تلك الشركة ذاتية القيادة بعض طلبات البقالة إلى المنازل بولاية تكساس الأميركية. وقد باتت التجارب الرائدة التي تجريها الشركة في فينكس بولاية أريزونا تنقل الركاب إلى نقاط محددة منذ عدة سنوات حتى الآن.
ربما أثر انتشار الوباء العالمي كوفيد-19 في تقدم التجارب والاختبارات بشركات مثل تسلا وويمو، ولكن كما تشير منصة بلومبرج الاقتصادية، سلط هذا الأمر الضوء على أهمية القيادة الذاتية عمومًا فهي لا تتطلب وجود سائق خلف عجلة المقود، ما يقلل انتشار خطر انتشار الفيروس كثيرًا.
ينطبق الأمر نفسه على روبوتات التسليم ذاتية التحكم في المحلات التجارية التي توصل الطلبات على الأرصفة من دون تعريض حياة الناس للخطر عبر الاختلاط أو التلامس.
مع مرور عام 2020 ومواجهاتنا للعديد من التحديات المساهمة في تسريع الطلب لابتكار وإنجاز تلك الأنواع من التقنيات الجديدة، متضمنةً السيارات ذاتية القيادة؛ ما يزال يُنظر إلى إيلون ماسك على أنه مفرط في التفاؤل بشأن هذه التقنية.
صرح غاري سيلبرج أحد الشركاء في شبكة كي بي إم جي المتخصصة في الخدمات المهنية متعددة الجنسيات، في حديثه مع بلومبرج: «هذه الضجة تسبق الواقع، ولكن بصراحة لقد سارت الأمور أسرع مما ظننت. أعني أن الأمر يماثل في تعقيده إنزال شخص على سطح القمر».
في الوقت نفسه، بدى أن شركة تسلا تتلذذ بتلك المنافسة، فقد أعلن إيلون ماسك خلال أبريل الماضي وتعهد بأن الشركة ستنشر مليون سيارة روبوتاكسي ذاتية القيادة بحلول نهاية العام مشيرًا إلى أن «الموافقة القانونية هي المجهول الكبير».
اقرأ أيضًا:
كيف تعمل السيارات ذاتية القيادة ؟
هل تريد أن تتبع سيارة تسلا رودستر في الفضاء؟ هناك موقع على شبكة الإنترنت لذلك.
ترجمة: أحمد الشهاوي
تدقيق: راما الهريسي