يبدو الرئيس التنفيذي لشركة ” تيسلا” العملاقة “إيلون ماسك” منهكًا في الآونة الأخيرة.
فقد صرح لجريدة “نيويورك تايمز” أنه عمل مئة وعشرين ساعة عمل في الأسابيع الأخيرة، وأن ذلك كان له أثر على رفاهيته.
وقال ماسك للصحيفة: «لم يكن الأمر رائعًا في الواقع، فقد أتى ذلك على حساب أصدقاء يعنون لي الكثير».
حتى أنه فوت عيد ميلاده هذا الصيف ولم يغب سوى ساعات قليلة عن المصنع لحضور حفل زفاف شقيقه.
وقال ماسك أيضا أنه لم يأخذ أكثر من أسبوع كامل كاستراحة من العمل منذ عام 2001 عندما أصيب بالملاريا.
إذا كان ماسك يعمل حقًا أسبوعيا لمدة مائة وعشرين ساعة بصفة منتظمة، فإن ذلك يعني أن عدد ساعات عمله لا تقل عن سبعة عشرة ساعة يوميًا لمدة سبعة أيام في الأسبوع.
وقال لصحيفة التايمز: «كانت هناك أوقات لم أغادر فيها المصنع لمدة ثلاثة أو أربعة أيام، أي الأيام التي لم أذهب فيها للخارج مطلقًا».
استنادًا إلى أرقام “ماسك” الخاصة، لا يوجد سوى سبع ساعات في اليوم كحد أقصى لا يعمل فيها، ومن المؤكد أنه سيحصل على أقل من سبع ساعات راحة في كل ليلة.
في الولايات المتحدة، توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) جميع البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى60 عامًا بالحصول على ما لا يقل عن سبع ساعات من النوم ليلًا، لأن أقل من ذلك يمكن أن يعرّضك إلى أمراض مثل “السمنة، السكري، ضغط الدم المرتفع، ومرض القلب التاجي والسكتة الدماغية، الاضطراب العقلي المتكرر والموت”.
لكن استطلاعات CDC تشير إلى أن “ماسك” ليس الوحيد الذي لا يكف عن عدم اتباع النصيحة: حوالي ثلث البالغين في الولايات المتحدة لا ينامون الفترة الموصى بها.
مخاطر الحرمان من النوم
خبير النوم وعالم الأعصاب ماثيو ووكر، الذي يدير مختبر النوم والتصوير العصبي في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، يدرس ما يمكن أن تفعله قلة النوم لجسم الشخص. هو يعطي بانتظام نصائح للنوم إلى لاعبي الدوري الامريكي للمحترفين، اتحاد كرة القدم الأمريكي، وموظفي شركة بيكسار، و أناس كثر.
لخص “ووكر”مؤخرًا موقفه العام بشأن النوم لـ Business Insider: «كلما كان نومك أقصر، قصرت حياتك».
هذا ليس غلوًا في التفكير- فتشير أبحاث ووكر إلى أن الحصول على ست ساعات أو سبع ساعات من النوم في الليلة بشكل روتيني يمكن أن يؤدي إلى ضرر خطير على صحتك على المدى الطويل، وفي بعض الحالات قد يقتلك.
ويعتقد أن الجميع يجب أن ينام ما بين سبع إلى ثماني ساعات كل ليلة.
يعتبر “ووكر” مبشرًا بشأن ذلك، حتى أنه في حياته الخاصة، يمنح نفسه ثماني ساعات من “فرصة النوم” كل ليلة.
وهذا يعني أنه يكون في السرير لمدة ثماني ساعات على الأقل، حتى إذا كان يقضي جزءًا من ذلك الوقت ينام ويستيقظ.
ويقول أن الجدول الزمني يساعد على بقائه منتجًا، فضلًا عن صحته النفسية والجسدية.
كيف يؤثر الحصول على أقل من سبع ساعات من النوم على جسمك ودماغك
وقال ووكر لموقع بيزنس إنسايدر: «إذا كنت لا تنام بما فيه الكفاية، ستصبح ميتًا عما قريب، وستكون نوعية حياتك اليومية أسوأ بكثير»، كل هذا لماذا؟
الحرمان من النوم يستنزف مخزونات “الخلايا القاتلة الطبيعية”، وهي نوع من الخلايا اللمفاوية (خلايا الدم البيضاء) التي تحارب الخلايا السرطانية وخلايا الفيروسات. يقول ووكر إن النوم لمدة 5 ساعات ليلًا يمكن أن يقلل من عدد خلايا “القاتلة الطبيعية” في جسمك بنسبة 70٪.
فقدان النوم يمكن أن يضع جسمك على مسار التعرض للأمراض المزمنة.
فقد تم ربط النوم غير الكافي بزيادة حالات مرض الزهايمر، والسمنة، والسكتة الدماغية، ومرض السكري.
كما تُغيّر قلة النوم أيضًا كيفية عمل الإنسولين في جسمك ومدى سرعة امتصاص الخلايا للسكر.
يقول ووكر: «بعد أسبوع من الليالي التي حُرمت فيها من النوم الكافي (لمدة خمس أو ست ساعات فقط)، يمكن أن يشخصك الطبيب إصابتك بمرض ما قبل السكري».
وهذا يعني أن مستويات السكر في الدم مرتفعة بما يكفي لأنك على مسار أن تصبح مصابًا بداء السكري. وقد يكون الضرر على المدى الطويل لقلبك والأوعية الدموية والكليتين قد بدأ توًا.
يجعل النوم لفترات غير كافية جسمك أرضا خصبة للإصابة بالسرطان.
تعتبر الآن قلة النوم السبب في الإصابة بحالات سرطان القولون وسرطان الثدي وسرطان البروستات.
كما قد يؤدي جدول النوم العشوائي إلى الإصابة بالسرطان، لأنه يتسبب في كبت الميلاتونين . تُعرِّف منظمة الصحة العالمية العمل الليلي على أنه “مادة مسرطنة محتملة”.
بالطبع، لا تعمل أجسامنا جميعًا بنفس الطريقة بالضبط .
بعض الناس – “النخبة التي لا تنام”، كما يسميهم “ووكر” – خُلِقوا ليعيشوا على فترات نوم قليلة وينامون لمدة ست ساعات فقط، حتى في ظروف النوم كالتي في المختبرات.
لكن هؤلاء الأفراد المحظوظين يشكلون نسبة ضئيلة حوالي 1% فقط من السكان، ويشتركون في جين يدعى (BHLHE41) وهو نادر للغاية.
من المحتمل أن لا يكون لديك هذا الجين، لذا من الأفضل أن تحصل على راحة جيدة.
- ترجمة: علي أبوالروس
- تدقيق: شادي بهاء الباقوري
- تحرير: كنان مرعي
- المصدر