الاكتشاف الجديد يمكن أن يؤدي إلى علاجات جديدة للحد من النزيف في حالة الصدمات و الإلتهابات الشديدة. البحث الذي أُجري في مؤسسة أوكلاهوما للبحوث الطبية من قبل العلماء يجون شيا و جيانشين فو و بريت هرتسوغ، نُشِر في العدد الأخير من دورية Nature.
يحافظ الجهاز المناعي على الجسم سليم من خلال المراقبة المناعيّة. الخلايا الليمفاوية، و هي نوع من خلايا الدم البيضاء تخرجُ باستمرار من مجرى الدم إلى الغدد الليمفاوية لمعرفة المزيد عن مسببات الأمراض المحتملة أو الخلايا ذات النمو الشاذ. هذه الوظيفة تجهّز الجهاز المناعي لمكافحة العدوى و التخلص من الخلايا ما قبل السرطانية. تساءل العلماء لسنوات عن كيفية خروج الخلايا الليمفاوية من مجرى الدم في كمية كبيرة دون نزيف.
وجد الباحثون أن الصّفائح الدموية التي عادةً ما تُوقِف فقدان الدم عن طريق تكتُلها مع بعضها البعض و تشكيل سدادات لثقوب الأوعية الدموية بعد الإصابات و تنشط عملية تمشيط. هذه العملية تسمح للخلايا الليمفاوية بالخروج إلى الغدد الليمفاوية دون السماح لخلايا الدم الحمراء بمغادرة الاوعية الدموية. تتطلب هذه الوظيفة أن تفرغ الصفائح الدموية محتوى محدد من الدهون، و لكن لا تحتاج إلى صفائح دموية سليمة لأنها لا تكوّن جلطات.
من نتائج هذا البحث أيضًا أن الصفائح الدموية تسمحُ للخلايا اللمفاوية بمغادرة الأوعية الدموية بعد أن تخرج بنفسها من الأوعية الدموية أولا. أوقف العلماء هذه العملية عن طريق إزالة بروتين يسمّى (podoplanin)، مما أوقف عمليّة الفرز و سمح لكلٍ من الخلايا الليمفاوية و خلايا الدم الحمراء بالهروب.
هذه النتائج يُمكن أن تغيّر الطرق التي يستخدم بها الأطباء الصفائح الدمويّة لعلاج الإصابات و الأمراض الخطيرة. الصفائح الدموية السّليمة القابلة للتجلط تستمر بالعمل لمدة 5 إلى 7 أيام في الدم و لا يمكن تجميدها، مما يجعل تخزينها مشكلة. الوظائف الجديدة للصفائح الدموية لا تعتمد على الصفائح الدموية السليمة، و بالتالي يمكن إستخدامها للوظائف الجديدة حتى و إنْ تجمدت.
هذا الإكتشاف فتح السُّبل لإجراءِ المزيد من البحوث، واحدة منها ستكون لفهمٍ أفضل لكيفية خروج الصفائح الدمويّة من الأوعية لبدء العملية. كما سيتم إجراء بحوث لمعرفة ما إنْ كانت الصفائح الدموية تؤدي نفس الدور مع خلايا مناعيّة أخري كالخلايا العدلة (النيوتروفيل).