نجحت مجموعة من العلماء الروس بإعادة إحياء نوعين من الديدان الصغيرة كانوا قد اكتشفوها مُعلقةً في قطعة جليدية من التربة الصقيعية السيبيرية.
لقد جُمّدت الديدان والتي تُعرف باسم الديدان الخيطية أو بالاسم الأكثر شيوعًا وهو الديدان الحلقية لحوالي 42000 سنة منذ أن كان كامل الكوكب مُغطّى بالثلج.
ولكنّها لم تكن ميّتةً وإنما محفوظة بدرجة حرارة منخفضة جدًا (cryogenically).
أحضر العلماء الديدان إلى المختبر وعملوا على إذابتها ببطء على مدار عدة أسابيع.
ثم وضعها الباحثون في أطباق بتري مع الطعام وحفظوها في درجة حرارة 20 درجةً مئويةً (68 درجة فهرنهايت).
وبمجرد أنّها تدفّأت، بدأت الديدان بإظهار علامات الحياة كالحركة والأكل.
ويمثّل ذلك المرة المُوثقة الأولى من الكائنات متعددة الخلايا التي عادت إلى حياتها بعد أن تجمدت في التربة الصقيعية.
نشر الباحثون النتائج التي توصلوا إليها في مجلة Doklady Biological Sciences في أيار، وأصبحت الدراسة متاحةً على الإنترنت هذا الشهر.
يعترف المؤلفون في التقرير بأنّ بعض أنواع البكتيريا، الطحالب، الخمائر، البذور، والأبواغ قد ثبت أنها قابلة للحياة حتى بعد تجميدها في التربة الصقيعية لآلاف أو حتى ملايين السنين، ولكن كائن حي معقد مثل الديدان الخيطية لم يثبت أبدًا أنه قادر على ذلك.
حتى الآن كانت أطول فترة تجميد لأنواع الديدان الخامدة والتي أُعيد إحياؤها هي 39 عامًا وفقًا ل Science Alert.
وعلى نحوٍ مشابه في عام 2016 أعاد باحثون يابانيون إحياء حيوان بطيء الخطو (tardigrades)، مجمدًا لفترة 30 عامًا كما أشار Gizmodo.
جاءت عينات التربة الصقيعية من منطقة Yakutia النائية في سيبيريا.
حيث حلّل الباحثون أكثر من 300 عينة واختاروا اثنين من العينات والتي كانت الديدان الخيطية محفوظةً فيها بشكل جيد.
كانت إحدى هذه العينات على عمق 30.48 مترًا، ويُقدّر أنها قد تجمدت قبل 32000 سنة في حين أن الأخرى كانت على عمق أكثر من 3.35 مترًا وتجمدت قبل 42000 سنة.
وقال العلماء بأنّهم لا يستطيعون استبعاد احتمال تلوث العينات في بعض النقاط الحديثة (المراحل الأخيرة)، لكنهم قالوا بأنّهم أبقوا التجربة معقمةً قدر الإمكان.
لذا فإن التفسير الأكثر احتمالًا هو أن الديدان قد تم بالفعل إحيائها بعد تجميدها لآلاف السنين.
إنّ الدّيدان الخيطيّة هي ديدان صغيرة مثيرة للإعجاب على الرغم من أنها تُقاس بأقل من 1 ملليمتر.
لقد تم العثور عليها حيّةً على بعد ميل تقريبًا (1.61 كيلومترًا) تحت سطح الأرض وحتّى أن البعض منها تكيف مع العيش داخل أمعاء البَزَّاق، وفقًا ل Live Science.
وأشار الفريق الروسي في الورقة العلمية أنّ نتائجهم يمكن أن تكون لها تطبيقات في علم بيولوجيا الفضاء (وهو علم البحث عن الحياة خارج كوكبنا) بالإضافة لعلم طب البرد (cryomedicine) وبيولوجيا البرد (cryobiology)، وهو دراسة مدى تأثير درجات الحرارة المنخفضة للغاية على الحياة.
- ترجمة: عدي بكسراوي.
- تدقيق: أحلام مرشد.
- تحرير: عيسى هزيم.
- المصدر