ربما سبق أن ناقشت بنفسك أمر خطورة الكحول والماريجوانا، وأيهما أسوأ، ويبدو أن هذه المناقشة ستتكرر مرة أخرى، خصوصًا بعد ظهور دراساتٍ جديدةٍ، وقوانين تسمح بالاستخدام الطبي والترفيهي للماريجوانا.
نمتلك جميعًا آراءً مختلفة عن بعضها البعض، وهذا لا يلغي تصنيف الماريجوانا كمخدرٍ يحتل الصدارة في جدول التصنيف، على غرار الكحول التي يعد استهلاكها أمرًا قانونيًا.
يقول الرئيس الأمريكي السابق أوباما في مقابلة شهيرة له في نيويورك: “لا أعتقد أن الماريجوانا أشدّ خطورة من الكحول”.
ومن هنا يأتي السؤال، أيٌ من الكحول والماريجوانا أكثر خطرًا؟، يجيب المقال على هذا السؤال بتقديم مناقشة في كلا الجانبين ( الكحول – الماريجوانا)؛ لتتمكنوا بعد ذلك من الحكم بأنفسكم.
الجرعة الزائدة.
لا يهدد شرب الكحول الحياة في معظم الحالات، بيد أن استهلاك كمية كبيرة منه يمكن أن يكون قاتلًا، وتعرب لجنة مكافحة الأمراض CDC عن وجود ما يقارب 88,000 حالة وفاةٍ مرتبطةٍ بالكحول في الولايات المتحدة الأمريكية كل عام، ويتسبب الإفراط في الشرب بنصف هذه الوفيات، في حين أن عدد الوفيات التي تتسبب بها الماريجوانا يكاد يكون صفرًا، وقد وجدت دراسة أن الجرعة المميتة من TCH (المادة الفعالة الموجودة في الماريجوانا)، تتراوح بين 15 و 70 غرام، ولتوضيح ذلك أكثر -إعطاء فكرة عن هذا المقدار من الماريجوانا- سنعتبر أن كل لفافة تحتوي على نصف غرامٍ من الماريجوانا، أي أنه سيكون عليك تدخين ما يتراوح بين 238 و 1,113 لفافة في اليوم الواحد لحدوث جرعةٍ زائدة، وهذا عدد كثيرٌ من اللفافات.
معدل ارتكاب الجرائم.
عندما يتم السؤال عن المادة التي تعد خطرًا يؤذي النفس أو الآخرين، تكون الإجابة بالكحول، إذ تعد هي الأكثر خطورةً.
وقد وجدت دراسةٌ علاقةً بين استخدام الماريجوانا والعنف ضد الشريك الحميم، فالأزواج الذين استخدموا الماريجوانا، كان لديهم معدلات أقل من العنف في التسع سنوات الأولى من الزواج، والواقع، كان احتمال ارتكاب الرجال الذين يستخدمون الماريجوانا للعنف الزوجي هو الأكثر انخفاضًا.
قيادة السيارة.
تعد القيادة تحت تأثير الماريجوانا أكثر أمانًا بكثير من القيادة في حالة سكر، وهذا بالطبع لا ينفي خطورتها، فالماريجوانا هي ثاني أكثر مادة تم الكشف عنها لدى السائقين المتورطين بحوادث السيارات بعد الكحول، وقد وجدت إحدى الدراسات أن الماريجوانا تزيد من احتمال وقوع الشخص بحادث سير بنسبة 83٪، وهي نسبة قليلة أمام الكحول التي تصل إلى أكثر من 2,200٪!
إن خطر وقوع حادث سيرٍ مميت يرتفع بشكلٍ خاص عند اجتماع الكحول والمخدرات معًا.
والخلاصة هنا، أن قيادة السيارة تحت تأثير المخدرات أو الكحول ليست فكرةً سليمةً على الإطلاق، خصوصًا إن اجتمعا معًا.
التعلّم والذاكرة.
يقود الإفراط في الشرب، إلى عدم تذكرك ما حدث في الليلة السابقة، وغالبًا ما يشار إلى هذه الحالة بـ (فقدان الوعي)، ويضعف شرب الكحول المستمر وبكثرة قدرتك على خلق ذكرياتٍ جديدةٍ، فقد أفاد أكثر من 50٪ من الأشخاص الذين يشربون الكحول بالحفلات الصاخبة أنهم نسوا أين كانوا أو ماذا فعلوا لمرة واحدة أو أكثر، خلال العام الماضي أثناء شربهم الكحول.
وفي استطلاعٍ عبر البريد الإلكتروني، أفاد طلابٌ جامعيون أنهم قاموا بأفعالٍ لم يتذكروها بعد فقدانهم للوعي، مثل القيادة في حالة سكر، أو ممارسة الجنس دون وقاية، أو الانخراط في سلوكٍ محفوفٍ بالمخاطر.
وبمتابعة الحديث عن الذاكرة، أظهرت دراساتٌ جديدةٌ أن المراهقين الذين يدخنون الماريجوانا يكونون في خطرٍ أكبر من حدوث مشاكل في الذاكرة والتعلم في فترةٍ لاحقةٍ من حياتهم، ولا تزال الدراسات غير حاسمة حول مدى الضعف الذي يسببه استخدام الماريجوانا في الذاكرة والتعلم، ولكنها أثبتت أن هذه الأنواع من التغيّرات في الدماغ، قد تزيد من خطر الصعوبات النفسية في وقت لاحق من الحياة.
ويبقى الجدل حول النسبة المئوية لخطر الإصابة بالذُهان، الذي يمكن ربطه باستخدام الماريجوانا، ومدى اعتماد هذه النسبة على جينات الشخص.
الحمل.
يسبب استخدام الكحول خلال الأسابيع القليلة الأولى من الحمل آثارًا طويلة الأمد على الطفل.
ووَفقًا لمركز مكافحة الأمراض CDC، تعد 3,3 مليون امرأة أمريكية تحت خطر تعريض طفلها للكحول.
فإذا كنت تشربين الكحول أثناء الحمل، ستتعرضين لخطر إنجاب طفلٍ مصابٍ بإعاقاتٍ جسدية وسلوكية وعقلية، – تسمى هذه الحالة باضطرابات متلازمة الجنين الكحولي (FASDs)-، ووَفقًا لمركز مكافحة الأمراض CDC، ليست هناك كمية معروفة من الكحول يمكن أن يكون استهلاكها آمنًا أثناء الحمل.
ولا تعد الماريجوانا آمنةً أيضًا، إذ تُظهر الدراسات وجود صلة بين تعاطي الماريجوانا أثناء الحمل، وانخفاض وزن المولود، بالرغم من أنها أكثر المخدرات غير المشروعة شيوعًا خلال فترة الحمل، ولا توجد دراساتٌ كثيرةٌ حول هذا الموضوع.
من المحتمل أنك محتارٌ الآن، فمع وجود كل هذه المعلومات لا يزال السؤال قائمًا، أي من الكحول والماريجوانا أكثر خطرًا؟، في أي جانب أنت؟ لعلنا نستطيع تغيير تفكيرنا، وعوضًا عن اتخاذ أحد الجوانب، يمكننا أن نتفق على أن كلًّا من الكحول والماريجوانا، لهما أخطارهما.
والرسالة التي تؤخذ بعين الاعتبار من كل هذا، أنه إذا كنت على وشك قيادة سيارة، أو كنتَ مراهقًا، أو كنتِ حاملًا، فيجب عدم تناول أيٍّ منها.
- ترجمة: بشار بعريني
- تدقيق: رجاء العطاونة
- تحرير: ناجية الأحمد
- المصدر