يبدو أن الباحثين في طريقهم للوصول إلى عقار “ينبوع الشباب”،عقار قادر على تأخير تأثير التقدم بالسن وتحسين صحة البالغين المتقدمين بالسن،وفقاً لدراسة حديثة.
عند إعطاء عقار لكبار السن يستهدف مسارات إشارات جينية متعلقة بالشيخوخة والوظيفة المناعية حصلوا على زيادة واضحة في أداء الجهاز المناعي،وفقاً لتقرير باحثين بالتعاون مع مصنِّع الأدوية نوفارتيس (novartis).
العقار التجريبي،نسخة من عقار يدعى رابامايسين (rapamycin)، استطاع أن يحسن الإستجابة المناعية للقاح الإنفلونزا بعشرين بالمئة،كما قال باحثون في العدد الحالي من مجلة science and translational medicine.
الدراسة التي أجريت تعتبر نقطة تحوّل في البحث في الآثار الصحية للتقدم بالسن،كما قال الدكتور نير بارزيلاي (Dr. nir barzilai)، مدير معهد أبحاث التقدم بالسن في جامعة ألبرت آينشتاين للطب في نيويورك.
رابامايسين عقار يصنف في مجموعة عقاقير تدعى (mTOR inhibitors)، والتي أثبتت قدرتها على عكس الشيخوخة والمشاكل الصحية المتعلقة بها في الفئران وحيوانات أخرى.
برازيلاي،الذي لم يكن مشاركاً في البحث، قال أن هذه واحدة من أولى الدراسات لإثبات أن هذه العقاقير قادرة على تأخير آثار الشيخوخة في البشر أيضاً.
“إنها تمهد الطريق لإستخدام هذا العقار لمهاجمة الشيخوخة”،وأضاف برازيلاي “هذا سيكون فعلاً نقطة إنعطاف في الأبحاث،ونحن متحمسون جداً”
مسار mTOR الجيني يعزز النمو الصحي في الصغار،لكن يبدو أنه يملك تأثيراً سلبياً في الثديات مع التقدم بالسن،وفقاً للكاتب الرئيس الدكتور جوان مانِك (joan mannick)، المدير التنفيذي لوحدة إكتشاف المؤشرات الجديدة في معهد نوفارتيس للبحث الطبي الحيوي.
عند إستخدام عقار مثل رابامايسين لتعطيل تأثير مسار mTOR،”يبدو أنه يمدد العمر ويؤخر بداية الأمراض المتعلقة بالشيخوخة” وفقاً لمانِك.
قررت مانِك وزملاؤها البحث في كون عقار مثل رابامايسين قادراً على عكس التداعي الطبيعي الذي يتعرض له كبار السن في قدرتهم على مواجهة العدوى.
أكثر من 200 فرد أعمارهم فوق الخامسة والستين شاركوا في إختبارات سريرية حيث تلقوا بشكل عشوائي إما العقار التجريبي أو عقار وهمي لعدة أسابيع تلاها جرعة لقاح الإنفلونزا.
الإنفلونزا صعبة على كبار السن بشكل خاص،بحيث أن تسعة وفيات من عشرة متعلقة بهذا المرض يشغلها من أعمارهم فوق الخامسة والستين في الولايات المتحدة،وفقاً لمعلومات على خلفية البحث قدمها الباحثون.
أولئك اللذين تلقوا النسخة التجريبية من العقار رابامايسين أنتجوا 20% أجساماً مضادة أكثر إستجابة للإنفلونزا،حسبما وجد الباحثون،وحتى الجرعات الصغيرة من العقار أوجدت رد فعل مناعي أفضل.
وجد الباجثون أيضاً أن دم المجموعة التي أخذت العقار بشكل عام حوى عدداً أقل من كريات الدم بيضاء المتعلقة بتداعي المناعة المتعلق بالسن.
سمت مانِك هذا البحث ” خطوات الطفل الأولى” وكانت مترددةً في الجواب على إمكانية أن يقود هذا البحث إلى عقاقير تعزز الأداء المناعي لكبار السن.
“إنه من المهم جداً أن نشير إلى وجوب العثور على حسنات وسيئات mTOR inhibitors في تجارب سريرية قبل أن يفكر أي شخص أن هذا قد يقود إلى علاج مشاكل متعلقة بالتقدم بالسن”،على حد قولها.
برازيلاي كان أكثر حماساً،فبحث مثل هذا قد يحدث ثورة في كيفية علاج المشاكل المتعلقة بالتقدم بالسن على حد قوله.
أضاف برازيلاي “التقدم بالسن عامل أساسي في خطورة القتلة اللذين نخافهم”، لافتاً الإنتباه إلى أن خطورة تعرض الأفراد إلى أمراض القلب والسرطانات وأمراض أخرى تزداد مع تقدمهم بالسن،”إذا كانت الشيخوخة خطراً كبيراً،فالطريق إلى تمديد فترة حياة الأفراد وتحسين صحتهم هو تأخير الشيخوخة”.
حتى يركز العلم على التقدم بالسن بحد ذاته، “ستستبدل مرضاً بآخر” يقول برازيلاي ،مثلاً، شخص بتلقى علاجاً لخفض الكولسترول لتفادي أمراض القلب سيسقط بدل هذا ضحية للسرطان أو الزهايمر”.