أم الدم هي انتفاخ يتشكل في جدران الشريان، تحدث عندما يضعف جدار الشريان، وهي خطيرة في أي مكان من الجسم لأنها يمكن أن تتمزق وتسبب نزفًا داخليًا هائلًا. لأم دم الأبهر الصاعد خطورة استثنائية، لأن التمزق في هذا الجزء من الجسم يمكن أن يهدد الحياة.
الأبهر هو الوعاء الدموي الأكبر في الجسم. يغادر القلب ويشكل قوسًا، يتصل جزء القوس النازل، الذي يعرف بالأبهر النازل، بشبكة من الشرايين التي تغذي معظم الجسم بالدم الغني بالأكسجين. يُدعى الجزء الصاعد من القوس، وهو الجزء الأقرب إلى القلب، بالأبهر الصاعد.
يدعى جزء الأبهر الموجود في الصدر بالأبهر الصدري، ويدعى الجزء الإضافي إلى الأسفل من الجذع بالأبهر البطني.
الأعراض:
بعض أمهات دم الأبهر الصاعد لا تتمزق أو تسبب أي أعراض ملحوظة. تُكتشَف غالبًا صدفة عندما تكشِف صور الصدر الشعاعية البسيطة أو أي فحص آخر انتفاخًا في الأبهر.
الأعراض التي قد تظهر:
- ألم كليل أو ضعف في الصدر.
- سعال أو بحّة في الصوت.
- قصر النفس.
- ألم في الظهر أو الفك السفلي أو العنق.
إذا تمزق الأبهر، ستشعر بألم حاد ومفاجئ في صدرك، والذي يمتد إلى ظهرك بين حواف كتفيك.
الأسباب وعوامل الخطر:
أسباب تطور أم الدم الأبهرية لدى بعض الأشخاص -دون غيرهم- لا تزال غير مفهومة تمامًا.
توجد عوامل مختلفة قد تساهم في تطور أم الدم:
مرض القلب:
السبب الأكثر شيوعًا لأمهات الدم الأبهرية هو تصلب الشرايين، ويرتفع خطر الإصابة أيضًا لمن يعانون اعتلال الصمام الأبهري.
يحرر الصمام الأبهري الدم من القلب إلى الأبهر. معظم الناس لديهم صمام أبهري ثلاثي الشرفات، تنفتح وتنغلق مع كل ضربة قلب. المولودون بصمام ثنائي (صمام أبهري بشرفتين)، لديهم خطر عالٍ للإصابة بأم دم الأبهر الصاعد.
كبار السن:
عادة تتشكل أم دم الأبهر الصاعد لدى الأشخاص في الستينات والسبعينات من العمر.
التاريخ العائلي:
حوالي 20% من كل أمهات الدم الصدرية تتطور لدى الأشخاص الذين لديهم قصة عائلية للإصابة بأمهات الدم الصدرية. هذه الحالات تميل إلى التطور لدى الشبان.
عوامل جينية (وراثية):
ترتبط حالات معينة موروثة بخطر عالٍ للإصابة بأم دم الأبهر الصاعد، تتضمن:
- متلازمة مارفان.
- متلازمة لويز ديتز.
- متلازمة ترنر.
- متلازمة اهلرز دانلوس.
تدعى هذه «اضطرابات النسيج الضام»، ويمكن أن تقود إلى مضاعفات عديدة إضافةً إلى أم الدم الأبهرية.
العدوى:
أحيانًا، يمكن أن تُضعِف عدوى معينة جدران الشريان، متضمنة تلك التي في قوس الأبهر. تتضمن هذه العدوى السفلس والسالمونيلا.
تشخيص أم دم الأبهر الصاعد:
غالبًا تُكشَف أم دم الأبهر الصاعد خلال الفحوصات الروتينية أو عند طلب فحوصات من أجل حالة أخرى. على سبيل المثال، يمكن أن تُظهِر صورة الصدر الشعاعية انتفاخ الأبهر.
تتضمن الاختبارات التصويرية الأخرى التي يمكن أن تكشف عن أم الدم الأبهرية:
- مخطط صدى القلب، الذي يستخدم الأمواج الصوتية لينتج صورًا للقلب. يمكن أن يُظهِر أيضًا تغيرًا في الأبهر.
- التصوير المقطعي، الذي ينتج صور طبقية للقلب والأعضاء الداخلية. أحيانًا يُدخِل الأطباء صبغة في شريان ما لتكشف مشاكل جريان الدم المحتملة في التصوير المقطعي.
- تصوير الأوعية الدموية بالرنين المغناطيسي (MRA)، وهو نوع من تصوير الرنين المغناطيسي (MRI). يستخدم صبغة تُحقَن في الأوعية الدموية لتسهل رؤيتها. يستخدم هذا الاختبار حقلًا مغناطيسيًا وأمواج الراديو لينتج صورًا لأجزاء الجسم المفحوصة.
حالما تشخّص أم الدم، فإن قرار علاجها غالبًا يعتمد على حجمها ومدى نموها، والإصلاح الجراحي ضروري عندما تصل إلى قطر 5 سم.
خيارات العلاج:
أم الدم التي قطرها أقل من 5 سم يمكن أن تعالج دون جراحة. ومع ذلك، يمكن أن يطلب طبيبك إصلاحًا جراحيًا لأم الدم الصغيرة التي تنمو أكثر من 0.5 سم في السنة. أم الدم الصغيرة التي تسبب أعراضًا يجب معالجتها كذلك.
وللمصابين بمتلازمة مارفان، يجب معالجة أم دم الأبهر الصاعد حالما تصل إلى قطر 4.5 سم. يجب إصلاح حجم أم الدم أيضًا في حال الخضوع لجراحة في الصمام الأبهري.
تتضمن طرائق العلاج ما يلي:
المراقبة والانتظار (العلاج المؤجل):
الاعتماد على الأدوية لتساعد في تخفيض ضغط الدم والكوليسترول ومراقبة الوضع. تتضمن الأدوية التي تخفض الضغط الدموي حاصرات بيتا التي تبطئ أيضًا ضربات القلب، وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARBs). توصف حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين أيضًا للأشخاص المصابين بمتلازمة مارفان بغض النظر عن ضغط الدم لديهم. وتساعد أدوية الستاتينات على تخفيض الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL).
الجراحة المفتوحة:
في هذه العملية، يشق الجراح الصدر ويستبدل الجزء المتضرر من الأبهر بأنبوب صناعي يدعى تطعيم. في بعض الحالات، يستبدلون أيضًا الصمام الأبهري بصمام صنعي.
الجراحة الوعائية:
في هذه العملية، يبقى الجزء الضعيف من الأبهر في مكانه. يدخل طبيبك قثطرة دقيقة مرنة داخل شريان في الساق ويوجه الأنبوب عاليًا إلى الأبهر. تضع القثطرة بعد ذلك التطعيم محيطًا بالجزء الضعيف من الأبهر ليقويه.
الجراحة الإسعافية:
تُنجز الجراحة الإسعافية لعلاج أم الدم التي تتمزق، لذا يجب أن تُنجَز سريعًا. يوجد خطر عالٍ لحدوث نزيف مميت إن لم يُعالَج النزيف مباشرةً. حتى مع الجراحة، يوجد خطر عالٍ لحدوث مضاعفات تالية للتمزق.
ما التوقعات حول أم دم الأبهر الصاعد؟
قد تفرض الجراحة المفتوحة لأم الدم فترة نقاهة نحو شهر. العمر والصحة العامة عوامل تؤثر أيضًا في سرعة الشفاء. فترة النقاهة للجراحة الوعائية طفيفة التوغل أقصر من الجراحة المفتوحة. مع ذلك، يجب إجراء مراقبة منتظمة للبحث عن أي تسريبات من الطعم.
في حال الإصابة بأم دم، يجب اتباع نصائح الطبيب حول الأدوية ومتابعة الفحوصات. يمكن أن تنمو أم الدم دون أعراض، لذا يجب الحذر وعدم المجازفة، فمن دون علاج، يمكن أن يكون التمزق مميتًا. وإذا طُلِب إصلاح جراحي، فيجب عدم تأجيله.
التوقعات طويلة الأمد للشخص المصاب بأم دم الأبهر الصاعد جيدة إذا أُصلحَت قبل تمزقها. معدل الوفيات في الجراحة الاختيارية لإصلاح أم الدم 5% فقط.
اقرأ أيضًا:
ما هي أمهات الدم الأبهرية البطنية ؟
ترجمة: سلام الونوس
تدقيق: حسين جرود