ما الذي ينشط أعمق الزلازل في الأرض؟ قد يحمل الألماس الإجابة.
عميقًا تحت سطح المعمورة، تزمجر الزلازل في المنطقة الانتقالية لطبقة الوشاح، وهي المنطقة التي تفصل الوشاح العلوي عن السفلي. يُعتقد أن وجود سائل في الوشاح يؤدي دورًا في تنشيط تلك الزلازل العميقة، لكن حتى الآن لا يوجد دليل دامغ يثبت وجود المائع من عدمه في تلك المستويات العميقة. يظن العلماء في الوقت الحالي أنهم عثروا على أدلة على وجود مائع في مكان عميق للغاية، موجود داخل الألماس فائق العمق.
في حين يتبلور معظم الألماس عند أعماق تتراوح بين 140 إلى 200 كم، إلا إنه عثر على ألماس فائق العمق يتبلور في أعماق تصل إلى 600 حتى800 كم تحت سطح الأرض. توجد داخل هذه الأحجار الكريمة المتشكلة في العمق عيوب صغيرة أو شوائب ناتجة عن وجود موائع، وتكشف هذه الشوائب على الأرجح عن مائع يتدفق في طبقات الوشاح حيث يتشكل الألماس.
قال عالم الجيوكيمياء ستيفن شيري، كبير علماء الأبحاث بمعهد كارنيجي للعلوم في واشنطن، لموقع لايف ساينس خلال الاجتماع السنوي للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي: «إن ذلك السائل يثير اهتمام العلماء الذين يدرسون أعماق الأرض؛ لأن موقع وحركة هذه الموائع قد يكون مفتاحًا لفهم كيفية حدوث الزلازل العميقة».
قدم شيري وزملاؤه بحثًا جديدًا في اجتماع الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي يوم الثلاثاء 10 ديسمبر، استطاعوا فيه تجسيد حركة السوائل عند الأعماق باستخدام معلومات حول المواقع التي تشكل فيها الألماس في طبقة الوشاح.
ويأمل العلماء مع ابتكار هذه النماذج جمع معلومات لمحاولة استيعاب حركة السوائل في الوشاح العميق وتشكل الألماس وأضاف شيري: «عرفنا خصائص التمزق الفيزيائي للصخور في تلك المنطقة من النطاق الانتقالي للوشاح، يحتاج الباحثون في الخطوة التالية إلى ربط تيارات تلك السوائل بالزلازل العميقة».
وقال شيري: «إن الزلازل العميقة مفعمة بالطاقة ومتكررة وهي سبب مثير جدًا للاهتمام بالصفائح التكتونية، فهي أعمق ما يمكن أن نراه من الصفائح التكتونية»، وأضاف: «إن معرفة ما يحدث عند الحدود الفاصلة لتكون الصفائح التكتونية مهم للغاية لكوكبنا».
اقرأ أيضًا:
المد والجزر يحفزان الزلازل وقد نعرف السبب أخيرًا
ترجمة: رولان جعفر
تدقيق: سمية المهدي