للألم في منطقة الحوض أسباب شائعة، مثلًا قد يحدث الألم بسبب التهاب المسالك البولية، والأمراض المنتقلة جنسيًا، والحصيات البولية، والتهاب البروستات. تسبب هذه الحالات ألمًا أسفل البطن وقد يرافقها أعراض أخرى.

تُعد هذه الحالات شائعة نسبيًا، يُقدّر المعهد الوطني للسكري وأمراض الهضم والكلى أن نحو 10-15% من الذكور في الولايات المتحدة الأمريكية يعانون متلازمة الألم الحوضي المزمن.

غالبًا ما يكون الألم الحوضي مصحوبًا بأعراض أخرى. تتفاوت طرق العلاج بناءً على السبب، لذا من المهم أن يخضع الشخص الذي يعاني ألمًا حوضيًا لفحص شامل لتحديد سبب الألم.

1. التهاب المسالك البولية

التهاب المسابك البولية هو مرض ناتج من وجود إنتان جرثومي في أي مكان على طول المسالك البولية، التي تشمل: الإحليل والمثانة والحالبين والكلى.

يُعد التهاب المسالك البولية شكوى شائعة، ومن أعراضه الشائعة الإحساس بالألم أسفل البطن أو الحوض.

تشمل الأعراض الأخرى لالتهاب المسالك البولية:

  •  حرقة في أثناء التبول.
  •  الحاجة الملحة للتبول بتكرار.
  •  تغير في لون البول أو رائحته.
  •  حمى أو قشعريرة.
  •  ألم في مناطق أخرى مثل الخاصرة أو أسفل الظهر.

يتعامل الطبيب عادةً مع التهاب المسالك البولية بوصف الصادات الحيوية للتخلص من الإنتان الجرثومي.

2. الأمراض المنتقلة جنسيًا

تسبب بعض الأمراض المنقولة جنسيًا، مثل السيلان والكلاميديا، آلامًا في منطقة الحوض.

تقدّر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وجود نحو 2.86 مليون إصابة بالكلاميديا سنويًا في الولايات المتحدة.

تشمل الأعراض:

  •  ألم الحوض.
  •  التهاب الحالب.
  •  إفرازات من القضيب.

قد تصيب الكلاميديا أيضًا المستقيم أو الشرج، ما يسبب ألمًا في تلك المناطق أيضًا.

قد تنشأ آفة تُسمى الورم الحبيبي اللمفي المنقول جنسيًا، تنتج من أشكال مختلفة لبكتيريا الكلاميديا، ما يسبب آلامًا في الحوض يصعب علاجها.

تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أن الورم الحبيبي اللمفي المنقول جنسيًا قد يسبب تفشي التهاب المستقيم، أو التهاب الشرج والمستقيم، لدى الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال.

يصيب مرض السيلان نحو 820,000 شخص سنويًا، قد يسبب هذا المرض ظهور أعراض مثل الألم وإفرازات من القضيب، وإذا امتد تأثيره إلى المستقيم فقد يسبب إفرازات من فتحة الشرج أو حركات مؤلمة للأمعاء.

3. التهاب البروستات

هو التهاب يصيب غدة البروستات، غدة صغيرة في الجهاز التناسلي الذكري.

تنتج البروستات سائلًا يدخل في تركيب السائل المنوي.

لالتهاب البروستات عدة أنواع:

 التهاب البروستات البكتيري الحاد

ينشأ التهاب البروستات الجرثومي الحاد بسبب إنتان بكتيري في البروستات.

قد تصل البكتيريا إلى البروستات من طريق الحالب، ومع غزو البكتيريا، يسبب ذلك ألمًا في الحوض أو الفخذ أو أسفل الظهر.

قد يسبب التهاب البروستات البكتيري الحاد أيضًا شعورًا بالانزعاج في القضيب أو الخصيتين، وقد يرافق الألم أعراضًا أخرى مثل:

  •  حرقة في أثناء التبول.
  •  الحمى.
  •  القشعريرة.
  •  الغثيان والتقيؤ.
  •  صعوبة في التبول.
  •  التبول المتكرر.
  •  انعدام القدرة على التبول.
  •  تيار البول ضعيف أو متقطع.
  •  الاستيقاظ عدة مرات في الليل للتبول.
  •  القذف المؤلم.

قد يكون الإنتان البكتيري في البروستات خطير جدًا، وينبغي لكل شخص يعاني هذه الأعراض طلب الرعاية الطبية الفورية. يعالج مختص المسالك البولية الإنتان البكتيري بالصادات الحيوية.

التهاب البروستات البكتيري المزمن

ينتج التهاب البروستات البكتيري المزمن من إنتان متكرر في البروستات.

تشبه الأعراض أعراض التهاب البروستات البكتيري الحاد، لكنها قد تكون أقل شدة.

يعالج مختص المسالك البولية عادةً هذا النوع من الالتهاب بجرعات مخفضة من الصادات الحيوية، أو بإعطاء توليفة من الصادات الحيوية فترة أطول.

إذا تسبب الالتهاب في صعوبة التبول، فقد يصف الطبيب أدوية تُسمى «حاصرات ألفا»، تساعد على ارتخاء المثانة والعضلات المجاورة لتسهيل عملية التبول.

في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بإجراء جراحة.

التهاب البروستات غير البكتيري

قد ينتج التهاب البروستات الذي يستمر فترةً طويلة من التهاب البروستات غير البكتيري، وهو أحد أشكال متلازمة ألم الحوض المزمن.

لا نعلم يقينًا السبب الدقيق وراء هذه الحالة.

من المهم أن نعي أن هذا النوع من الالتهاب لا علاقة له بالإنتان البكتيري، لذا لن يستجيب للصادات الحيوية.

وفقًا لجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يُعد التهاب البروستات غير البكتيري مشكلة شائعة.

قد تُستخدم أدوية مختلفة للتحكم في الأعراض ولإراحة المريض.

التهاب البروستات اللاعرضي

قد يحدث التهاب البروستات دون ظهور أعراض واضحة.

قد تُظهر نتائج تحاليل الدم ارتفاعًا في تعداد خلايا الدم البيضاء، ويستبعد الأطباء وجود سرطان البروستات قبل تشخيص هذا النوع من التهاب البروستات.

4. الفتق

قد يؤدي رفع الأثقال إلى تفاقم فتق موجود بالفعل.

قد يشير الألم المفاجئ أسفل البطن إلى وجود فتق.

ينشأ الفتق عندما يندفع جزء من الأنسجة أو الأمعاء من خلال نقطة ضعيفة في العضلات، ما يؤدي غالبًا إلى تكوّن انتفاخ صغير ومؤلم في المنطقة المصابة.

قد يزداد الألم سوءًا عندما يُجهد الشخص عضلاته، مثل الضحك، السعال أو حمل أوزان.

تشير تقديرات المعهد الوطني للسكري وأمراض جهاز الهضم والكلى إلى أن نحو 25% من الذكور سيعانون من الفتق، عادةً مع التقدم في العمر وضعف العضلات.

الجراحة هي العلاج الوحيد، وهي ضرورية لمنع حدوث مضاعفات خطيرة.

5. متلازمة القولون المتهيج

تسبب متلازمة القولون المتهيج عادةً ظهور أعراض بامتداد الجهاز الهضمي، مثل:

  •  تشنجات مؤلمة.
  •  انتفاخ وتورم في البطن.
  •  إسهال.
  •  إمساك.
  •  إفرازات مخاطية في البراز.

عادةً ما تختفي هذه الأعراض مؤقتًا بعد التبرز.

قد يوصي الأطباء بتغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي لتوفير الراحة للمريض، وقد تساعد الأدوية على السيطرة على بعض الأعراض.

6. التهاب الزائدة الدودية

الزائدة الدودية هي عضو صغير في الجانب الأيمن من الجسم، ويسبب التهاب الزائدة الدودية ألمًا في منطقة الحوض.

تشمل الأعراض الأخرى:

  •  الحمى.
  •  فقدان الشهية.
  •  الغثيان والتقيؤ.
  • تورم أسفل البطن.

إذا تَرافق الألم الحاد في الجزء السفلي الأيمن من البطن مع أي من الأعراض المذكورة أعلاه، فيجب اللجوء إلى الرعاية الطبية فورًا، وقد تكون الجراحة ضرورية.

7. الحصيات البولية

تتشكل الحصيات البولية بسبب تراكم الأملاح أو المعادن مثل الكالسيوم في البول، ويصعب على الجسم التخلص منها. قد تتجمع هذه المعادن وتتبلور لتشكل الحصيات البولية.

تظهر الأعراض عادةً عندما يحاول الجسم التخلص من الحصيات، ويُعد الألم في منطقة الحوض أو أسفل الظهر من الأعراض الشائعة.

تشمل الأعراض الأخرى صعوبة التبول ووجود دم في البول.

قد يصف الأطباء مسكنات الألم لتسهيل مرور الحصيات، وبعض الأدوية قد تساعد على تفتيت الحصيات.

في بعض الحالات، تكون الجراحة ضرورية للتعامل مع الحصيات الكبيرة.

8. التهاب المثانة

عادةً ما يُعالج التهاب المثانة بالصادات الحيوية.

يحدث التهاب المثانة نتيجة حدوث إنتان في المثانة.

يسبب هذا الالتهاب ألمًا في الحوض، إضافةً إلى أعراض أخرى تشمل:

  •  صعوبة التبول.
  •  دفق بولي ضعيف.
  •  الرغبة الملحة في التبول بتكرار.
  •  حرقة في أثناء التبول.
  •  وجود دم في البول.
  •  تغير في شكل ورائحة البول.

عادةً ما يقوم الطبيب المعالج بوصف الصادات الحيوية لمدة قصيرة لعلاج التهاب المثانة.

9. تضيق الإحليل

تضيق الإحليل هو تضيق المجرى الذي يحمل البول من المثانة إلى الخارج، ما يصعّب التبول.

إضافةً إلى الألم أسفل البطن، تشمل أعراض تضيق الإحليل:

  •  ألمًا في أثناء التبول.
  •  صعوبة في التبول.
  •  سلس البول.
  •  وجود دم أو بول في السائل المنوي.
  •  فقد التحكم في المثانة.

يتطلب العلاج عادةً إجراءً جراحيًا، ويختلف نوع الجراحة المطلوبة حسب الحالة.

10. فرط تنسج البروستات الحميد

يحدث فرط تنسج البروستات الحميد عندما يزداد حجم غدة البروستات لأسباب غير سرطانية.

مع تضخم البروستات ينضغط الإحليل، وقد يسبب ذلك صعوبة التبول وألمًا في الحوض، ثم قد تضعف عضلات المثانة بسبب الضغط، ما يفاقم الأعراض.

وفقًا للمعهد الوطني للسكري وأمراض جهاز الهضم والكلى، يصبح فرط تنسج البروستات الحميد أكثر شيوعًا مع تقدم العمر، ويؤثر في ما لا يقل عن 50% من الرجال الذين تجاوزوا سن الخمسين.

يشمل علاج تضخم البروستات الحميد تغييرات في نمط الحياة، واستخدام الأدوية، والجراحة في بعض الحالات.

متى تجب مراجعة الطبيب؟

مع أن الألم الحوضي المتكرر شائع، ينبغي لأي شخص غير متيقن من مصدر الألم مراجعة الطبيب.

حتى إن كان سبب الألم واضحًا، فإن أي تغيرات تتضمن اشتداد الألم قد تشير إلى ضرورة إعادة التقييم الطبي.

اقرأ أيضًا:

ألم الحوض: الأسباب والعلاج

المرض الالتهابي الحوضي Pelvic inflammatory disease

اسم المترجم: حسن السعيد

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر