أكثر من مائة خبير في أبحاث الإيدز قد كانوا على متن الطائرة الماليزية المحطمة مؤخرا
**ملحوظة هامّة: لقد تمّ تكذيب هذا الرقم في اليوم التالي من قِبل رئيس مجتمع الإيدز الدولي فرانسوا باريه-سنواسي Francoise Barré-Sinoussi، مؤكدًا أن الرقم هو 6 باحثين في مجال الإيدز، وقد يكون أكثر ولكنه لا يصل إلى هذا الرقم (100).
لقد تعرض مجال الأبحاث الخاص بالإيدز (فيروس نقص المناعة البشري) لضربة موجعة حيث ترجّح التقارير أنه قد تواجد حوالي 108 باحث ومؤيد للأبحاث في هذا المجال على متن رحلة الخطوط الجوية الماليزية التي تحطمت يوم 17 من هذا الشهر. مع أن فقدان أي شخص في مثل تلك الظروف لهو كارثةٌ شديدة إلا أن الموقف مُحزنٌ جداً نظرًا لفقدان المعرفة والخبرة المكرسّتَين للتعرض لتلك الأزمة الصحية العالمية الخطيرة.
طائرة الركاب طراز بوينج 777 التي أقلعت من مطار شيبول في أمستردام كانت على طريقها إلى كوالالامبور حين تحطمت على الحدود الروسية-الأوكرانية وهي تحمل على متنها 288 راكب. طبقاً لتقارير الحكومتين الأمريكية والأسترالية فسبب التحطم كان صاروخ أرض-جو. لم ينجو أحد.
كان على متن الرحلة MH17 عدد من المندوبين في طريقهم إلى مدينة ميلبورن لحضور مؤتمر الإيدز 2014. كان من المقرر تواجد 100 من الحضور على تلك الرحلة لكن التأكيدات الرسمية الخاصة بهؤلاء الذين كانوا على متن الطائرة لم تُنشر بعد. على الرغم من ذلك فإنه معروف أن الرئيس السابق لمجتمع الإيدز الدولي والباحث المرموق في مجال الإيدز جويب لانج (Joep Lange) كان من ضمن الموجودين على متن الطائرة. كانت شريكة لانج وعضوة لجنة منظمة ArtAIDS لمكافحة المرض جاكلين فان تونجيرين (Jacqueline van Tongeren) على متن الطائرة هي أيضاً.
“كان لجويب إخلاص تام لعلاج ورعاية مرض الإيدز في أفريقيا وآسيا.” صرح بذلك ديفيد أ. كوبر، رئيس مؤسسة كيربي Kirby في بيان صحفي في جامعة نيو ساوث ويلز. قد عمل لانج في مجال مكافحة الإيدز منذ عام 1983 وقد قام بمساهمات رائدة لتطوير علاجات منخفضة التكلفة للمرض وخصوصاً العلاجات المركّبة Combination Therapy (والتي تتضمن خلط أكثر من عقار أو علاج معاً).
طبقاً لرئيس مجتمع الإيدز الدولي فرانسوا باريه-سنواسي Francoise Barré-Sinoussi فمن المقرر أن يستمر المؤتمر بالرغم من الفاجعة حيث “أن هذا حقاً ما كانوا سيريدوا مننا أن نفعل.”
يتم عقد المؤتمر كل عامين وقد صُمِّم على أن يكون منبر يقوم فيه رؤساء الحملات بتسليط الضوء على التطورات في المجال ومناقشة التحديات ومشاركه الخبرات. ويقال أن من النقاط المرغوب التركيز عليها هذا
العام هي القوانين المطبقة في بعض الدول الأفريقية التي تجرّم المثلية الجنسية، وتلك الموجودة في الإتحاد السوفيتي السابق التي تعاقب على تعاطي المخدرات الوريدية.
وقد مسّ الموقف كما هو متوقع مجتمع الإيدز العالمي حيث أعرب العديد من الأعضاء عن حزنهم الشديد.
“كان هؤلاء الأشخاص الأفضل والألمع فهم من خصصوا حياتهم المهنية لمحاربة ذاك الفيرس الفظيع.” صرّح بذلك باحث الإيدز كلايف أسبن Clive Aspin لجريدة جارديان الأسترالية مضيفاً “أنه لأمر كارثي.”
وصف البروفيسور ريتشارد بويد Richard Boyd رئيس معامل موناش Monash لعلم المناعة وأبحاث الخلايا الجذعية الموقف بأنه “مؤلم” وأضاف أن خسارة قادة البحث سيكون له تداعيات عالمية على مجال البحث. وقد أضاف لجريدة الجارديان الأسترالية أن “تلك المعرفة لا يمكن إستبدالها.”
ترجمة: John Fouad
[divider]