تختلف الآراء حول دور التوابل (كالفلفل الأسود والكركم) بوصفها مضادات للالتهابات، ويُعتقد أنّها تسهم في تخفيف الالتهاب المزمن والألم إلى حدٍ ما، لكن ما من أدلة تثبت ذلك حقًا.
الالتهاب رد فعل الجسم الطبيعي على أية إصابة أو عدوى قد يتعرض لها، فمن أعراضه الشائعة: احمرار موضعي أو تورم أو ألم أو حرارة، وقد يسبب فقدان وظيفة الأنسجة المعنية أيضًا.
بطبيعة الحال يعد الالتهاب الحاد استجابة وقائية وموضعية للعدوى أو لإصابة ما، والالتهاب مهيأ عمليًا من أجل شفاء الجسم واستعادة وظيفة الأنسجة الطبيعية. فحدوث التهاب في المفاصل مترافق مع تيبس وتورم من الأعراض الشائعة لالتهاب المفاصل.
يصبح الالتهاب مزمنًا عندما يحدث التهاب في الجسم على امتداد فترة زمنية متواصلة، أو قد يكون مزمنًا نتيجة لعدوى أو تفاعل مناعي ذاتي أو بسبب الأرجية.
توجد أطعمة محددة ذات خواص مضادة للالتهابات وتساعد على تقليل الالتهاب المزمن والألم. وأحماض الأوميغا 3 الدهنية الموجودة في الأسماك وبعض المكسرات وحتى الشوكولاتة تمتلك خصائص مضادة للالتهاب أيضًا.
تتفاوت صحة الأبحاث حول مدى فعالية هذه الأطعمة في تقليل الالتهاب في الجسم ولكنها مبشرة. إحدى الطرق السهلة لتضمين مضادات الالتهاب في نظامك الغذائي هي استخدام البهارات والتوابل.
الكركم
الكركم نوع من التوابل الصفراء الباهية اللون والشائعة كثيرًا في المطبخ الهندي وتوجد في أي متجر للبقالة، وقد استُخدم عبر العصور بوصفه دواءً لعلاج الجروح والالتهابات، وفي حالات الزكام وأمراض الكبد. وتشير الدراسات إلى فعالية الكركمين -المركب الموجود في بهار الكركم- ودوره في تقليل الالتهاب في الجسم.
الزنجبيل
يُستخدم الزنجبيل بوصفه أحد التوابل الحارة في كثير من المأكولات المطهوة، وتوفر في متاجر البقالة على شكل مسحوق أو جذر طازج. كان يُستخدم بوصفه دواءً تقليدي لعلاج اضطراب المعدة والصداع، وأُشيد بخصائصه وفوائده المضادة للالتهابات طوال قرون، وأكدت الدراسات العلمية ذلك أيضًا.
القرفة
القرفة من أشهر التوابل الرائجة والمعروفة عالميًا، لطالما استُخدمت لإضفاء نكهة خاصة على المخبوزات، وهي أكثر من مادة لذيذة مضافة إلى الكعك فحسب، إذ أظهرت الدراسات أنها من التوابل التي تمتلك خصائص مضادة للالتهاب وبإمكانها تخفيف التورم، يجب التزود دائمًا بكمية جيدة من القرفة وإبقائها في متناول اليد، ورشها على القهوة أو فنجان الشاي وفوق الحبوب والبقوليات في وجبة الإفطار.
الثوم
يمتلك الثوم خصائص مضادة للالتهاب تعمل على تسكين أعراض التهاب المفاصل، والقليل منه يشكل فارقًا كبيرًا، وإضافته طازجًا إلى أي طبق مالح ومتبل يعطي نكهة ألذ، بالإضافة لامتلاكه فوائدًا صحيةً أيضًا. قد يكون مذاقه قويًا ولا يمكن تقبله، عندها يُشوى رأس من الثوم للحصول على نكهة ألذ وطعمه كذلك سيصبح أخف.
الحريف
منذ العصور القديمة كان الحريف وغيره من أنواع الفلفل الحار اللاذع من البهارات التي يُنصح بها جدًا لكثرة فوائدها الصحية، فجميع أنواعها تعتمد على مركبات طبيعية تسمى الكابسيسنوئيدات، وهي المسؤولة عن إعطاء الفاكهة والتوابل الحارة خصائصها المضادة للالتهاب.
يُعرف فلفل الحريف على نطاق واسع من العالم بأنه من التوابل اللاذعة والقوية الطعم ومضادة للالتهاب، لذا يجب التأكد من إضافة كميات ضئيلة منه، كما استُخدم لفترة طويلة من الزمن بوصفه مساعدًا على الهضم أيضًا، وتعد هذه فائدة إضافية له.
الفلفل الأسود
قد نجد الفلفل الحار حارًا جدًا، لكن الفلفل الأسود الأكثر اعتدالًا منه لديه أيضًا خصائص مضادة للالتهاب، ويُعرف باسم ملك التوابل لأنه موضع اهتمام كبير، وذلك بسبب نكهته وفوائده المضادة للجراثيم والمضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات. تُظهر الدراسات أن المركبات الكيميائية الموجودة فيه وخاصة البيبيرين قد تكون فعالة في بداية عملية الالتهاب الحاد.
القرنفل
إلى الآن لم تتفق الأبحاث على نتيجة ثابتة حول فعالية القرنفل، لكن جميع الأدلة تشير إلى امتلاكه خصائص مضادة للالتهاب، يُستخدم عادةً للتخلص من البلغم وفي علاج اضطراب المعدة والغثيان والتهاب الفم والحلق.
يُبدي مسحوق القرنفل تأثيرًا جيدًا في المخبوزات وفي بعض الأطباق اللذيذة، كالحساء واليخنات الدسمة، يُستخدم أيضًا كامل القرنفل لبث النكهة والمواد المغذية وإضافتها في المشروبات الساخنة مثل الشاي أو عصير التفاح.
اقرأ أيضًا:
تجارة التوابل وعصر الاستكشاف الأوروبي
هل يمكن للطعام الحار (الحاد) أن يشكل خطرًا على الصحة؟
الترجمة: رغد شاهين
تدقيق: بشير حمّادة
مراجعة: محمد حسان عجك