يعد انخفاض الشبق (الرغبة الجنسية) مشكلةً شائعةً تؤثر في العديد من الرجال والنساء في مرحلة ما في حياتهم. ترتبط الخسارة عادةً بمشاكل في العلاقة، أو التوتر، أو التعب، إلا أنه يمكن أن تكون إشارةً لمشكلة طبية باطنية، كانخفاض مستويات الهرمون. تختلف الرغبة الجنسية من شخص لآخر، وليس هنالك مستوى «طبيعي» للرغبة الجنسية، لكن إن وجدتَ أن انخفاض رغبتك لممارسة الجنس أصبح مقلقًا، أو أن شيئًا ما يؤثر على علاقتك، فمن الأفضل الحصول على المساعدة.
يشرح هذا المقال المصادر التي يمكن أن توفر المساعدة، وبعض الأسباب الشائعة لانخفاض الرغبة الجنسية.
من أين يمكن الحصول على المساعدة والنصائح؟
قد يستطيع طبيبك توفير بعض النصائح، أو تحويلك لاختصاصي لتقييم حالتك ومعالجتك. لا تشعر بالتردد أو الخجل حيال الحصول على المساعدة، فالعديد من الناس يتعرضون لمشاكل في رغباتهم الجنسية، وقد يكون البحث عن المساعدة والنصيحة خطوةً أولى في حل المشكلة.
من أسباب انخفاض الرغبة الجنسية:
مشاكل في العلاقة:
إن أول شيء يجب أخذه بالاعتبار، هو إن كنتَ سعيدًا في علاقتك أم لا، هل لديك أي شك أو قلق حول ما يمكن أن يكون السبب وراء انخفاض رغبتك الجنسية؟
فقد يكون ذلك نتيجةً لما يلي:
- العلاقة الطويلة والإحساس بمعرفة شريكك بشكل كامل.
- انخفاض الانجذاب الجنسي.
- مشاكل غير محلولة، وجدالات متكررة.
- ضعف التواصل.
- الصعوبة في الوثوق بالشريك.
- المشاكل الجسدية الجنسية.
قد تجد أنه من المفيد قراءة النصائح حول كيفية المحافظة على استمرارية الشغف في علاقتك، والتحدث عن الجنس مع شريكك، وقد يستطيع طبيبك أن يحولك وشريكك إلى علاج الأزواج Relationship Counselling إن عانيت من مشاكل مستمرة.
المشاكل الجنسية:
شيء آخر يمكن أخذه بالاعتبار، وهو ما إذا كانت المشكلة جسديةً تجعل ممارسة الجنس شيئًا صعبًا أو غير مُرضٍ.
على سبيل المثال، يمكن أن يكون انخفاض الرغبة الجنسية نتيجةً لما يلي:
- مشاكل في القذف.
- خلل في الانتصاب.
- جفاف المهبل.
- الجنس المؤلم.
- عدم القدرة على الوصول للرعشة الجنسية.
- التشنج المهبلي vaginismus: وهو انقباض في المهبل لا يمكن التحكم به.
التوتر والقلق والإنهاك:
قد يكون التوتر والقلق والإنهاك عوامل تستهلك طاقات الفرد كليًا، وتؤثر بشكل كبير على سعادتك، ما يتضمن أيضًا اندفاعك الجنسي، وإن شعرتَ بالتعب أو التوتر أو القلق بشكل مستمر، فقد تحتاج للقيام ببعض التغييرات في أسلوب حياتك، والتحدث لطبيبك من أجل أخذ نصائحه.
الاكتئاب:
الاكتئاب ليس شعورًا بالحزن أو الإحباط أو الضجر لفترة قصيرة، بل هو مرض جدّي يتدخل ويؤثر في كل نواحي حياتك، متضمنًا الحياة الجنسية.
بالإضافة لانخفاض الرغبة الجنسية، هناك علامات أخرى للاكتئاب، تتضمن:
- الإحساس الشديد بالحزن، دون أن يختفي هذا الشعور.
- الإحساس بالتعاسة أو اليأس.
- خسارة الاهتمام أو السعادة عند القيام بأشياء كانت تُمتعك.
إن ظننت أنه يمكن أن تكون مكتئبًا، فمن المهم جدًا رؤية طبيبك، فقد يرشدك إلى العلاجات الأساسية للاكتئاب، مثل جلسات العلاج النفسي الكلامية، أو مضادات الاكتئاب، وقد يكون انخفاض الرغبة الجنسية أيضًا عرضًا جانبيًا لأدوية مضادات الاكتئاب، لذا تحدث مع طبيبك إن ظننت أن ذلك هو سبب مشاكلك.
التقدم في العمر وسن انقطاع الطمث:
لا يمكن تفادي انخفاض الرغبة الجنسية عند التقدم في العمر، ولكنه شيء يعاني منه العديد من الرجال والنساء عند التقدم في السن، وقد تكون هناك أسباب عديدة لحدوث ذلك، منها:
- انخفاض مستويات الهرمون الجنسي (الأستروجين والتيستوستيرون) قبل، أو خلال، أو بعد سن انقطاع الطمث عند النساء.
- المستويات المنخفضة من الهرمونات الجنسية (التستوستيرون) عند الرجال.
- مشاكل صحية مرتبطة بتقدم السن، ما يتضمن ضعف القدرة على الحركة.
- الأعراض الجانبية لبعض الأدوية.
تحدث إلى طبيبك إن كان لديك أي استفسار أو قلق عما ذُكر، قد يسألك الطبيب عن أعراض أخرى لديك، ويمكن أن يقوم أحيانًا بطلب فحص دم للتأكد من مستويات الهرمون.
إن كانت المستويات المتدنية للهرمونات تسبب المشاكل، هناك علاجات لرفع مستوى الهرمون كالعلاج بالهرمونات البديلة (Hormone Replacement Therapy (HRT)) مع أو بدون علاج التستوستيرون للنساء الذين يمرون بسن انقطاع الطمث.
الحمل والولادة والإرضاع:
يعد انخفاض الرغبة الجنسية أمرًا شائعًا خلال الحمل وبعد الولادة وأثناء فترة الإرضاع، قد يكون ذلك بسبب:
- تغيرات في مستوى الهرمونات.
- تغيرات في الجسم ومشاكل في الثقة بالنفس بعد تغير شكل الجسم.
- الإرهاق.
- الألم أثناء ممارسة الجنس نتيجة إصابة ما كجرح أو تمزق أثناء الولادة.
- تغير في المسؤوليات، كالتركيز على الاعتناء بالطفل.
قد تتحسن هذه الحالات مع الوقت، فتحدثي لطبيبك إن لم تعد لك رغبتك الجنسية، وإن بدأ يشكل مشكلة بالنسبة لكِ.
المشاكل الصحية الداخلية:
قد تؤثر أي حالة طبية أو مشكلة طبية طويلة الأمد في رغبتك الجنسية، وقد ينتج ذلك عن الحد الفيزيائي والشعوري الذي قد تسببه هذه الحالات، أو قد تكون عارضًا جانبيًا للعلاج، فقد يرتبط انخفاض في الشبق بالحالات التالية:
- أمراض القلب.
- السكري.
- غدة درقية قاصرة النشاط «عندما لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمونات».
- السرطان.
- جراحة كبرى (مثلًا، جراحة لإزالة الأبواق والرحم عند المرأة).
تحدّث إلى الطبيب إن ظننت أن انخفاض رغبتك الجنسية قد يكون نتيجة مشكلة صحية باطنية.
الأدوية ومنع الحمل:
قد تقلل بعض الأدوية من الرغبة الجنسية أحيانًا، ما يتضمن:
- أدوية معالجة ضغط الدم المرتفع.
- أنواع من أدوية مضادات الاكتئاب.
- أدوية للنوبات (الصرع مثلًا)، كالتوبيراميت (Topiramate).
- أدوية تدعى مضادات هلوسة أو فصام، كالهالوبيريدول (Haloperidol).
- أدوية معالجة تضخم البروستات، كالفيناستيريد (Findasteride).
- أدوية سرطان البروستات، كالسيبريترون (Cyorpterone).
- مانعات الحمل الهرمونية، مثل مانعات الحمل الهرمونية المركبة combined hormonal contraception بأشكالها المتعددة (أقراص، حلقات مهبلية، ملصقات منع الحمل)، وموانع الحمل البروجستينية Progestogen-only Pill، إضافةً إلى مانع الحمل المزروع Contraceptive Implant، وحُقن منع الحمل (Contraceptive Injection)
تفقد الوصفة الطبية التي تأتي مع أدويتك، لمعرفة ما إذا كان انخفاض الرغبة الجنسية عرضًا جانبيًا لها.
أخبر الطبيب إن ظننت أن الأدوية تؤثر على رغبتك الجنسية أو شهوتك، قد يستطيع الطبيب تغيير أدويتك لأدوية أخرى.
الكحول والمخدرات:
قد يقلل شرب الكحول بشكل مفرط على المدى الطويل من رغبتك الجنسية، لذلك من الأفضل عدم شرب الكثير منه، ويُنصح الرجال والنساء بعدم شرب أكثر من 14 جرعة كحولية في الأسبوع بشكل متكرر،
ويرتبط أيضًا سوء استخدام المخدرات بتدني الرغبة الجنسية.
اقرأ أيضًا:
ما هي أسباب الاحتلام؟ (الأحلام الجنسية المصحوبة بقذف لا إرادي)
لماذا يثار البعض جنسيًا تجاه الأقدام؟
ترجمة: إيلي عساف
تدقيق: عبد الرحمن عبد