نميل إلى الاعتقاد بأنه من أجل تعزيز جاذبيتنا الجنسية، نحتاج إلى تغيير مظهرنا الجسدي، سواء بالنظام الغذائي، أو زيادة تناسق العضلات وتحسين مظهرها، أو مستحضرات التجميل، أو الملابس المثيرة.
خذ في حسبانك هذه الاستراتيجيات الأربع غير المألوفة لتعزيز الجاذبية الجنسية، التي لا يلزم فيها إجراء أي تعديلات جسدية.
1.الإيثار:
تهدف مساعدة الآخرين عادةً إلى إفادة المحتاجين، لكن توجد العديد من الفوائد للفرد الذي يقدم المساعدة أيضًا؛ إذ قد تؤدي المساعدة إلى الشعور بمزاج جيد، وتخفف من الحالة المزاجية السيئة، وتزيد من احتمالية المساعدة المتبادلة، إضافةً إلى فائدة أخرى لمساعدة الآخرين وهي أننا نصبح أكثر جاذبية للشركاء المحتمَلين.
وجد مور وآخرون في دراستهم عام 2013 أن «الإيثار أمر مثير»، استهدف سلوك المساعدة لكل من الذكور والإناث على حد سواء زيادة جاذبيتهم بوصفهم شركاء جنسيين على المدى الطويل، ونُظر أيضًا إلى الرجال النافعين بوصفهم أكثر جاذبية للقاءات قصيرة المدى.
لماذا المساعدة مثيرة؟
يقترح المؤلفون أن كونك مفيدًا قد يشير إلى وجود جينات جيدة لديك، وأنك تملك الرغبة في المشاركة في الرعاية الأبوية أو مشاركة الموارد. في هذا البحث، صُنف الأفراد الموصوفون بأنهم يساعدون جارًا مسنًا في التسوق، أو يوجهون الأطفال ويرشدونهم في مدرسة محلية، أو يتطوعون في ملجأ للمشردين بأنهم أكثر جاذبية مقارنةً بمن شاركوا في سلوكيات غير مرتبطة بالمساعدة.
2.كن غريبًا مثيرًا:
تظهر الأبحاث الكلاسيكية أن الألفة تؤدي إلى الإعجاب، يُعرف هذا باسم «تأثير التعرض المحض» أو «مبدأ الألفة» (زاجونك، 1968)، ومع ذلك تكشف الأبحاث الحديثة أن الألفة ليست دائمًا مرغوبة في الشريك، ففي حين تفضل النساء معرفة الشريك، يفضل الرجال العكس، إذ يصنف الرجال النساء بأنهن أقل جاذبية بكثير عندما يرون صورهن قبل الاجتماع بهن وجهًا لوجه (ليتل وآخرون، 2013).
لماذا الغرباء مثيرون؟
يفسر الباحثون هذه النتائج بأنها تتفق مع الفوائد التطورية المحتملة للرجال بالتزاوج مع أكثر من شريك واحد، ومن المثير للاهتمام أن بحثًا جديدًا يُظهر أن النساء -في ظل ظروف معينة- يفضلن أيضًا شركاء غير مألوفين، إذ اكتشف سالفاتور وآخرون في دراسة عام 2017 أن النساء في المرحلة الخصبة من دورتهن الشهرية يجدن رجالًا من خلفيات عرقية أخرى -لكن ليس الرجال من الخلفية العرقية ذاتها- أكثر جاذبية بوصفهم شركاء على المدى القصير والطويل، ويتكهن المؤلفون بأن الغرباء مثيرون بسبب الرغبة في ذرية متنوعة وراثيًا، أو الدافع غير الواعي لتجنب زنا المحارم، لأننا بالفعل ننجذب عمومًا إلى أقاربنا من الجنس الآخر بطريقة مقلقة.
3.كن مبدعًا:
قد يؤدي عرض إبداعك إلى تحسين جاذبيتك الجنسية. مجددًا، قد تكون حالة خصوبة المرأة عاملًا مهمًا للانجذاب. وجد هاستيلون وميلر في دراستهم عام 2006 أن النساء في المرحلة الخصبة من دورتهن يفضلن الإبداع على الثروة لدى الشركاء الذكور المحتملين.
لماذا الإبداع جذاب؟
يعتقد المؤلفون أن الإبداع قد يشير إلى تميز الجينات أو الذكاء، ويقترحون أيضًا أن الإبداع لدى النساء قد يجذب الرجال، مع أنهم لم يختبروا هذا الاحتمال في دراستهم تحديدًا. قد يكون الإبداع الموسيقي أيضًا جذابًا للمرأة، وجد جويجن وآخرون في دراسة عام 2014 أن الرجال كانوا أكثر رغبة في التعرف على المرأة للخروج معها في موعد حال رؤيتها تحمل حقيبة جيتار، مقارنةً بحملها حقيبةً رياضية أو عدم حملها أي شيء. افترض المؤلفون أن الموهبة الموسيقية قد تشير إلى الجينات الجيدة أو القدرة الفكرية.
4.الانفتاح:
قد توحي وضعية الجسد المفتوح بالاهتمام الرومانسي للفرد (مور، 2010)، وقد تحفز أيضًا الاهتمام الرومانسي لدى الآخرين، وقد عززت طريقة الجلوس التي تشغل مساحة أكبر من جسد الشخص فرص كل من الرجال والنساء في النجاح في المواعدة عبر الإنترنت وتفاعلات المواعدة السريعة.
ما الذي يجعل الانفتاح مثيرًا؟
قد تشير الوضعية إلى الهيمنة والسيطرة، أو إلى الرغبة في مشاركة الموارد، وقد ترتبط أيضًا بالثقة، التي تُعد جانبًا أساسيًا من جوانب الجاذبية الجنسية لكل من الرجال والنساء.
خذ في حسبانك أيضًا هذه الأسئلة التي لم نجب عنها: هل من الأنانية استخدام الإيثار لزيادة الجاذبية؟ وإذا كان ذلك أنانية، فهل تبقى مثيرة؟
اقرأ أيضًا:
كيف أغازل؟ تعلم الأنماط الخمسة للمغازلة
غرائب الانجذاب الجنسي غير الواعي
ترجمة: يمام نضال دالي
تدقيق: أكرم محيي الدين