يوهانس كيبلر هو ثالث ثلاثة أحدثوا ثورة عظيمة في علم الفلك، وهم (كوبرنيكوس) و(تيخو براهه) و(يُوهَانس كِيبلَر)، نسف الثلاثة النظرية التي وضعها (بطليموس) والتي تنصُّ على أنّ الأرض ثابتة مستقرة في مركز الكون، والأجرام السماوية تدور من حولها.
وشاءت المقادير أن يختار براهه وهو في آخر سنوات حياته للفلكي الشاب الموهوب رياضيّا كِيبْلر ليكون مُساعدًا له في مرصدهِ، وقَبِلَ الأخير المنصب على الفور لمعرفته بقيمة براهه، فقد كان براهه راصدًا من طراز رفيع!
وكان كِيبْلر على اقتناع أصلًا بصحة نظرية كوبرنيكوس التي قال فيها بأن الأرض مثلها مثل باقي الكواكب تدور حول الشمس، وذلك بعد أن شرحها له أستاذ عندما كان يدرس في الجامعة، وعلى الرغم من أنه درس علم اللاهوت، فإن فهمه لنظرية كوبرنيكوس كان حادثة غيرت مسار حياته.
وعلى الرغم من اختلاف الأستاذ ومساعده مع بعضهما، فقد كانا يُدركان أنهما يُكمّلان بعضُهما البعض، فكان الأستاذ راصدًا محترفًا، وكان المساعد يملك ناصية الرياضيات، في البداية كان (براهه) يمنع (كِيبْلر) من الاطلاع على جداول أرصاده، ولكن بعد ذلك سَمَحَ له بأن يقرأها بعد أن أعجبه تفكيره الرياضي.
وكانت وصية الفلكي العجوز براهه وهو على فراش الموت للشاب كِيبْلر أن يستخدم جداول أرصاده لكي يُثبت نظريته في مركزية الأرض، وبعد ثلاثين عامًا من البحث الشاقّ وضع كِيبْلر نظريّته التي تجاوزت نظرية براهه فقد وضع ثلاثة قوانين رياضية صارمة تتنبأ بمنتهى الدقة بحركة الكواكب حول الشمس، والقوانين الثلاثة هي كالأتي:
القانون الأول يُخبرنا بأننا لو قمنا برسم خط طويل يصل بين الكوكب والشمس والكوكب يطوف ويدور حول الشمس، فإن هذا الخط سيمسح مساحات متساوية في أزمنة متساوية.
أما القانون الثاني فهو الذي يقول بأن مسار أي كوكب وهو يطوف حول الشمس سيأخذ شكلًا بيضاويًا ممطوطًا، أي سيأخذ شكل القطع الناقص ellipse.
والقانون الثالث الذي يُخبرنا بأن السنة الشمسية التي يُتمّها الكوكب بدورته الكاملة حول الشمس ترتبط وتتناسب مع بعده عن الشمس.
توفي كِيبْلر عام 1530 وكان عمره حينها 59 عامًا، وكانت شخصيته حالمة وعمل لفترةٍ من حياته في قراءة الطالع للناس التي تدفع له المال، وكان لا يُطلق على قوانينه الثلاثة اسم قوانين بل كان يُسميهم تناغمات سماوية تعكس قدرة الله في تصميم الكون!
وفيما بعد استطاع نيوتن أن يستنتج نفس القوانين من مبادىء مختلفة، وعندها انتشرت بين الناس على أنها قوانين، وهي تظل برهان على قدرة كِيبْلر الرياضية الفائقة وبصيرته النافذة.
أقوال كِيبْلَر
- “إنني أُفضّل بشدّة النقد الحادّ الذي يُوجهه رجل واحد ذكّي على إجماع جماهيري لا منطق فيه”.
- “تتنوع الظواهر الطبيعية بشكل مُدهش، والكنوز المَخْفِيّة في السماوات مُذهلة، حتى لا ينقص الغذاء الصحّي للعقل البشري”.
- “الحقيقة هي ابنة الزمن، ولا أشعر بالخجل في كوني بمثابة من يساعد في ولادة الحقيقة”.
- “تستهلك الطبيعة أقل قدْر مُمْكن من أي شيء”.
- “تتحرك الكواكب حول الشمس في مسار بيضاوي ممطوط نوعًا ما والشمس هناك في بؤرة المدار”.
- “أنا أُفسّر بواسطة وسائل فلسفية أن الأرض دائرية، وأنها مأهولة في كل أنحائها، وهي ضئيلة الحجم للغاية وتمت ولادتها بين النجوم”.
- “مربع الأزمنة الدورية يتناسب مع مكعب متوسط المسافات”.
- تدقيق: أنس حاج حسن
- المصدر الأول
- المصدر الثاني
- The Story of Physics) Book)