ليست كلّ الانقباضات التي تحدث في الأسابيع الأخيرة من الحمل علامةً على المخاض، تُعرف هذه بالمخاض الكاذب. تتميز آلام المخاض الكاذب بانقباضات تتردّد دون أيّ نمطٍ معيّن أو اتّساق وتحدث في آخر أسبوعين إلى أربعة أسابيع قبل التاريخ المتوقع للولادة.

مع أنّ آلام المخاض الكاذب غير مريحة فإنها لا تكون مؤلمة حقًا أو أقوى بمرور الوقت.

لا حرج إذا أُخطِئ في تفريق آلام المخاض الكاذب ظنًا أنها حقيقية، خاصةً لدى ذوات خطر الولادة المبكّرة.

رغم وجود طرق للتمييز بين نوعيّ آلام المخاض، إلا أن مقولة «الحذر ولا الندم» تُؤخذ دومًا بالحسبان.

آلام المخاض الكاذبة:

تُعرَف آلام المخاض الكاذبة بتقلّصات براكستون هيكس Braxton Hicks Contractions، وأحيانًا يُشار إليها بانقباضات التدريب، لأنه يمكن للمرأة تطبيق تمارين التنفس عند حدوثها.

قد تحدث آلام المخاض الكاذبة مبكّرًا في الثلث الثاني للحمل مع أنها أشيع في الثلث الثالث، وهي ليست عرضيّة إنّما طريقة يتهيّأ بها الجسم للولادة عبر تليين عنق الرحم وتخفيف سماكته.

تستمرّ تقلّصات براكستون هيكس من 30 إلى 60 ثانية في المتوسط وقد تدوم أحيانًا لدقيقتين أو أكثر، وتختلف عن آلام المخاض الحقيقية في كونها غير منتظمة شدّةً وتواترًا.

تقلّصات براكستون هيكس غير مريحة أكثر من كونها مؤلمة، ومع ذلك فقد سُجّلت حالات لسيدات اختبرن ألمًا فعليًا وأقرب بالوصف لآلام الدورة الشهريّة المعتادة من الانقباضات الفعليّة.

تتنوّع آلام المخاض الكاذبة في الشده فتارةً خفيفة وتارةً أُخرى شديدة، ولا تُظهر بأيّ نمطٍ منها أي صفة للانتظام و تَضُعف أو تختفي تمامًا بالمشي أو تغيير الوضعيّة وتتراجع تدريجيًا حتى تختفي كليًا.

هناك محفّزات لآلام المخاض الكاذبة، مثل زيادة الضغط على الرحم كما في حالة المثانة الممتلئة أو بعد الجماع.

آلام المخاض الحقيقية:

على النقيض من تقلّصات براكستون هيكس فإنّ آلام المخاض الحقيقية تكون متعاقبة شدّةً وتواترًا، بالإضافة إلى ذلك، يغلب هنا شعور الألم على عدم الراحة، خاصّةً عندما تطول مدّتها، وأيضًا لا تتوقف آلام المخاض الحقيقية بالحركة أو تغيير الوضعيّة ولا حتى بالاستلقاء.

يجب الانتباه لبعض العلامات الإنذارية المبكّرة قُبيل بدء المخاض مثل سهولة التّنفس والتبوّل خاصّهً عندما يبدأ الطفل بالنزول.

تبرز المفرزات المهبليّة أو المخاط كأثر بنيّ أو زهريّ أو أحمر اللون وتُعرف باسم العرض الدموي Bloody show.

قد تعاني الحامل انزعاجًا هضميًا أو إسهالًا وارتفاعًا طفيفًا في ضغط الدم.

تخرج السدادة المخاطيّة دفعةً واحدةً أو تتقطّع على مدى أيام.

أُبلغ عن حالات فرط نشاط ورغبة عارمة في إعداد المنزل تهيئةً لاستقبال المولود الجديد وتدعى هذه الحالة غريزة التعشيش، وهي موجودةٌ لدى البشر بنفس القدر لدى الحيوانات بسبب زيادة الإستراديول. تحدث غريزة التعشيش في أي وقت من الحمل لكنها أشيع قبيل المخاض.

كيف يُحدَّد الفرق بينهما؟

حسب كل حمل، فلكلّ سيدة تجربة مخاض خاصّة، بعضهنّ يختبرن الألم، وتحدث لبعضهن مضاعفات، في حين لا تحدث للفئة الأخرى.

عند مواجهة المخاض، سواء كان قبل الموعد المتوقّع للولادة أو كان مبكّرًا بوقت طويل، يمكن عادةً تمييزه بخمس طرق:

  •  آلام المخاض الكاذبة: انقباضات غير منتظمة، تتضاءل مع مرور الوقت، يُشعر بها بالجزء الأماميّ للجسم. لا يؤثّر المشي أبدًا في شدّتها وهذه التقلصات لا تؤثّر في عنق الرحم ابدًا.
  •  آلام المخاض الحقيقية: تتبع التقلّصات نسقًا منتظمًا بمسافات فاصلة قريبة تزيد شدّتها كلما زادت المدة، ويبدأ الشعور بالتقلّصات من الخلف إلى الأمام. يزيد المشي التقلّصات سوءًا، ويكون عنق الرحم أخفّ سماكةً وأوسع في أثناء التقلّصات.
  •  عند الشكّ أو وجود نزيف أو تشنّج أو ألم، تجب استشارة الطبيب أو التوجّه إلى أقرب وحدة طوارئ. قد لا يكون شيئًا يُذكر ولكن الأفضل تقييمه خشيةَ الولادة المبكّرة أو أيّة مضاعفات محتملة.

اقرأ أيضًا:

المخاض البادر: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

علامات المخاض: ستة أدلة على اقتراب موعد ولادة طفلك

ترجمة: زينب عبد الكريم

تدقيق: لين الشيخ عبيد

المصدر