كُتب الكثير عن إمكانيات الذكاء الاصطناعي لتغيير الحياة المهنية وتغيير المجتمع بالكامل، في الوقت الذي يواجه هذا القطاع المتنامي بسرعة، صعوبات بسبب المنافسة والآثار البيئية.

تخلت شركة مايكروسوفت عن مقعدها بصفتها مراقبًا في مجلس إدارة OpenAI -الشركة المطورة لشات جي بي تي- وذلك عقب ما أحدثه المشرعون والجهات التنظيمية، من ضجة بشأن خطط شركات التقانة الكبرى، كما فعلت شركة أبل التي تخطط لدمج شات جي بي تي في أجهزتها.

صرح جون كانتر، أحد كبار موظفي مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة لصحيفة فاينانشل تايمز، في الشهر الماضي، إنه كان يتفحص النقاط الحساسة للاحتكار والأرضية التنافسية، بسبب مخاوف من أن يتمكن عمالقة التكنولوجيا المهيمنون بالفعل من التحكم في السوق.

من أبرز الأمثلة على ذلك إلى حد الآن، استثمار مايكروسوفت في شركة OpenAI، الذي تبلغ قيمته 13 مليار دولار، ما سمح لها أن تتمتع بحقوق الملكية الفكرية لهذه الشركة الناشئة وبحصة من أرباحها، ولو أنها كادت تستحوذ عليها تمامًا.

تأثر صناع الشرائح الالكترونية أيضًا بالقيود التي فرضتها الولايات المُتحدة على تصدير معالجات الذكاء الاصطناعي للعملاء الصينيين. مع ذلك، يسمح الطلب الهائل بتحقيق مبيعات ضخمة من المنتجات التي لا تشملها القيود، حتى وإن لم يُسمَح لشركات مثل إنفيديا Nvidia ببيع ما تصنعه من شرائح عالية الجودة.

توجه شركات التقانة الكبرى اهتمامها أيضًا إلى المشاكل التي يسببها الطلب العالي على الطاقة من قطاع الذكاء الاصطناعي، الذي يواجه صعوبات في الإبقاء على وعوده في ما يخص التغير المناخي.

أعلنت مايكروسوفت عن صفقة رصيد كربوني جديدة مع أوكسيدنتال بتروليوم Occidental Petroleum، ما سيسمح لها بتعويض انبعاثاتها بواسطة الدفع لهذه الشركة مقابل إزالتها للكربون من الجو وتخزينه تحت الأرض.

صرّحت مايكروسوفت في شهر مايو 2024 أن انبعاثاتها زادت بنسبة تقارب الثلث منذ 2020، ويعود ذلك أساسًا إلى بناء مراكز البيانات، بينما اعترفت جوجل الأسبوع الماضي أن انبعاثاتها زادت بنسبة تقارب النصف منذ 2019، وذلك بسبب إنشائها لبنية تحتية كثيفة الاستهلاك للطاقة كي تفي بمستلزمات الذكاء الاصطناعي.

في الوقت نفسه، تستمر موجة النشاط في عقد صفقات الذكاء الاصطناعي، إذ أعلنت شركة AMD اليوم استحواذها على الشركة الفنلندية الناشئة سايلو AI، في محاولة من الشركة الأمريكية المصنعة للشرائح لمجاراة إنفيديا الرائدة في السوق. ويُعد ذلك أكبر استحواذ على شركة ناشئة خاصة في أوروبا منذ أن اشترت جوجل شركة ديب مايند DeepMind البريطانية بمبلغ يقارب 400 مليون جنيه استرليني سنة 2014.

اقرأ أيضًا:

مؤشر غير جيد، الذكاء الاصطناعي سيستهلك طاقة أكثر مما كنا نظن

مخاطر الذكاء الاصطناعي وعواملها الاقتصادية

ترجمة: زياد نصر

تدقيق: نور حمود

المصدر