يعمل العلماء على تطوير قلادة ذكية تساعد المدخنين على الإقلاع عن التدخين، ويمكنها مراقبة المدخنين فور إشعال السجائر وتساعدهم على اتخاذ قرار الإقلاع عنه.
سُمّيت القلادة SmokeMon وتتكون من صندوق أزرق بسيط بداخله تقنية الاستشعار الحراري، ومع مرور الوقت سيعمل المصممون على ابتكار أشكال وألوان مختلفة لهذه القلادة لتلبي أذواق الجميع وتصبح جزءًا من عالم الموضة.
تهدف هذه التكنولوجيا وهذه القلادة إلى المحافظة على خصوصية مستخدميها، وستعمل بسرية دون أن تسبب لهم الإزعاج واختراق خصوصيتهم، وستجرى اختبارات أولية مطبقة على بعض المستخدمين الأوليين لهذه القلادة للحصول على استجابتهم وردة فعلهم الإيجابية قبل طرحها في الأسواق.
عند ممارسة الشخص عادة التدخين، يكون المدخن على علم بأن التدخين لا يعرّض صحته وحده للخطر فحسب، بل يمكن أن يؤثر على صحة من حوله، وربما لأجيال قادمة.
نظرًا لتأثير تدخين السجائر على الصحة العامة، يعمل العلماء باستمرار للوصول إلى أساليب متعددة مدعومة علميًا تساعد المدخنين على التخلص من هذه العادة. بينما يتكوّن لدى الخبراء رأي حول سلوكيات المدخنين الراغبين بالإقلاع عن التدخين، ما يساعدهم على الاستمرار في طرح نصائح وابتكار حلول تدعم المدخنين الذين يرغبون بالإقلاع عن التدخين.
طور باحثو جامعة نورث وسترن في الولايات المتحدة هذه القلادة لمراقبة المدخنين بهدف مساعدتهم على الإقلاع عن التدخين بفهم عاداتهم في التدخين التي قد تشير إلى رغبتهم في العودة إلى التدخين مجددًا.
وفقًا للمؤلف نبيل الشرفا، عالم السلوك والكمبيوتر من جامعة نورث وسترن، فإن الهفوات ليست العودة إلى التدخين بانتظام، وبالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين، فإن الهفوة قد تكون سيجارة أو سيجارتين أو حتى نفخة واحدة.
ويضيف: «قد يتعلم الشخص من الهفوات باكتسابه الوعي الكافي حول الموضوع وعدم شعوره بالفشل، فقد يعتبره الشخص انتكاسًا مؤقتًا فقط. ولتجنب الانتكاس، يمكن مساعدة المدخنين في السيطرة على أنفسهم بتعليمهم أساليب تساعدهم على التعامل مع المحفزات والرغبة الشديدة في العودة للتدخين».
الميزة الأساسية لهذه القلادة أنها تحتوي على تكنولوجيا جديدة تساعد في كشف سلوك التدخين بدقة وسرية بطريقة أكثر فاعلية من الأجهزة الأخرى.
يستخدم الجهاز الذي يعمل بالبطارية أجهزة استشعار حرارية للكشف عن الحرارة المشعة من طرف السجائر وتجمع معلومات حول كل سيجارة تتضمن تفاصيل عديدة مثل عدد النفثات التي أُخذت، وكمية الدخان التي استنشقت، والوقت بين النفثات.
شارك 19 شخصًا في الدراسة ولاحظ العلماء سلوكهم في أثناء ممارستهم لعادة التدخين بواسطة ارتدائهم القلادة في 115 جلسةً، سواء كانوا في المختبر أو في ظروف طبيعية، إذ تمكن الباحثون من اختبار الجهاز خارج المختبر، وسمح لهم ذلك من أن يحددو ما إذا كان المدخنون يشعرون بعدم ارتياح في أثناء ارتدائهم القلادة في الأماكن العامة أو أنهم تعرضوا لأي ردود أفعال من قبل المارة.
استخدم الباحثون خوارزمية التعلم الآلي لمعالجة البيانات، وقارنوا أداء القلادة SmokeMon باستخدام جهاز «ذهبي المعيار» لمراقبة سلوك المدخنين. يُطلق عليه CReSS، ويطلب من المستخدمين إدخال سيجارة في أحد طرفيه والاستنشاق عبر قطعة فموية في الطرف الآخر.
أظهرت القياسات التي سجلتها قلادة SmokeMon دقة مماثلة لجهاز CReSS، وكانت ردود المشاركين على الاستبيانات بعد تجربتهم للقلادة إيجابية.
أفاد معظم المشاركين أن القلادة لا تتعارض مع حياتهم اليومية أو سلوكياتهم في أثناء التدخين، ولم يُظهروا قلقًا أو عدم راحة أو شعورًا بانتهاك الخصوصية سواء للمستخدم ذاته أو من حوله.
قال أحد المشاركين: «كان لدي صديق واحد استفسر عمّا يسجله الجهاز، وبدا راضيًا عندما أخبرته أنه لا يسجل صوتًا أو فيديو».
قال الباحثون إن النتائج واعدة، ويعملون على استخدام الكاميرات الحرارية للمساعدة على الإقلاع عن التدخين، لكنهم أشاروا إلى أنهم بحاجة إلى مزيد من البيانات. وأشاروا أيضًا إلى وجود قيود وعقبات تواجههم مثل تأثر أداء المدخنين عندما يكونوا في محيط بارد.
قدم المؤلفون منصة معالجة البيانات مفتوحة المصدر لتسهل البحوث المستقبلية التي تهدف إلى شرح أو تقييم سلوك التدخين.
يقول الشرفا: «يمكننا الآن البدء في اختبار فاعلية القلادة وقدرتها على تحسين معدلات نجاح برامج الإقلاع عن التدخين بمنع الانتكاس لدى المدخنين الذين يخططون للإقلاع عن التدخين».
«سنكون قادرين على اختبار ما إذا كانت التدخلات الحالية والأدوات المبتكرة لها فاعلية أعلى مقارنةً بالرعاية المقدمة للمدخنين لمساعدتهم على الإقلاع عن التدخين».
اقرأ أيضًا:
13 خطوة للإقلاع عن التدخين، حاول تجربتها فربما تساعدك!
اللجوء إلى السجائر الإلكترونية للإقلاع عن التدخين يأتي بنتائج عكسية!
ترجمة: سارة دامر
تدقيق: جعفر الجزيري
مراجعة: لبنى حمزة