اكتشف العلماء وجود صلة قوية بين تفاعل المجرات المجاورة والكمية الكبيرة من الغاز اللازمة لتغذية الظواهر الفضائية عالية الكثافة. يتكون الثقب الأسود عند انهيار نجم، ما يؤدي إلى ضغط المادة، لذا تزداد قوة الجاذبية، ولا يمكن لأي شيء الهروب منه حتى الضوء.
ومن الجدير بالذكر أن الثقوب السوداء العملاقة فائقة الكتلة، فكتلتها أكبر بكثير من كتلة شمسنا، وتنبعث منها كميات هائلة من الطاقة. ولا تزال الكثير من المعلومات عن الثقوب السوداء من الألغاز!
صرحت عالمة الفيزياء في جامعة ساوثهامبتون ساندرا رايموندو: «الثقوب السوداء الهائلة تغذي نشاطها بواسطة التراكم التدريجي للغاز من البيئة المحيطة بها. تلتقط الثقوب السوداء الغاز، بحيث تجعل مراكز المجرات تتألق بشكل ساطع، ولهذه العملية تأثير كبير على شكل المجرات اليوم. أشار المقال إلى أن معرفة هذا الكم من المعلومات خطوة مهمة لفهم الثقوب السوداء، مع أن كيفية حصول الثقوب السوداء على الوقود للحفاظ على نشاطها ونموها ما زال مجهولًا».
بالتعاون مع باحثيْن من جامعتي كاليفورنيا وكوبنهاغن، استُخدمت بيانات تلسكوب أنجلو الأسترالي لدراسة مدارات الغاز والنجوم في أكثر من 3000 مجرة. وفسّر العلماء أن الغاز يدور في اتجاه مختلف عن النجوم في المجرة، ويُعرف بالغاز المنحرف، ووجدوا أن المجرات ذات الغاز المنحرف تحوي على عدد كبير من الثقوب السوداء النشطة.
كشفت النتائج عن وجود صلة كبيرة وواضحة بين الغاز المنحرف ونشاط الثقب الأسود الهائل، مما يشير إلى أن الغاز ينتقل حيث تلتقي مجرتان، وتقل المسافات عبر الفضاء وتجذبها قوة الثقب الأسود الكبيرة، ويبتلعها باعتبارها مصدرًا حيويًا للوقود. وقد شكّ العلماء لفترة طويلة في أن الاندماج مع مجرة أخرى يوفر الغاز، لكن الدليل المباشر على ذلك كان صعب المنال.
وأضافت ساندرا رايموندو في توضيح يخص البحث أن وجود الغاز المنحرف عن النجوم يرتبط بزيادة الثقوب السوداء الهائلة النشطة. وهو علامة واضحة على تفاعل سابق بين مجرتين. ولفتت النظر إلى أنها المرة الأولى التي يُلاحظ فيها وجود ترابط مباشر وقوي بين تكوين الغاز المنحرف ووجوده، وتزويد الثقوب السوداء بالطاقة.
تسلط ماريان فيسترجارد، مؤلفة مشاركة في الدراسة، الضوء على هذه الملاحظات بأنها مهمة جدًّا، لأن العلماء استطاعوا للمرة الأولى تتبُّع الغاز وطول الطريق إلى الثقب الأسود حيث يلتهمه.
يأمل العلماء الآن إلى توسيع أبحاثهم واستخدام النتائج التي توصلوا إليها، لحساب مقدار الكتلة الكلية للثقوب السوداء الفائقة التي نشأت من هذه الآلية، ومدى أهمية ذلك في الكون المبكر.
اقرأ أيضًا:
ناسا تكتشف كوكبًا خارجيًا صخريًا شبيهًا بالأرض موجودًا في المنطقة الصالحة للحياة الخاصة بنجمه
رصد ثلاثة ثقوب سوداء صغيرة عالقة في مدار ثقب أسود عملاق!
تدقيق: آلاء بركات
تدقيق: باسل حميدي