ما انفتال العنق؟
انفتال العنق أو صَعَر العنق هو الحالة التي تنتج عن التواء العنق وميلانه، الأمر الذي يترافق مع ألم شديد. وبشكل عام، تميل قمة الرأس في هذه الحالة إلى إحدى الجهتين، بينما يميل الذقن إلى الجهة الأخرى.
وقد تكون هذه الحالة خلقية منذ الولادة أو مكتسبة، وقد تنتج عن أذية عضلات الرقبة أو التروية الدموية في تلك المنطقة، ويمكن أن يشفى انفتال العنق دون علاج أحيانًا، إلا أن احتمال النكس يبقى موجودًا.
يسبب انفتال العنق المزمن ألمًا منهكًا وصعوبة إنجاز المهام اليومية، لكن لحسن الحظ، فالأدوية والمعالجات المختلفة قد تخفف الألم والتصلب، إضافةً إلى أن للجراحة دورًا في علاج هذه الحالة، وقد تبين أن العلاج يكون أكثر نجاحًا غالبًا إذا بدأ مبكرًا، وهذا ينطبق بشكل خاص على الأطفال.
ما الأسباب المؤدية إلى انفتال العنق؟
قد يكون انفتال العنق موروثًا، وقد يتطور في رحم الأم، ويحدث هذا الأمر إذا كان رأس الجنين في اتجاه خاطئ، ومن أسباب انفتال العنق أيضًا أذية العضلات أو نقص التروية الدموية في العنق.
يمكن أن يصاب أي شخص بانفتال العنق بعد تعرض جهازه العصبي أو العضلي لإصابة ما، وعلى كل حال، لا نستطيع غالبًا تحديد سبب انفتال العنق، ويسمى عندها “الصعر مجهول السبب”.
أنماط انفتال العنق:
1نفتال العنق المؤقت:
يختفي هذا النمط غالبًا بعد يوم أو يومين، وقد يحدث بسبب:
- انتفاخ عقد لمفاوية.
- عدوى الأذن.
- البرد.
- تعرض رقبتك أو رأسك لإصابة تسبب التورم.
2نفتال العنق المثبت:
يسمى أيضًا انفتال العنق الحاد أو الدائم، وينجم غالبًا عن مشكلة في بنية العضلات أو العظام.
انفتال العضلات:
هو النوع الأكثر شيوعًا من الانفتال المثبت، وينتج عن تندب أو شد العضلات في إحدى جهتي العنق.
متلازمة كليبل فيل:
هي نمط خلقي ونادر من انفتال العنق، تحدث بسبب تشكل العظام في عنق الجنين بطريقة غير سليمة، لا سيما عندما تلتصق فقرتان رقبيتان ببعضهما البعض، ويعاني الأطفال المولودون بهذه الحالة صعوبة السمع والرؤية.
الخلل الرقبي:
يسمى أحيانًا هذا الاضطراب النادر بالانفتال التشنجي، ويؤدي إلى تقلص العضلات بشكل تشنجي غير طبيعي، فيلتوي الرأس وينعطف بطريقة مؤلمة نحو جهة واحدة عند الإصابة بهذا الخلل، وقد يكون هذا الانفتال باتجاه الأمام أو باتجاه الخلف.
قد يشفى الخلل الرقبي أحيانًا دون علاج لكن تبقى خطورة النكس قائمة، وقد يصاب أي شخص به، ولكن يكثر تشخيصه عند من تتراوح أعمارهم بين 40-60 سنة، إضافةً إلى أنه أكثر شيوعًا لدى النساء منه لدى الرجال.
أعراض انفتال العنق
قد تبدأ الأعراض ببطء وتتفاقم مع مرور الوقت، وسنذكر الآن أكثر الأعراض شيوعًا:
- فقدان القدرة على تحريك الرأس بشكل طبيعي.
- ألم العنق أو صلابته.
- الصداع.
- أحد الكتفين أعلى من الآخر لدى المصاب.
- تورم في عضلات العنق.
- ميل الذقن نحو إحدى الجهتين.
- قد تبدو وجوه الأطفال المصابين بانفتال العنق الخلقي مسطحة وغير متوازنة، وقد نلاحظ لديهم أيضًا تأخر المهارات الحركية أو صعوبات في السمع والرؤية.
ماذا سيحصل في عيادة الطبيب؟
سيأخذ الطبيب التاريخ المرضي، ثم سيقوم بفحص فيزيائي، والاستفسار عن أية إصابات سابقة في منطقة العنق.
توجد فحوصات عديدة قد تحدد سبب انفتال العنق، ومن أهم الفحوص المستخدمة:
تخطيط العضلات الكهربائي (EMG) الذي يقيس نشاط العضلات الكهربائي، ويحدد لنا العضلات المصابة.
بالإضافة إلى ذلك، تستخدم تقنيات التصوير الشعاعي مثل الأشعة السينية X-ray والرنين المغناطيسي MRI لتحديد المشاكل البنيوية والتي قد تسبب ظهور الأعراض.
علاج انفتال العنق
لا توجد طريقة تمنع انفتال العنق في الوقت الحالي، ولكن تلقي العلاج بأسرع ما يمكن قد يمنع تطور الحالة نحو الأسوأ.
نستطيع تحسين الأنماط الخلقية من انفتال العنق عن طريق شد عضلات العنق، وفي هذه الحالة قد تكون المعالجة ناجحة جدًا إذا بدأت خلال عدة أشهر من الولادة.
لكن قد نلجأ إلى الجراحة لعلاج المشكلة في حال فشل العلاج السابق أو غيره من العلاجات، مع العلم أنه إذا كان سبب الحالة معروفًا، فإن علاج الطبيب سيكون وفقه.
يتضمن علاج انفتال العنق:
- تطبيق الحرارة.
- التدليك.
- العلاج الفيزيائي أو العلاج اليدوي.
- الجر أو الجذب.
- تمارين الشد.
- حمالات العنق.
قد ينصح الطبيب بالجراحة في بعض الحالات، وفي حال:
- التصاق الفقرات غير الطبيعي.
- تطاول عضلات العنق.
- انقطاع الأعصاب أو العضلات.
- الحاجة إلى تحفيز دماغي عميق لإيقاف السيالات العصبية، ويحدث ذلك في الحالات الشديدة من الخلل الرقبي.
وقد يكون استخدام بعض الأدوية مفيدًا في حال انفتال العنق، وتتضمن هذه الأدوية:
- المرخيات العضلية.
- الأدوية المستخدمة لعلاج الرعاش في داء باركنسون.
- حقن الذيفان الوشيقي وتعاد هذه الطريقة كل بضعة أشهر.
- مسكنات الألم.
التعايش مع انفتال العنق
كما تحدثنا سابقًا، يحدث انفتال العنق بسبب إصابة بسيطة أو مرض غالبًا ما يكون مؤقتًا وقابلًا للعلاج، لكن قد تسبب الأنماط الخلقية والأنماط الأكثر شدة من انفتال العنق مشكلات صحية طويلة الأمد.
يؤدي غالبًا انفتال العنق المزمن إلى مضاعفات عديدة، تتضمن:
- تورم عضلات العنق.
- أعراض عصبية ناتجة عن انضغاط الأعصاب.
- ألم مزمن.
- صعوبة في إنجاز المهام الروتينية.
- عدم القدرة على قيادة السيارة.
- مشاكل اجتماعية كالعزلة والاكتئاب.
ونؤكد على الفكرة القائلة أن معالجة انفتال العنق أسهل لدى الرضع والأطفال الصغار.
في حال الإصابة بحالة انفتال عنق غير قابلة للعلاج، فمن الأفضل السعي لإيجاد مجموعة دعم، فوجود العديد من المصابين بحالات مزمنة أن تلك المجموعات مريحة وتفيد بالمعلومات.
وكبديل عن ذلك، من الممكن إيجاد مجتمع داعم على الإنترنت، ويعد هذا الأمر مهمًا كون التواصل مع مصابين آخرين بانفتال العنق أو مع من لديهم حالات مشابهة يساعد على التأقلم.
اقرأ أيضًا:
هل تعاني من ألم الرقبة ؟ لا علاقة لوضعية جلوسك بألمك
ترجمة: حلا بلال
تدقيق: أميمة الغراري