اضطرابات المزاج مجموعة من الاضطرابات النفسية؛ نوعاها الأساسيان هما: الاكتئاب، واضطراب ثنائي القطب.
تختلف الأعراض من مريضٍ لآخر، وقد تتنوع من معتدلة إلى شديدة. يُشخص الطبيب النفسي، أو أحد العاملين المؤهلين في مجال الصحة النفسية هذه الاضطرابات بحسب تقييمٍ نفسيّ.
قد تؤثر اضطرابات المزاج سلبًا على مجريات الحياة اليومية، لكن توجد علاجات فعالة متوفرة تتضمن العلاج الدوائي والنفسي.
أنواع اضطرابات المزاج:
لاضطرابات المزاج نوعان رئيسيان هما: الاكتئاب، واضطراب ثنائي القطب، ولكل منهما أنواع فرعية متعددة واختلافات في شدة الإصابة.
الاكتئاب: مصطلح طبي يصف مشاعر الحزن الشديد، وفقدان الأمل الموجودة لدى المريض، وهو أكثر من الشعور بالحزن ليوم أو اثنين. قد يعيش المصاب نوبات تستمر عدة أيام، أو حتى أسابيع. يُقدَّر عدد المصابين بالاكتئاب بحوالي 246 مليون شخصٍ حول العالم، وقد يتنوع شكل الإصابة.
أكثر أنواع الاكتئاب شيوعًا:
- الاضطراب الاكتئابي الجسيم: كان يسمى سابقًا بالاكتئاب السريري، ويتضمن نوبات مستمرةً طويلة الأمد من هبوط المزاج واليأس والتعب وأعراض أخرى.
- الاضطراب الاكتئابي المستديم: يسمى أيضًا بالاكتئاب الجزئي، ويتّصف بأعراض اكتئابية أخف تحدث لسنتين على الأقل.
- الاضطراب الاكتئابي الجسيم بنمط فصلي: يُعرَف عامةً باسم اضطراب المزاج الفصلي، وغالبًا ما يحدث أثناء أشهر الشتاء عندما يقل ضوء النهار.
- توجد أنواع من الاكتئاب تصاب بها الإناث تبعًا لتغيرات هرمونية في مراحل مختلفة من حياتهنّ، منها الاكتئاب في أثناء الحمل، واكتئاب ما بعد الولادة. وتصاب بعض النساء بالاكتئاب إلى جانب الأعراض الأخرى لاضطراب الانزعاج السابق للحيض.
- قد يصاب الرجال باكتئاب ما بعد الولادة كذلك، لكن دون أن ترتبط الإصابة بتغيرات هرمونية كما يحدث لدى النساء.
قد يتطور الاكتئاب بصفته حالةً ثانويةً لاضطراب صحي مستبطن. نذكر من هذه الاضطرابات:
- متلازمة الألم المزمن.
- السكري.
- أمراض الغدة الدرقية.
- أمراض القلب.
- الذئبة.
- التهاب المفاصل الرثياني.
- التصلب المتعدد.
- داء باركنسون.
اضطراب ثنائي القطب: مرض نفسي يعيش فيه المصاب تبدلات حادةً في المزاج، قد تتضمن نوبات من الاكتئاب مترافقةً مع فترات من الهوس، أو تحت الهوس.
من أنواع الاضطراب ثنائي القطب:
- ثنائي القطب من النوع الأول: يُعرَف باستمرار نوبات الهوس سبعة أيام على الأقل، وقد تحدث لدى المصاب نوبات اكتئاب تستمر أسبوعين أو أكثر، رغم إمكانية غياب الاكتئاب في هذا النوع.
- ثنائي القطب من النوع الثاني: يشمل نوبات اكتئاب تستمر أسبوعين على الأقل، بالترافق مع حالة هوسية أكثر اعتدالًا تسمى تحت الهوس.
- دورية المزاج: شكل معتدل من اضطراب ثنائي القطب تحدث فيه فترات من الاكتئاب، وتحت الهوس. لكن دون وجود خط سير زمني محدد لكل نوبة. يدعى كذلك باضطراب المزاج الدوري، ويُشخَّص بوجود حالة دورية من الاكتئاب، وتحت الهوس لسنتين أو أكثر.
أعراض اضطرابات المزاج:
تتنوع أعراض اضطرابات المزاج كثيرًا، لكن توجد بعض العلامات الشائعة لكلٍّ من الأنواع الرئيسية.
الاكتئاب:
- شعور بالحزن المستمر لفترة طويلة.
- هياج أو قلق.
- خمول ونقص في الطاقة.
- نقص الاهتمام بالأنشطة العادية.
- تغييرات كبيرة في عادات النوم والعادات الغذائية.
- صعوبة في التركيز.
- الإحساس بالذنب.
- أوجاع وآلام دون تفسير جسدي لوجودها.
- أفكار انتحارية.
- تغيرات مزاجية مزمنة، وغير اعتيادية.
اضطراب ثنائي القطب:
قد تتشابه أعراض النوبة الاكتئابية مع أعراض الاضطراب الاكتئابي الجسيم، أما في أثناء النوبة الهوسية فقد تظهر أعراض مثل:
- نقص الحاجة إلى النوم.
- المبالغة في الثقة بالنفس.
- هياج.
- عدوانية.
- اندفاعية.
- تهور.
- توهمات أو هلاوس.
أسباب اضطرابات المزاج:
ما تزال أسباب اضطرابات المزاج غير مفهومة تمامًا. لكن للنواقل العصبية دور كبير في التأثير على المزاج، إذ قد ينتج أحد اضطرابات المزاج عندما يختل توازنها بطريقة ما، لكنّ أسباب هذا الاختلال غير معروفة تمامًا كذلك.
قد تحفز أحداث الحياة أيضًا الإصابة باضطرابات المزاج، فيمكن لحدث صادم، أو فقدان شخص أن يسببا الاكتئاب أو غيره، إضافةً إلى أن تعاطي الكحول، والمخدرات تُعد من أخطر عوامل الإصابة.
يبدو أن هناك عاملًا وراثيًا كذلك، إذ تزداد خطورة الإصابة في حال إصابة فرد من العائلة بأحد اضطرابات المزاج، ما يعني أن الإصابة وراثية. على أية حال، لا تكفي إصابة فرد من العائلة لضمان حدوث الإصابة عند فرد آخر.
تشخيص اضطرابات المزاج:
لا يوجد اختبارات طبية لتشخيص اضطرابات المزاج، لذلك يُجري أحد العاملين في مجال الصحة النفسية تقييمًا نفسيًا، مع اتباع معايير موضوعة ومحددة للتشخيص.
علاج اضطرابات المزاج:
يوجد نوعان أساسيان للعلاج: العلاج الدوائي، والعلاج النفسي. وتتضمن خطة العلاج عادةً مزيجًا منهما.
توجد العديد من الأدوية المضادة للاكتئاب، قد تدعو الحاجة إلى تجربة عدة أنواع منها قبل العثور على الدواء الذي يساعد في تخفيف الأعراض دون آثار جانبية كثيرة.
العلاج النفسي المرافق للعلاج الدوائي جزء مهم من خطة المعالجة. إذ قد يساعد في تعلّم التأقلم مع الاضطراب الموجود، إضافةً إلى إمكانية تغيير السلوك الذي يساهم في التسبب به.
توجد علاجات متممة، أوتدابير إضافية قد ينصح بها الأطباء منها:
- مكملات فيتامين د: لا ينصح بتناول المكملات من دون استشارة طبية.
- العلاج الضوئي.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- تنظيم النوم.
- اتباع نظام غذائي صحي.
قد تكمل هذه الإجراءات عمل العلاج الطبي، لكنها ليست بديلًا عنه.
كيف يؤول حال المصابين باضطرابات المزاج؟
يؤول حال المرضى بشكل جيد مع الالتزام طويل المدى بعلاج ملائم. من المهم الإشارة إلى أن هذه الحالات مزمنة في معظم الحالات وغالبًا ما تتطلب استمرار العلاج لفترة طويلة.
قد تكون بعض الحالات شديدةً، لكن معظم مرضى اضطرابات المزاج الملتزمين بالعلاج يمكنهم عيش حياة طبيعية.
اقرأ أيضًا:
نصائح حول مساعدة المراهقين المصابين بالاكتئاب
مضادات الاكتئاب والمعلومات المضللة على الإنترنت
ترجمة: حاتم نظام
تدقيق: منال توفيق الضللي