إذا توقف قلب شخص ما فجأة عن النبض، فقد يكون لديه دقائق معدودة فقط للعيش. قد يزيد إجراء الإنعاش القلبي الرئوي من فرص البقاء على قيد الحياة.
يضمن الإنعاش القلبي الرئوي استمرار ضخ الدم إلى أجزاء الجسم المختلفة، ما يوفر الأكسجين للدماغ والأعضاء الحيوية، حتى وصول العلاج المتخصص.
تُظهر الأبحاث أن المارة أقل احتمالية للتدخل لإجراء الإنعاش القلبي الرئوي عندما يكون الشخص امرأة. حللت دراسة أسترالية حديثة 4491 حالة توقف قلب بين عامي 2017 و2019، وجدت أن المارة كانوا أكثر عرضة لإعطاء الإنعاش القلبي الرئوي للرجال (74%) مقارنةً بالنساء (65%).
هل أحد أسباب هذا الاختلاف هو أن دمى تدريب الإنعاش القلبي الرئوي –المانيكان- ليس لديها ثدي؟ ينظر البحث الجديد في المانيكان المتاحة في جميع أنحاء العالم لتدريب الأشخاص على أداء الإنعاش القلبي الرئوي، ووجد أن 95% منها مسطحة الصدر.
تشريحيًا، لا فرق جوهري في تقنية الإنعاش القلبي الرئوي بين الرجل والمرأة. لكن الجنس قد يؤثر في إقدام الناس على محاولة إنقاذ شخص، التردد في هذه اللحظات الحاسمة قد يعني الفرق بين الحياة والموت.
فجوات في صحة القلب
أمراض القلب والأوعية الدموية -متضمنةً أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكتة القلبية- هي السبب الرئيسي الأكثر شيوعًا للوفاة لدى النساء في جميع أنحاء العالم.
إذا تعرضت امرأة لسكتة قلبية خارج المستشفى -أي أن قلبها توقف عن ضخ الدم بشكل صحيح، فإن احتمال تلقيها للإنعاش القلبي الرئوي أقل بنسبة 10% من الرجل. أيضًا فإن النساء أقل عرضة للبقاء على قيد الحياة بعد الإنعاش القلبي الرئوي، وأكثر عرضة للإصابة بتلف الدماغ بعد السكتات القلبية.
هذا فقط مثال من نتائج الصحة غير المتكافئة التي تواجهها النساء، فضلًا عن الأشخاص المتحولين جنسيًا وغير ثنائيي الجنس. مقارنةً بالرجال، فمن المرجح أن تُتجاهل أعراضهم أو تُشخص تشخيصًا خاطئًا، أو قد يستغرق التشخيص وقتًا أطول.
توجد أدلة متزايدة على أن النساء أقل عرضة لتلقي الإنعاش القلبي الرئوي مقارنةً بالرجال.
قد يكون هذا جزئيًا بسبب مخاوف المارة من اتهامهم بالتحرش، أو القلق من إلحاق الضرر –ربما بناءً على تصور أن النساء أكثر «هشاشة»، وعدم الراحة بشأن لمس ثدي المرأة.
قد يعاني المارة أيضًا صعوبة في التعرف على أن المرأة تعاني سكتة قلبية.
حتى في محاكاة السيناريوهات، وجد الباحثون أن من تدخلوا كانوا أقل عرضة لإزالة ملابس المرأة للتحضير للإنعاش، مقارنةً بالرجال. كانت النساء أقل عرضة لتلقي الإنعاش القلبي الرئوي أو الصعق الكهربائي -شحنة كهربائية لإعادة تشغيل القلب-، حتى عندما كان التدريب لعبة عبر الإنترنت لا تتضمن لمس أي شخص.
كيفية تصرف الناس في سيناريوهات تدريب الإنعاش تعكس ما يفعلونه في حالات الطوارئ الحقيقية. هذا يعني أنه من الضروري تدريب الناس على التعرف على السكتة القلبية والاستعداد للتدخل، مهما كان الجنس أو نوع الجسم.
الانحياز للجسم الذكري
تُظهر معظم مواد تدريب الإنعاش القلبي الرئوي أجسامًا ذكورية، أو لا تحدد الجنس. لكن إذا كان الجسم دون ثدي، يُفترض تلقائيًا أنه ذكر.
وجدت دراسة أجريت عام 2022 عن تدريب الإنعاش القلبي الرئوي في أمريكا أن معظم المانيكان المتاحة كانت (88%) بيضاء و(94%) ذكورًا و(99%) نحيفة.
تعكس هذه الدراسات ما نراه في حياتنا العملية، إذ لاحظنا أن جميع المانيكان المتاحة للتدريب مسطحة الصدر. وجدت إحدى الباحثات صعوبة في العثور على أي مانيكان تدريب ذي ثدي.
مانيكان واحد فقط
يدرس البحث الجديد توفر مانيكان الإنعاش القلبي الرئوي ومدى تنوعها. حددنا 20 نوعًا من مانيكان الإنعاش القلبي الرئوي في السوق العالمية عام 2023. عادةً ما تتكون المانيكان من جسد ورأس دون ذراعين.
من بين 20 نوعًا متاحًا، يُباع خمسة (25%) بوصفها أنثى، لكن واحد فقط منها له ثدي. هذا يعني أن 95% من مانيكان تدريب الإنعاش القلبي الرئوي المتاحة كانت مسطحة الصدر.
بالنظر إلى السمات الأخرى، مثل لون البشرة وشكل الجسم. وجدنا أن 65% لديهم أكثر من لون بشرة واحد متاح، لكن نوع واحد فقط كان ذا جسم أكبر حجمًا. نحتاج إلى مزيد من الدراسات لفهم تأثير هذه الجوانب في مدى إقدام المارة على إعطاء الإنعاش القلبي الرئوي.
وجود الثدي غير مؤثر في التقنية
لا تتغير تقنية الإنعاش القلبي الرئوي حال وجود ثدي. بصرف النظر عن الحواجز الثقافية، أو شعورك بعدم الراحة، فإن بدء الإنعاش القلبي الرئوي بأسرع ما يمكن قد ينقذ حياة.
تشمل علامات الحاجة إلى الإنعاش القلبي الرئوي أن الشخص لا يتنفس بصورة صحيحة، أو لا يتنفس على الإطلاق، أو لا يستجيب.
تشمل الخطوات الصحيحة لإجراء الإنعاش القلبي الرئوي:
- ضع كعب يدك في منتصف الصدر.
- ضع اليد الأخرى فوق الأولى، شبك الأصابع مع استقامة الذراعين.
- اضغط بقوة، بعمق 5 سم.
- ادفع الصدر بمعدل 100-120 نبضة في الدقيقة.
ماذا عن جهاز الصدمة الكهربائية؟
لا حاجة إلى إزالة حمالة الصدر في أثناء إجراء الإنعاش القلبي الرئوي. لكن قد تحتاج إلى ذلك إذا كان جهاز الصدمة الكهربائية ضروريًا.
جهاز الصدمة الكهربائية هو جهاز يطبق شحنة كهربائية لاستعادة ضربات القلب. قد تسبب حمالة الصدر ذات السلك المعدني حروقًا طفيفة للجلد عند وضع لوحات جهاز الصدمة الكهربائية. لكن إذا لم تتمكن من إزالة حمالة الصدر، فلا تدع ذلك يؤخر الرعاية.
ما الذي يجب تغييره؟
يسلط بحثنا الضوء على الحاجة إلى مجموعة متنوعة من مانيكان تدريب الإنعاش القلبي الرئوي مزودة بالثدي، إضافةً إلى أحجام الجسم المختلفة.
أيضًا يجب الاهتمام بتدريب الأشخاص على التدخل لإجراء الإنعاش القلبي الرئوي حال كان المصاب لديه ثدي. نحن بحاجة إلى مزيد من التوعية حول مخاطر إصابة النساء بأمراض القلب وكونها من مسببات الوفاة.
اقرأ أيضًا:
هل يمكن لرذاذ أنفي مبتكر أن يؤخر مرض ألزهايمر مدة 10 سنوات أو أكثر؟
هل اللعب في التراب مفيد لجهاز المناعة لدى الأطفال؟
ترجمة: محمد جمال
تدقيق: أكرم محيي الدين