حمى كيو هي عدوى جرثومية تسببها بكتيريا تسمى الكوكسيلة البورنيتية Coxiella burenetii ، قد تسبب مرضًا ذا أعراض شبيهة بالزكام، وقد تؤثر على الصحة والقدرة على العمل لسنوات عديدة لدى بعض الأشخاص.
تنتقل العدوى من الحيوانات المصابة، خاصةً الماشية، وحتى الأشخاص الذين ليسوا على تماس مباشر مع الحيوانات قد يصابون أيضًا، وهي عادةً غير ضارة لكنها قد تسبب مشاكل خطيرة لدى بعض البشر.
يوجد لقاح آمن وفعال لوقاية الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بهذه الحمى، والمسح مطلوب لتحديد من بإمكانه أخذ اللقاح.
ما أعراض حمى كيو؟
قد لا تظهر أية أعراض لدى العديد من المصابين بحمى كيو، أو قد تظهر لديهم أعراض خفيفة، وبعض الناس يصابون بأعراض تشبه أعراض الزكام خلال أسبوعين أو ثلاثة من التقاط العدوى، مثل:
- حرارة عالية، حمى شديدة وقشعريرة.
- تعرق شديد.
- صداع شديد يتوضع غالبًا خلف العينين.
- آلام العضلات والمفاصل.
- التعب الشديد.
- الشعور بالمرض.
- التهاب الحلق.
- تورم الغدد.
بالإضافة إلى ذلك، قد يطور المرضى أيضًا التهاب كبد أو التهابًا رئويًا، وقد تستمر الأعراض لمدة 2-6 أسابيع في حال عدم تلقي العلاج المناسب، وغالبًا ما يضطر المريض إلى أخذ إجازة من العمل، تستمر من بضعة أيام إلى عدة أسابيع.
يتعافى معظم المصابين تمامًا ويشكلون مناعة دائمة تحصنهم من تكرار العدوى. وقد يطور بعض المرضى من حين لآخر عدوى مزمنة تدوم حتى عامين بعد العدوى، التي قد تسبب مجموعة من المشكلات الصحية بما فيها مشكلات القلب كالتهاب الشغاف. وهذه الإصابة أكثر شيوعًا لدى النساء الحوامل أو الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة أو الذين لديهم أمراض قلبية سابقة.
يعاني حوالي%10 من المرضى المصابين بحمى كيو الحادة مرضًا شبيهًا بالإرهاق المزمن، الأمر الذي قد يكون منهكًا جدًا لسنوات.
كيف تنتشر حمى كيو؟
يُصاب الناس بالعدوى عادةً بسبب استنشاق الجراثيم المسؤولة عن حمى كيو والموجودة في الهواء أو الغبار. وتبقى الماشية والأغنام والماعز المصدر الرئيسي للعدوى، وعلى كل حال، توجد مجموعة واسعة من الحيوانات قد تنقل الجراثيم إلى البشر، بما فيها الكلاب والقطط المنزلية منها والوحشية، إضافةً إلى الخنازير الوحشية والخيول والأرانب والقوارض والإبل واللاما والثعالب، وحيوانات الألب والحيوانات البرية الأسترالية الأصلية التي تتضمن الكنغر والولّب والبندقوط.
لا تظهر غالبًا أية أعراض لدى الحيوانات المصابة، وقد توجد الجراثيم في المشيمة وسوائل الولادة بأعداد كبيرة جدًا، وفي بول الحيوانات المصابة بالجراثيم أو الحاملة لها وفي برازها ودمها وحليبها، وتستطيع الجراثيم أن تعيش أيضًا في التربة والغبار لسنوات عديدة وتنتشر بفعل الرياح لعدة كيلومترات.
قد تحدث الإصابة أيضًا بحمى كيو بسبب شرب الحليب غير المبستر (وهو الحليب الذي لم يُسخن لقتل الجراثيم)، ولكن هذه الطريقة أقل احتمالًا من غيرها
على الرغم من أن حمى كيو نادرة، فإن البشر الذين يفرض عليهم عملهم تماسًا قريبًا مع الحيوانات معرضون لخطر أعلى للإصابة، كالمزارعين والأطباء البيطريين وعمال الإسطبلات والمسالخ.
من المعرضون لخطر الإصابة بحمى كيو؟
يتعرض العاملون في المهن التالية لخطر مرتفع للإصابة بحمى كيو:
- العاملون في اللحوم والمسالخ.
- مربو الماشية والعاملون في منتجات الألبان والمزارعون.
- العاملون في سلخ الجلود، وفرز الصوف، ومعالجة الجلد والفرو.
- عمال حظائر الماشية وحقول التسمين وناقلو الحيوانات أو منتجاتها أو نفاياتها.
- الأطباء البيطريون والممرضات البيطريات والمساعدون والطلاب وغيرهم ممن هم على تماس مع العينات البيطرية.
- عمال الحياة البرية الذين يتعاملون مع الحيوانات عالية الخطورة، بما في ذلك الحيوانات البرية الأسترالية الأصلية التي ذكرت سابقًا.
- موظفو كلية الزراعة وطلابها العاملون أيضًا مع حيوانات عالية الخطورة.
- عمال المختبر الذين يتعاملون مع الجراثيم أو مع العينات البيطرية عالية الخطورة.
- صائدو الحيوانات والرماة.
- مربو الكلاب والقطط، وكل شخص يتعرض بانتظام للحيوانات التي ستلد قريبًا.
- الأشخاص الذين يتضمن عملهم الجز الدائم في المناطق التي ترتادها الماشية أو الحيوانات البرية بشكل متكرر، مثل موظفي البلديات أو العاملين في ملاعب الجولف أو العاملين في أعمال الجز في المناطق الإقليمية والريفية.
- كل العمال الذين يرتادون أماكن عمل قد توجد فيها حمى كيو معرضون أيضًا لخطر الإصابة، ويشمل ذلك التجار والمقاولين والعاملين في مكاتب تأجير العمال، ومندوبي المبيعات والمشترين وعمال المجالس.
- قد يتعرض أشخاص آخرون لخطر الإصابة بحمى كيو بالتماس المباشر مع الحيوانات عالية الخطورة خارج أوقات العمل.
يتضمن الأشخاص الآخرون المعرضون لخطر الإصابة بحمى كيو ما يلي:
- أفراد أسرة العاملين في مهن عالية الخطورة (من طريق الملابس أو الأحذية أو المعدات الملوثة).
- الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من صناعة عالية الخطورة أو ضمنها، مثل مزارع الماشية المجاورة، والحظائر التي تربى فيها الماشية والأغنام والماعز، ومعامل اللحوم، والأراضي المخصبة بالسماد الحيواني غير المعالج.
- زوار البيئات عالية الخطورة، مثل المزارع والمسالخ وحظائر بيع الحيوانات والمعارض الزراعية.
- البستانيون أو عمال الحدائق في البيئات التي قد يكون الغبار فيها ملوثًا ببول الحيوانات أو ببرازها أو بمنتجات ولادتها، كالعاملين في جز العشب.
حمى كيو المزمنة
قد تستمر الأعراض لأشهر لدى بعض المصابين بحمى كيو، وهذا ما يسمى بحمى كيو المزمنة، التي قد تقود أحيانًا إلى مشكلات قلبية خطيرة، كالتهاب شغاف القلب.
وقد يحتاج المصابون بحمى كيو المزمنة إلى برنامج أطول من المضادات الحيوية والعلاج في المشفى تجنبًا لتطور أي مضاعفات.
طرق الوقاية من حمى كيو
أفضل طريقة للوقاية من حمى كيو هي أخذ اللقاح الفعال والآمن ( Q-VAX). ويوصى بشدة بتطعيم الأشخاص الذين يعملون في مهن عالية الخطورة أو يخططون للعمل فيها. ويوصى بهذا اللقاح أيضًا لكل شخص يبلغ من العمر15 عامًا أو أكثر ممن يحتمل تعرضهم لحمى كيو بسبب أنشطتهم خارج أوقات العمل، أو في البيئات التي يعيشون فيها أو يزورونها.
قد تقلل الإجراءات التالية من خطر الإصابة لدى أولئك الذين لا يملكون مناعة ضد جراثيم حمى كيو (من خلال اللقاح أو عدوى سابقة):
- غسل اليدين والذراعين جيدًا بالماء والصابون بعد أي تماس مع الحيوانات.
- ارتداء كمامة P2 بطريقة صحيحة، المتوفرة في الصيدليات ومخازن الأجهزة.
- ارتداء القفازات وتغطية الجروح بلصاقات وضمادات مقاومة للماء عند التعامل مع المنتجات الحيوانية ونفاياتها ومشيمتها وأجنتها المجهضة أو عند التخلص منها.
- ارتداء قناعP2 المناسب عند الجز أو البستنة في المناطق التي توجد فيها مواشي أو حيوانات محلية.
- تنظيف المعدات والأسطح من بول الحيوانات وبرازها ودمها وسوائل جسمها حيث أمكن ذلك.
- التأكد من تنظيف مشيمة الحيوانات كلها بعناية.
- خلع الملابس والمعاطف والأحذية المتسخة التي استخدمت في الخارج في أثناء الأنشطة عالية الخطورة وغسلها.
- تجنب اصطحاب هذه الأشياء إلى المنزل لتقليل خطر إصابة بقية أفراد الأسرة بالعدوى. وفي حال اصطحابها إلى المنزل، فيجب تغليفها بكيس وغسلها منفصلة، ويجب أن يتعامل معها المحصنون ضد حمى كيو فقط.
- يجب على المرأة الحامل أن لا تساعد الحيوانات على الولادة.
- عدم لمس أي شيء كان قريبًا من دم الحيوانات أو بولها أو برازها أو حتى مشيمتها، كالملابس والأحذية والقفازات.
- عدم شرب الحليب الذي لم يسخن لقتل الجراثيم (الحليب غير المبستر).
- تجنب الأكل في المناطق التي تربى فيها الحيوانات.
ومع ذلك، فلا يجب اعتبار هذه الإجراءات بديلًاعن أخذ لقاح حمى كيو.
نصائح مهمة في أثناء الحمل
من المهم تجنب التماس المباشر مع الأغنام وصغارها خلال موسم الحمل، وذلك من كانون الثاني حتى نيسان.
عدم لمس أي شيء كان قريبًا من الأغنام وصغارها، كالقفازات والأحذية.
غالبًا لن تظهر أية أعراض لدى المرأة الحامل المصابة بحمى كيو، لذلك فمن الأفضل تجنب أي خطر. كما أن خطر الإصابة بداء المقوسات من الأغنام وصغارها قائم أيضًا في موسم الحمل.
تشخيص حمى كيو
يعتمد الشك الأولي في تشخيص حمى كيو على الأعراض، والتأكد من التماس مع البكتيريا في الأسابيع الستة السابقة. ويجب التأكد من أن الطبيب يعلم إذا كان المريض ينتمي إلى إحدى مجموعات الخطر المذكورة سابقًا.
تُطلب اختبارات الدم مع إعادة الاختبار بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من بدء الأعراض لتأكيد التشخيص.
تجب مراجعة الطبيب عند الشك بالإصابة بحمى كيو في الحالات التالية:
- إذا كانت المريضة امرأةً حامل، فقد تسبب حمى كيو إجهاضًا ومضاعفات خطيرة إذا انتقلت إلى الجنين، خاصةً إذا كانت الإصابة في بداية الحمل.
- إذا كان المريض ذا مناعة ضعيفة، على سبيل المثال، في حالة زراعة الأعضاء أو العلاج الكيميائي، ففي هذه الحالة قد تؤثر العدوى على عيون المريض أو دماغه.
- إذا كان المريض مصابًا بداء قلبي صمامي (أي عندما يكون صمام قلبي واحد أو أكثر مريض أو تالف).
وكما ذكرنا سابقًا، فإن حمى كيو غير ضارة عادةً، لكنها قد تسبب مشكلات خطيرة في حالات نادرة.
علاج حمى كيو
إذا شك الطبيب أن المريض مصاب بحمى كيو، فقد يطلب فحص دم للتأكد من وجود عدوى. وإذا كان اختبار حمى كيو إيجابيًا لدى امرأة حامل، فقد يطلب المزيد من الفحوص ليرى إذا كان الجنين مصابًا أم لا، وهذه الحالة نادرة جدًا.
قد يصف الطبيب جرعة من المضادات الحيوية لمدة أسبوع أو أسبوعين إذا اشتدت أعراض المريض أو إذا لم يتحسن، ومن المهم أن ينهي المريض جرعة المضادات الحيوية كلها حتى لو بدأ بالتحسن.
قد يؤدي العلاج المبكر بالمضادات الحيوية إلى تعافٍ أسرع، وتقليل خطر حدوث المضاعفات على المدى الطويل.
من الضروري السعي للحصول على رعاية طبية مبكرة إذا ظهرت لدى الشخص أعراض حمى كيو أو إذا كان ينتمي لإحدى المجموعات المعرضة لخطر الإصابة.
قد تتطلب عدوى حمى كيو المزمنة تناول مضادات حيوية طويلة الأمد.
استجابة الصحة العامة
يجب على المختبرات إخبار وحدة الصحة العامة بأي حالات إصابة مؤكدة بحمى كيو. ويحقق موظفو وحدة الصحة العامة في كل حالة لتحديد المصدر المحتمل للعدوى، ولتحديد الأشخاص الآخرين المعرضين لخطر الإصابة، وللتأكد من إجراءات السيطرة، ولتوفير المعلومات اللازمة عن الحالات أيضًا.
اقرأ أيضًا:
حمى الخنادق أو عدوى البرتونيلة الخماسية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
لقاح الحمى الصفراء: من ومتى يجب أخذه وما أعراضه الجانبية؟
ترجمة: حلا بلال
تدقيق: هزار التركاوي