ظهرت مؤخرًا إعلانات تدعو إلى التخلي عن استخدام النظارات الطبية وممارسة تمارين العين لتحسين عملها وتقوية عضلاتها.
تشمل هذه التمارين: تمارين الضغط، وتغطية العين بباطن الكف، وتمارين تحريك العين، وإجبار العين على القراءة باستخدام نظارات بوصفة غير صحيحة لتدريب العين الكسولة على التركيز.
يمكن القول إن ما من دراسة تقدم حتى الآن دليلًا قويًا على أن هذه التمارين تؤدي إلى التخلي عن النظارات الطبية، أو إنها تقدم فوائد طويلة الأمد، إذ إن العلم ببساطة غير كافٍ في هذا الصدد.
ماذا يقول العلم؟
لا وجود لدليل ملموس على فائدة تمارين العين في تحسين الأمراض التي تصيبها، بما في ذلك الأمراض الشائعة؛ مثلًا: قصر النظر، إذ يعاني المريض الحسير اضطراب رؤية الأجسام البعيدة، أما الأجسام القريبة فتكون واضحة، كذلك الأمر فإن هذه التمارين لا تحسن حالة طول النظر التي يعاني فيها المريض اضطراب رؤية الأجسام القريبة، وذلك على عكس الأجسام البعيدة التي تكون واضحة.
لا فائدة من تمارين كرة العين في علاج طول النظر الشيخي، إذ إنها لا تلغي الحاجة لنظارات القراءة في سن الأربعين.
في حالة طول النظر الشيخي، لا يعاني المريض طول نظر ولا قصر نظر، ولا يحتاج إلى نظارات طبية، لكن مع مرور الزمن، تتصلب عدسة العين، حينها تواجه العين صعوبة في التركيز على الكتابة الصغيرة، ويستمر هذا التدهور مع تقدم العمر، ومعه تزداد الحاجة إلى استخدام نظارات القراءة، ويبقى الدليل على أن تمارين العين تقلل الحاجة إلى نظارات القراءة، محدودًا للغاية.
تطور الرؤية عند الأطفال:
يجب أن يخضع جميع الأطفال لفحص أولي للعين خلال فترة الرضاعة، ثم مرة أخرى بعمر 6-12 شهرًا، ويجرى فحص ثالث بعمر 1-3 سنوات، يليه فحص أكثر شمولًا بعمر 3-5 سنوات، للتحقق من انحراف محور العين وصحتها، واحتمال الحاجة إلى النظارات.
إن تجاهل انحراف محور العين، أو عدم توفير النظارات التي يحتاج إليها الطفل، يؤدي إلى تطور بصري غير طبيعي أو الغمش، ويؤدي إلى عين ضعيفة وكسولة.
يمكن إبطاء تطور قصر النظر عند الأطفال بأخذ استراحات وتجنب الجلوس لساعات طويلة أمام الجوال أو الحاسوب. وقد يساعد تقليل وقت القراءة من قرب خارج أوقات المدرسة على إبطاء تطور قصر النظر.
قد يسبب قضاء وقت طويل أمام الشاشة إجهاد العين وجفافها، لذلك يُوصى باتباع قاعدة 20-20-20 المتضمنة: أخذ استراحة لمدة 20 ثانية كل 20 دقيقة، والنظر لمسافة 20 قدمًا بعيدًا عن الجهاز من أجل إراحة العين.
قد يساعد استخدام الدموع الصناعية التي تُباع دون وصفة طبية من الصيدليات، في تخفيف جفاف العين. وقضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق يعود بالفائدة على صحة العينين، وقد ارتبط ذلك بانخفاض حالات قصر النظر في الطفولة.
يُحذَر من النظر مباشرةً نحو الشمس، ولو لفترة قصيرة، إذ إن ذلك قد يسبب تلفًا دائمًا في شبكية العين.
حاجبات الضوء الأزرق والمكملات الغذائية:
تدّعي إعلانات النظارات الحاجبة للضوء الأزرق أنها تمنع الصداع وإجهاد العين، وتحسن النوم، ولكن بعض الدراسات وجدت أن استخدام النظارات الحاجبة للضوء الأزرق لا يُحسن إجهاد العين. توجد دلائل محدودة أيضًا تشير إلى أن هذه النظارات تحسن الساعة البيولوجية عند الإنسان.
يجب الحذر من المكملات الغذائية أو العلاجات الطبيعية التي يُدّعى أنها علاج شامل لأي مشكلة عينية، إنها ادعاءات لا تمتلك دعمًا علميًا قويًا، ولا يوجد دليل على أن تلك المكملات والعلاجات تحسن الرؤية، أو تقلل ظهور الطافيات في العين، أو تلغي الحاجة للنظارات.
ينطبق الأمر نفسه على الادعاءات التي تزعم أن الزيوت الأساسية أو غيرها من المواد الموضعية قد تحسن الرؤية، إذ رُوِّج سابقًا لحمض الأوميغا 3 علاجًا لجفاف العين، وما من دليل قوي يدعم ذلك، لكن هذا الأمر لا يقلل من فوائدها الصحية.
أظهرت دراسة واحدة تباطؤ تطور تلف الشبكية المركزية المرتبط بالعمر عند بعض المرضى، وذلك بعد استخدام فيتامينات بدون وصفة طبية؛ وبالتحديد الصيغة AREDS2، لكن لم تكن هذه الفيتامينات فعالة عند المرضى الذين لديهم علامات مبكرة، أو عند الذين لا تظهر لديهم علامات المرض.
ماذا ينفع العين؟
توجد حالات عينية قد تتطلب العلاج البصري؛ مثل: انحراف محور العين وقصور التقارب، التي قد تنتج مشكلات مثل الشفع أو ما يسمى الرؤية المزدوجة.
يتعين معالجة هذه الحالات بطريقة أفضل من قبل طبيب عينية ولا علاقة لها بالحاجة لنظارات القراءة أو الرؤية البعيدة.
لتعزيز صحة العين العامة، قد تساعد الحمية الغنية بالخضراوات وغيرها من الأطعمة الصحية في تقليل حدوث بعض الأمراض العينية.
تُظهر بعض الدراسات أن ممارسة التمارين الرياضية تقلل خطر حدوث زرق العين أو الضمور البقعي المرتبط بالعمر.
يرتبط تدخين السجائر بحدوث عدة أمراض عينية، مثل تنكس الشبكية البقعي المرتبط بالعمر، لذلك إن الإقلاع عن التدخين أمر بالغ الأهمية.
في الختام، يُنصح بعدم فرك العينين؛ لأنه قد يزيد تهيج كرة العين، ويُنصح أيضًا بإزالة المكياج في الليل فذلك يساعد في تقليل تهيج الأجفان.
يجب عدم النوم أيضًا قبل رفع العدسات اللاصقة، فقد يؤدي ذلك إلى التهابات في القرنية وغيرها من الحالات التي تلحق الضرر بالبصر.
اقرأ أيضًا:
ما أسباب رؤية أضواء الشوارع بصورة ضبابية (الرؤية الهالية)؟
طريقة جديدة لتنشيط الخلايا الهاجعة في الشبكية يمكنها استعادة الرؤية
ترجمة: حسن السعيد
تدقيق: نور حمود