يتكون اللسان من عدد كبير من العضلات، التي يتجلى دور بعضها في إعطاء اللسان شكله وحركته، وهو مغطى بأغشية متخصصة تحوي عددًا من الحليمات الصغيرة الضرورية لحاسة الذوق. تتحسس الحليمات السابقة قوام الأطعمة ومذاقها.

لا تقتصر وظيفة اللسان على حاسة الذوق ودوره في ابتلاع الطعام، بل يساعد مظهر اللسان ولونه على الكشف عن الحالة الصحية العامة للفرد.

تغير لون اللسان:

قد يتحول لون اللسان من الطبيعي إلى مجموعة متنوعة من الألوان.

يشكل اللسان أحمر اللون خير مثال. يطلق أحيانًا على اللسان الملتهب المتورّم ذي اللون الأحمر القاني اسم لسان الفراولة. تتورم الحليمات الذوقية معطية مظهر النقاط على سطح اللسان.

قد تبدأ الحالة بظهور طبقة بيضاء على اللسان، ما يعطيه مظهر الفراولة غير الناضجة تمامًا، ثم تتساقط الطبقة البيضاء ليظهر اللسان باللون الأحمر القاني.

قد يظن الناس أن حالة لسان الفراولة لا تستدعي القلق، وذلك نظرًا لاسمها اللطيف، لكن ينبغي التعامل معها بكل جدية. يتمثل التشخيص الأولي في هذه الحالة بالحمى القرمزية، التي تنتج عن الإصابة ببكتيريا شديدة العدوى تسمى المكورات العقدية المقيحة، لكنها قابلة للعلاج بالمضادات الحيوية. مع ذلك، قد تتطور الحمى القرمزية غير المعالجة مسببةً مضاعفات مثل الحمى الرثوية.

قد يدل لسان الفراولة أيضًا على الإصابة بمرض كاواساكي، وهو اضطراب التهابي خطير يُلاحظ غالبًا بين الأطفال. ينبغي أيضًا تشخيص مرض كاواساكي وعلاجه في المستشفى بأسرع وقت ممكن.

قد يُلاحظ لسان الفراولة إضافة إلى ما سبق في متلازمة الصدمة السمية، وهي حالة نادرة وطارئة ومهددة للحياة. تحدث نتيجة غزو أحد أنواع البكتيريا الموجودة طبيعيًا على الجلد، محررةً بداخله سمومها الضارة.

تتضمن أعراض متلازمة الصدمة السمية أيضًا كلًا من الحمى الشديدة، والآلام العضلية، وطفح sandpaper rash المميز للمتلازمة. تدل الأمراض السابقة على ضرورة عدم تجاهل لسان الفراولة الأحمر والكشف عن الاضطراب المسبب له بسرعة.

قد يتغير لون اللسان إلى الأبيض، أو حتى إلى الأسود. يسبب داء المبيضات أو القلاع، تغير لون اللسان إلى الأبيض. وهناك اضطراب آخر باللسان يسمى أسود الزغابات، الذي تزداد فيه الحليمات الذوقية الصغيرة طولًا معطية شكل الشعيرات. ينتج الاضطراب السابق عن التدخين، وجفاف الفم، وسوء نظافته والعناية به.

قد يتغير لون اللسان أحيانًا إلى الأزرق، وتسمى الحالة بالزرقة المركزية، وتُعد اضطرابًا خطيرًا ينجم عنه تلون الفم أو اللسان أو الوجه باللون الأزرق، بسبب قلة أكسجة الدم أو ضعف الدورة الدموية.

تظهر الزرقة المركزية نتيجة وجود اضطرابات في القلب أو الرئتين، وقد يسببه أيضًا التواجد على ارتفاعات عالية. تدل هذه العلامة على حالة طارئة أيضًا تستدعي مراجعة الطوارئ بأسرع ما يمكن.

اللسان الجغرافي:

لا تقتصر التغيرات التي قد تطرأ على اللسان على اختلاف لونه بين الأحمر والأبيض والأسود والأزرق، بل قد يتغير شكله جذريًا.

يمثل اللسان الجغرافي خير مثال على ذلك، إذ يتحول الجزء العلوي من اللسان الحاوي على الحليمات الذوقية خشنة الملمس، إلى بقع من النسيج الأملس أحمر اللون. يبدو اللسان وكأنه خريطة العالم. يتميز هذا الاضطراب بتغير مظهر اللسان باستمرار، إذ تختفي البقع الملساء السابقة ثم تعاود الظهور.

يوجد عدد قليل من الأعراض الموجهة للإصابة باللسان الجغرافي، إذ يعاني بعض المرضى من تهيج سطح اللسان أو الإحساس بالاحتراق. يعد الاضطراب السابق مرضًا حميدًا غير خبيث، وهو أكثر شيوعًا من المتوقع، إذ يصيب نحو 1% إلى 3% من السكان.

قد يساعد تشخيص اللسان الجغرافي على تشخيص بعض الاضطرابات الأخرى المرتبطة بظهوره أيضًا، فقد أثبت علميًا ارتباطه بكل من الصدفية، وأمراض الحساسية والربو والسكري، إلا أن الروابط بين بعض الأمراض السابقة واللسان الجغرافي أقوى من غيرها.

تصحيح بعض الخرافات حول اللسان:

مع كل ما سبق، توجد بعض الأمور التي لا يستطيع اللسان الكشف عنها، بالإضافة إلى بعض الادعاءات التي لم تثبت علميًا بشكل كامل حتى الآن.

يمتلك معظم الناس على سبيل المثال شقًا واحدًا أو اثنين على ألسنتهم، ويقع الشق غالبًا في منتصف اللسان. يعد تغير طول وموقع هذا الشق بين الناس أمرًا عاديًا. يملك بعض الناس مع ذلك شقوقًا أكثر عددًا أو عمقًا حتى. تسمى الحالة السابقة باللسان المشقوق، ويعتقد بوجود رابط بينه وبين اللسان الجغرافي.

تشير بعض الادعاءات إلى ارتباط صفات شقوق اللسان بنقص الفيتامينات أو الحديد على سبيل المثال، بالإضافة إلى ارتباطه بجفاف الفم والتدخين.

تختلف قوة الترابط بين العوامل السابقة وشقوق اللسان بناءً على الإثباتات العلمية الموجودة حتى الآن.

تدرّس أيضًا إحدى الخرافات الخاطئة حول الفم في المدارس حاليًا، إذ تكمن المشكلة في انتشارها المتزايد. تدّعي الخرافة أن اللسان يقسم إلى عدة مناطق يتحسس كل منها نوعًا مختلفًا من الأذواق والأطعمة، إذ تتوضع منطقة تذوق الطعم الحلو على سبيل المثال في مقدمة اللسان، والمر في نهايته الخلفية.

لا يمت الكلام السابق للحقيقة بصلة. يفسر ذلك بأن جميع الحليمات تقريبًا تحوي على عضيات التذوق، ما عدا النوع الصغير منها الذي يسمى الحليمات الخيطية. يعني ذلك أن الطعام يمكن تذوقه بأنواعه المختلفة من جميع مناطق اللسان. لا تشمل الخرافة السابقة إضافة إلى ذلك النوع الخامس للطعام وهو الأومامي. تشتق الكلمة السابقة من اللغة اليابانية، والتي تعني الطعام اللذيذ. تطلق صفة الأومامي على الطعام المالح، مثل جبنة البارميزان، واللحوم الشهية، والطماطم.

لا يقسم اللسان على ذلك إلى مناطق متخصصة بتذوق الأطعمة، إلا أنه يشكل وسيلة في غاية الأهمية قد يتمكن الأطباء من خلالها تشخيص الإصابة بمجموعة واسعة من الاضطرابات.

اقرأ أيضًا:

ما فوائد تنظيف اللسان؟

ضخامة اللسان: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: رهف وقّاف

تدقيق: نور حمود

المصدر