أعلنت وكالة ناسا عن الانتهاء من مرحلة التصميم الأولي لمشروع طاقة السطح الانشطارية، وتعمل وكالة الفضاء بنشاط على بناء مصدر طاقة مستقر للمستعمرات القمرية المستقبلية. تتيح دراسة طاقة السطح الانشطارية القدرة على استدامة العمليات على القمر، وكذلك على المريخ في المستقبل.
رصدت وكالة ناسا في عام 2022 خمسة ملايين دولار، وهي قيمة ثلاثة عقود لشركاء الصناعة لتطوير تصاميم تصورية لمفاعلات الانشطار النووي الصغيرة لنشرها على القمر.
قالت ترودي كورتيس، مديرة برنامج شرح البعثات التكنولوجية داخل مديرية بعثات تكنولوجيا الفضاء التابعة لناسا في مقرها في واشنطن: «علينا توضيح فكرة أن وجود مصدر للطاقة النووية على القمر هو خيار آمن ونظيف وموثوق».
أضافت: «يمثل الليل القمري تحديًا من الناحية التقنية، لذا فإن وجود مصدر للطاقة يعمل باستقلالية عن الشمس مثل هذا المفاعل النووي، يُعد خيارًا متاحًا للاستكشاف على القمر، وللجهود العلمية على سطحه على المدى الطويل».
المواصفات الرئيسية للتصميم:
ألقت وكالة ناسا الضوء على أنه يجب أن يشمل التصميم الأولي أنظمة تحويل الطاقة في المفاعل، وآليات منع الحرارة الزائدة، وأيضًا أنظمة إدارة الطاقة وتوزيعها. أبقت وكالة ناسا على مرونة التصميم، وجعلته متاحًا للتطوير من أجل تشجيع الأفكار التكنولوجية المبتكرة من شركائها التجاريين.
قالت ليندسي كالدون، مديرة مشروع طاقة السطح الانشطارية في مركز غلين للأبحاث التابع لناسا في كليفلاند NASA’s Glenn Research Center in Cleveland: «لم نطلب من شركائنا الكثير من المتطلبات عن قصد لأننا أردناهم أن يفكروا خارج الصندوق».
تقتضي المواصفات الإضافية المحددة لنموذج المفاعل أن يكون وزنه أقل من ستة أطنان مترية، وله القدرة على توليد 40 كيلووات من الطاقة الكهربائية. سيكون هذا القدر من الكهرباء كافيًا لأغراض العرض التوضيحي، مع توفر طاقة إضافية لتشغيل المنازل القمرية، أو المركبات الجوالة، أو شبكات الطاقة الاحتياطية، أو المهام البحثية.
وفقًا لبيان ناسا أن بمقدور 40 كيلووات من الكهرباء توفير الطاقة لنحو 33 منزلًا في الولايات المتحدة، وشددت ناسا على شركائها وبوضوح لتصميم مفاعل يمكنه العمل باستقلالية مدة عشر سنوات دون تدخل بشري، وركزت طريقة التصميم على اعتبارات السلامة، خاصة فيما يتعلق بجرعة الإشعاع والحماية منه.
تخطط ناسا لوجود مستدام على القمر ثم على المريخ. ستكون الطاقة الآمنة والفعالة والموثوقة هي المفتاح للاستكشاف بواسطة الروبوتات أو البشر في المستقبل.
الإطلاق المتوقع سيكون في ثلاثينيات القرن الحالي:
إن وجود مصدر طاقة مستقل عن الشمس يُعد أمرًا بالغ الأهمية للاستكشاف الموسع، والجهد العلمي أيضًا، نظرًا إلى التحديات التقنية التي تفرضها الليالي القمرية التي تستمر 14 يومًا ونصف اليوم بحسابات اليوم الأرضي، ومن ثم يمكن لنظام الطاقة النووية أن يثبت كفاءته مصدرًا للطاقة إذا رُكّب في المناطق دائمة الظلام على القمر، وأنه قادر على العمل باستمرار طوال الليالي القمرية الطويلة والقاسية.
أفادت كالدون في البيان الصحفي: «حصلنا على الكثير من المعلومات من الشركاء الثلاثة. سيتعين علينا أن نأخذ بعض الوقت لمعالجة كل شيء، ونرى ما الذي يبدو معقولًا وقابلًا للتطبيق في المرحلة الثانية من المشروع، ونحصل على أفضل ما في المرحلة الأولى من نجاحات؛ كي نستطيع وضع المتطلبات اللازمة لتصميم نظام أقل خطورة للمضي قدمًا، وبعد الانتهاء من المرحلة الثانية في عام 2025، حددنا الجدول الزمني المتوقع لتسليم هذا المفاعل إلى منصة الإطلاق ليكون على سطح القمر في أوائل ثلاثينيات القرن الحالي».
اقرأ أيضًا:
بريطانيا تنوي استثمار 3 ملايين دولار في مشروعات إنتاج الطاقة النووية على سطح القمر!
صاروخ ناسا الفضائي ذي الدفع النووي يمكنه الوصول إلى المريخ خلال 45 يومًا
ترجمة: عمرو أحمد
تدقيق: جعفر الجزيري
مراجعة: هادية أحمد زكي