إذا تعرض الشخص للسعة النحل، فيجب إزالة اللسعة بهدوء، وغسل المنطقة المصابة، ثمّ استخدام الثلج لتقليل التورم. قد تساعد العلاجات المنزلية أيضًا، ولكن يجب طلب العناية الطبية الفورية إذا كان هناك علامات على الحساسية المفرطة.
تشكّل لسعة النحل إزعاجًا لمعظم الناس وقد تسبب ألمًا مؤقتًا واحمرارًا وحكةً في موضع اللسعة، ولكنها لا تسبّب مضاعفات خطيرة.
تُعالج معظم لسعات النحل في المنزل ما لم يعاني الشخص حساسية من سم النحل أو رد فعل تحسسي شديد.
إضافة إلى الإسعافات الأولية الأساسية، يُعتقد منذ فترة طويلة أن بعض العلاجات المنزلية تهدّئ البشرة الملتهبة وتقلل من الحكة، مثل: وضع العسل أو نبات بندق الساحرة أو معجون الأسنان.
يفصّل هذا المقال العلاجات الطبية التقليدية للسعة نحل العسل، والأساليب الشائعة لتخفيف أعراض اللسعة في المنزل، وكيفية التعرف على ردة الفعل التحسسية.
العلاجات التقليدية للسعة النحل
فيما يلي أهم خطوات الإسعافات الأولية للسعة نحل العسل:
- إزالة اللسعة بسرعة.
- غسل المنطقة بالماء والصابون.
- تجنب الحكة؛ لأنها قد تؤدي إلى العدوى.
وجدت الأبحاث أن أهم شيء هو إزالة اللسعة سريعًا؛ لأنها تستمر في بخ السم ما دامت عالقة في الجلد.
يُنصح عادة بتنظيف اللسعة أو إزالتها باستخدام قطعة من الشاش أو بالأظفار.
يُعد سحبها للخارج ليس الحل الأمثل، لكنه قد يكون ضروريًا.
قد تساعد الأساليب الموثوقة التالية في علاج لسعة النحل وتقليل الانزعاج:
1. الثلج:
تقلل الكمادات الباردة من الألم والتورم، إذ تحد من تدفق الدم إلى المنطقة.
من المهم عدم وضع الثلج مباشرة على الجلد، لأنه قد يحرقه.
يجب وضع الثلج مدة 20 دقيقة أو أقل.
2. مضادات الالتهاب:
قد يقلّل تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل إيبوبروفين من الالتهاب ويُخفّف الألم.
يمكن أيضًا علاج الحكة والاحمرار باستخدام كريم الهيدروكورتيزون أو غسول الكالامين.
3. مضادات الهيستامين:
إن تناول مضادات الهيستامين عبر الفم مثل زيرتيك أو بينادريل، قد يخفف من الحكة والتورم. تهدئ مضادات الهيستامين الاستجابة التحسسية لجهاز المناعة.
عند ظهور أعراض تفوق ردة الفعل التحسسية الخفيفة يجب استشارة الطبيب على الفور.
ماذا يحدث للنحلة بعد أن تلسع؟
إنّ إناث نحل العسل فقط مَن يلسعن، فعندما تلسع النحلة شخصًا ما فإن اللسعة تستقر في الجلد، ما يؤدي إلى موت نحل العسل في النهاية؛ لأن إطلاق اللسعة يمزق أيضًا الجزء السفلي من جسم النحلة.
يُعد نحل العسل النوع الوحيد من النحل الذي يموت بعد أن يلسع، بينما الدبابير وأنواع أخرى من النحل -مثل نحل الخشب- لا تفقد لسعاتها، ما يعني أنها قادرة على اللسع أكثر من مرة.
النحل ليس عدوانيا بطبيعته؛ إذ يلسع النحل فقط عندما يتعرض لتهديد أو من أجل حماية خليته.
من المهم عدم التقاط نحل العسل أو مطاردته أو لمس خليتهم.
علاجات منزلية للسعة النحل
غالبًا ما تُعالج لسعات النحل بمزيج من الإسعافات الأولية التقليدية والعلاجات المنزلية.
لا تدعم الأبحاث العلمية العديد من العلاجات المنزلية الشائعة لأعراض لسعة النحل. مع ذلك، تتناقلها الأجيال وتحظى بشعبيتها.
لا ينبغي أن تسبّب العلاجات المنزلية مزيدًا من الألم أو أن تجعل اللدغة أسوأ.
في حالة حدوث ذلك، يجب التوقف عن استخدامها ثم يُنظّف الجرح بالماء والصابون، ولا يُعاد تكرارها.
1. العسل.
قد يساعد العسل في التئام الجروح والوقاية من العدوى.
يقلل العسل الطبي -مثل عسل المانوكا- الالتهاب ويتمتع بخصائص قوية مضادة للميكروبات، وقد يطرد البكتيريا والفطريات، ومن غير الواضح إذا ما كان العسل التقليدي يمتلك مثل هذه الآثار.
يُعتقد أيضًا أن العسل يطلق الأكسجين داخل الجروح للمساعدة على الشفاء وطرد الأنسجة الميتة.
في أثناء علاج لسعة النحل باستخدام العسل الطبي أو العسل المنزلي، توضع كمية صغيرة على المنطقة المصابة ثمّ تُغطّى الإصابة بضمادة فضفاضة وتُترك مدة تصل إلى ساعة.
2. صودا الخبز.
تُعد صودا الخبز مركبًا قلويًا، وهي بيكربونات الصوديوم النقي.
قد يساعد المعجون المصنوع من صودا الخبز والماء في علاج مجموعة متنوعة من لسعات الحشرات. يُعتقد أن صودا الخبز قد تبطل مفعول سم النحل، ما يقلل من الحكة والتورم.
تقدم مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC الوصفة التالية لمعجون صودا الخبز لتهدئة لدغات البعوض.
معظم الناس يستخدمونه أيضًا لعلاج لسعة النحل:
تُمزج ملعقة صغيرة من الماء مع ما يكفي من صودا الخبز لإعداد عجينة سميكة، ثمّ تُفرك العجينة على المنطقة المصابة وتُترك مدة 10 دقائق ثم تُشطف.
يقترح آخرون تغطية العجينة بضمادة لمساعدتها على التأثير وتركها مدة 15 دقيقة قبل غسلها.
3. معجون الأسنان.
لا يوجد دليل علمي حقيقي على أن معجون الأسنان قد يساعد في علاج لسعة النحل. مع ذلك، يدّعي الناس أن معجون الأسنان القلوي (درجة الحموضة العالية) يبطل مفعول سم نحل العسل الحمضي (درجة الحموضة المنخفضة). مع ذلك، إذا كان هذا صحيحا، لا يؤثر معجون الأسنان في سم الدبابير، إذ إنه قلوي أيضًا.
يُعتقد أن معجون الأسنان يسحب السم كما صودا الخبز، ويُقال أيضًا أن أنواع النعناع توفر تأثيرًا رائعًا ومهدئًا.
في كلتا الحالتين، يُعدّ معجون الأسنان علاجًا منزليًا غير مكلف وسهل المحاولة، إذ إن الأمر لا يتطلب سوى وضع قليل منه على المنطقة المصابة، ومسحها بعد 10 إلى 20 دقيقة.
4. خل التفاح.
يستخدم خل التفاح لمجموعة واسعة من أغراض الصحة والعافية، من تحسين حالات الجلد إلى المساعدة في إدارة مرض السكري.
مع أن الأبحاث لا تدعم جميع استخداماته، فإنه مضاد للبكتيريا مدعوم علميًا. يظن بعض الناس أن خل التفاح قد يبطل مفعول سم النحل ويمنع العدوى ويقلل الالتهاب.
يُنقع مكان لسعة النحل في خل التفاح المخفف مدة 15 دقيقة على الأقل، وقد تُبلّل أيضًا ضمادة أو قطعة قماش في الخل ثم تُوضع على مكان اللسعة. يجب التوقف عن استخدامه في حال سبّب أي تهيّج.
5. معجون الأسبرين.
يعدّ تطبيق الأسبرين الرطب -أو معجون الأسبرين- على مكان اللسعة علاج منزلي آخر طويل الأمد لتقليل الانزعاج من لسعة النحل. يُحضّر معجون الأسبرين عبر سحق قرص الأسبرين غير الملبس وخلطه مع الماء حتى يشكّل عجينة. مع ذلك، إنّ تطبيق الأسبرين موضعيًا على لسعات النحل أو الدبابير لم يصمد عند اختباره. في الواقع، زاد معجون الأسبرين من الاحمرار بين المشاركين ولم يقلل من مدة التورم أو الألم.
حُدّد الثلج ليكون علاجًا أكثر فعالية.
6. المستخلصات النباتية والزيوت الأساسية.
ترتبط هذه الأدوية الموضعية بطبيعة الحال مع التئام الجروح، وقد تخفّف أعراض لسعة النحل.
تشير الأبحاث إلى أن الصبّار وبندق الساحرة يمتلكان خصائص مضادة للالتهابات. غالبًا ما يظهران بصفتهما مكونات في عديد من منتجات العناية بالبشرة وغيرها من المواد الموضعية لالتئام الجروح.
فيما يلي بعض العلاجات الطبيعية للسعة النحل:
- يُستخدم الصبار لأغراض متنوعة من ضمنها تلطيف البشرة المتهيجة، فيستطيع الشخص شراء الجل أو صنعه يدويًا إذا كان يمتلك نبات الصبار، إذ تُقطع ورقة منه ويوضع الجل مباشرة على المنطقة المصابة.
- بندق الساحرة: مطهّر طبيعي، ويُعدّ علاجًا منزليًا للدغات الحشرات ولسعات النحل، فقد يمنع العدوى ويقلل من التورم والألم.
يوضع البندق (يأتي كسائل صاف) مباشرة على لسعة النحل حسب الحاجة.
- كريم عشبة الآذريون (القطيفة): مطهر يُستخدم لعلاج الجروح الطفيفة ويُخفّف تهيج الجلد.
يوضع الكريم مباشرة على موقع اللسعة وتُغطّى بضمادة.
- زيت اللافندر: يُعد مضادًا للالتهابات وقد يخفّف من التورم. يُمزج الزيت العطري بزيت آخر، مثل جوز الهند أو زيت الزيتون، ثمّ يوضع بضع قطرات من الخليط على موقع اللسعة.
- زيت شجرة الشاي: مطهر طبيعي، قد يخفف من آلام لسعة النحل ويمنع العدوى. يُمزج مع زيت آخر وتُوضع قطرة على مكان اللسعة.
رد الفعل التحسسي للسعة النحل
إنّ معظم الأشخاص الذين تعرضوا للسعة نحلة العسل لا يعانون أي أعراض جسدية بصرف النظر عن عدم الراحة في مكان اللسعة.
قد تسبب تفاعلات الحساسية الخفيفة زيادة التورم والاحمرار في مكان اللسعة.
إذا كان الشخص يعاني حساسية شديدة من سم النحل، أو إذا تعرض للّسع عدة مرات، قد تسبب لسعات النحل ردة فعل تحسسية أكثر خطورة.
أفادت تقارير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أنه قد توفي بين عامي 2000 و2017، 62 أمريكيًا في المتوسط سنويًا؛ بسبب لسعات الدبابير والنحل.
في مثل هذه الحالات النادرة، قد تسبب لسعة النحل رد فعل تحسسي يهدد الحياة يسمى الحساسية المفرطة، إذ يحدث هذا عندما يبالغ الجهاز المناعي في ردة فعله تجاه محفز الحساسية، ويُدخل الجسم في حالة طوارئ.
قد تبدأ الأعراض بالظهور في غضون دقائق، أو قد تستغرق ما يصل إلى نصف ساعة.
تُعد الحساسية المفرطة حالة طبية طارئة وتتطلب دخول المستشفى.
وفقًا للكلية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة (AAAAI)، تشمل الأعراض الرئيسية للحساسية المفرطة نتيجة لسعة النحل ما يأتي:
- خلايا النحل أو الشرى (كدمات حمراء وحكة على الجلد).
- احمرار أو شحوب في الوجه.
- تورّم اللسان والحلق.
- صعوبة في التنفس.
- السعال أو الصفير.
- غثيان وتقيؤ.
- تقلصات المعدة.
- إسهال.
- دوار.
- فقدان الوعي.
العلاج الطارئ لردات الفعل التحسسية
هذا يشمل الأدوية والأساليب الطبية الأخرى:
- الإبينفرين: إذا كان الشخص قد تعرض لصدمة الحساسية بعد لسعة النحل في الماضي، فسيحتاج إلى حمل «قلم إبينفرين الآلي» معه في جميع الأوقات. يقدم القلم حقنة من الإبينفرين (الأدرينالين)، الذي يقاوم استجابة الجسم التحسسية، ويفتح المسالك الهوائية ويساعد على استقرار ضغط الدم.
- الأكسجين: في المستشفى، يمكن استخدام العلاج بالأكسجين للمساعدة على التنفس.
- مضادات الهيستامين عبر الوريد: يمكن إعطاء مضادات الهيستامين مثل ديفينهيدرامين وبروميثازين عبر الوريد لتهدئة الجهاز المناعي.
يقلل الهيستامين من المواد الموجودة في الدم التي تسبب أعراض الحساسية.
- الكورتيكوستيرويدات (الستيرويدات القشرية): تؤخذ عبر الفم والحقن، تحاكي هذه الفئة من الأدوية الكورتيزول، وهو هرمون طبيعي ينظم الكثير من الآليات البيولوجية في الجسم. تعمل الستيرويدات القشرية على خفض نشاط الجهاز المناعي وتخفيف الالتهاب.
إذا تعرض الشخص للسعة النحل مرة أخرى، فإن استخدام قلم الحقن الآلي قد يمنع حدوث تفاعل تحسسي شديد، مع ذلك لا يزال المصاب بحاجة إلى الذهاب إلى المستشفى في هذه الحالة.
من المهم معرفة العائلة أو الأصدقاء أن الشخص يحمل قلم حقن الأدرينالين؛ كي يتمكنوا من إدارة حالة الطوارئ إذا لم يتمكن المصاب من ذلك. يحقن القلم في الفخذ عادة.
متى يجب زيارة الطبيب؟
تلتهب معظم لسعات النحل في مكان اللسعة لعدة ساعات، ثم تهدأ.
يجب أن تلتئم المنطقة تمامًا في غضون أيام قليلة، وإذا كان الشخص يعتقد أنه أو أحد أفراد أسرته يعانون ردة فعل تحسسية خطيرة من لسعة النحل، فيجب الاتصال بخدمات الطوارئ فورًا.
يمكن لأعراض الحساسية مثل صعوبة التنفس والنبض السريع أن تصبح مهددة للحياة بسرعة.
إن إعطاء الإبينفرين في أسرع وقت ممكن يقلل كثيرًا من خطر الوفاة.
إذا كان الشخص قلقًا بشأن ردة فعل تحسسية خفيفة، أو إذا كانت منطقة اللسعة لا تلتئم، فيجب الاتصال بالطبيب.
يندر إصابة موضع لسعة النحل بالعدوى، وقد يتطلب ذلك مضادات حيوية موضعية أو فموية.
اقرأ أيضًا:
ترجمة: شهد شيخ قروش
تدقيق: فاطمة جابر
مراجعة: عبد المنعم الحسين