ينوي جراح هندي إجراء عملية زراعة رحم مأخوذ من متبرعة لامرأة عابرة جنسيًا، على أمل أن يحدث الحمل ويستمر بالوصول بالجنين إلى وقت الولادة.
قد تبدو هذه العملية غير معقولة بالنسبة لمقدرات الطب حاليًا، لكن عمليات زراعة رحم لدى نساء كُنَّ إناثًا منذ الولادة قد نجحت بالفعل، إذ حدثت أول عملية إنجاب بعد الزراعة عام 2014. إضافةً إلى ذلك، حدثت ولادة طفل كانت الأولى من نوعها؛ عند سيدة وُلدت من دون رحم بسبب إصابتها بمتلازمة ماير-روكتنكاوسكي-كوستر-هاوزر (MRKH)، بعد عملية زراعة رحم مأخوذ من متبرعة متوفاة.
قالت الدكتورة ناريندرا كوشيك، المسؤولة عن معهد أولميك الجراحي للعبور الجنسي أن هذه الجراحة ستكون ممكنةً قريبًا، وستحسن من صحة وسعادة النساء العابرات جنسيًا اللواتي سيحصلن على رحم من المتبرعات. ورغم أن مجتمع العابرين والعابرات جنسيًا لم يدعم هذه الجراحة بدرجة كبيرة، فقد كشف استطلاع لنساء عابراتٍ أن 90% منهن يعتقدن أن زراعة رحم قد تحسن نوعية حياتهن وتخفف الأعراض المزعجة، وتزيد إحساسهن بالأنوثة.
قالت الدكتورة كوشيك: «تريد كل امرأة عابرة جنسيًا أن تكون أنثى قدر الإمكان، وهذا يشمل الأمومة، وزراعة الرحم هي الطريقة لفعل ذلك».
وأضافت: «هذا هو المستقبل. لا نستطيع التوقع بدقة متى سيحدث ذلك، لكنه سيحدث قريبًا جدًا. نحن نخطط للأمر ومتفائلون بشدة بشأن النتائج».
يمكن أخذ الرحم المستخدم في العملية من متبرعة متوفاة، أو من رجل عابر جنسيًا على قيد الحياة. يعتقد الخبراء حسب دراسة منشورة في The National Center for Biotechnology Information عام 2019، أن تلقي طعم رحمي مهبلي من متبرعة متوفاة هو أكثر الخيارات أمانًا من بين الخيارات المتاحة، فهذه الطريقة تقلل مدة الجراحة والاختلاطات الأخرى المتوقعة عند المتلقية، إضافة إلى انخفاض الخطر الواضح من جهة المتبرع (نظرًا إلى أن المتبرعة متوفاة أصلًا).
قال الفريق: «رغم عدد الاعتبارات التشريحية والهرمونية المتعلقة بالخصوبة والولادة التي تستدعي الانتباه، لا توجد حجة سريرية دامغة ضد إجراء زراعة رحم في سياق جراحة إعادة تعيين الجنس. على أية حال، تتطلب عملية الحصول على الطعم جراحة جذرية بدرجة كبيرة، متضمنة الحصول على كُفة مهبلية أطول وتسليخ رباطي زائد، وهذا قد يجعل استخدام الطعم من متبرعة متوفاة ضروريًا».
أضاف الفريق أن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث على الحيوانات، لتحديد إمكانية إتمام الحمل والإنجاب لدى الأنثى بعد إجراء زراعة رحم.
عمومًا؛ ومثل كل الجراحات لا تخلو هذه الجراحة من المخاطر، إذ كانت هناك محاولات سابقة للقيام بها. فقد أجريت المحاولة الأولى لزراعة رحم لامرأة عام 1931 لدى ليلي إلبي؛ رسامة وامرأة عابرة جنسيًا. ماتت ليلي بعد ثلاثة أشهر إثر نوبة قلبية تالية لإنتان أصيبت به خلال العملية.
حاليًا، لا تسمح معايير مونتريال للجدوى الأخلاقية (وهي مجموعة توجيهات للأطباء والعاملين الصحيين متعلقة بإجراء عملية زراعة رحم) بزراعة رحم لدى نساء عابراتٍ جنسيًا، بسبب مخاوف تخص سلامتهن بالدرجة الأولى.
قالت الدكتورة أمل الغراني، الأستاذة في علم القانون في جامعة ليفربول والعاملة سابقًا في المجلس الطبي العام في المملكة المتحدة: «تتضمن المشاكل الطبية المتعلقة بزراعة رحم لدى النساء اللواتي لم يكنَّ إناثًا عند الولادة، إنشاء توعية رحمية كافية من الصفر والحاجة للإعاضة الهرمونية المناسبة لاستدامة الزراعة والحمل، إضافة إلى توضع الرحم في حوض غير أنثوي».
وأضافت: «تقتضي هذه الاعتبارات الفريدة من نوعها فشل زراعة الرحم عند الذكور المولودين ذكورًا، أو الإناث العابرات جنسيًا في تحقيق الشرط الأول من معايير مور للابتكار الجراحي، التي تتطلب أن يكون للعمليات الجراحية الجديدة خلفية كافية من الأبحاث والدراسات. وعلى هذا الأساس استبعدت معايير مونتريال الإناث غير المولودات إناثًا من تلقي الرحم في عملية الزراعة».
لم تحدد الدكتورة ناريندرا كوشيك جدولًا زمنيًا لإجراء العملية بعد، وتشير إلى أن العملية تقتضي من المتلقية إجراء إخصاب مساعد في المختبر IVF لحدوث الحمل، بما أن الرحم لن يكون مرتبطًا عن طريق البوقين بالمهبل. قد تواجه النساء العابرات جنسيًا اختلاطًا آخر بعد هذه العملية، لأن الحوض لديهن أضيق من الحوض لدى النساء المولودات إناثًا، واتساع الحوض يساعد في عملية الولادة. على أية حال، يمكن اللجوء للولادة القيصرية بصفتها خيارًا لتلافي أية اختلاطات، كما يجري اتباعها لدى النساء المولودات إناثًا.
اقرأ أيضًا:
للمرة الأولى: عملية زراعة رحم من متبرعة على قيد الحياة في تكساس، هل نجحت؟
أمل جديد في مجال زراعة الرحم والقدرة على الإنجاب
ترجمة: حاتم نظام
تدقيق: جنى الغضبان