بإمكان المعالجة بالإبر الدقيقة المساعدة في إعادة نمو الشعر، لكن لأنواع معينة من تساقط الشعر فقط.
تُعتبر المعالجة بالإبر الدقيقة طريقة فعالة لتقليل مظهر الندوب والبقع الداكنة والتجاعيد على بشرتك. فهي إجراء غازي (جراحي بسيط) يُثير ببساطة استجابة الشفاء من الجروح التي بإمكانها مساعدة البشرة لأن تبدو أكثر شبابًا.
تُشير بعض الأدلة إلى أنّ المعالجة بالإبر الدقيقة، التي تُدعى أيضًا dermarolling يمكن أن تحفز نمو الشعر أيضًا.
هل تعيد المعالجة بالإبر الدقيقة نمو الشعر؟
تعمل المعالجة بالإبر الدقيقة بتحفيز بدء آليات الاستشفاء الطبيعية في البشرة. يقوم طبيب الأمراض الجلدية بتمرير جهاز به إبر دقيقة على البشرة، ما يتسبب بجروح صغيرة. يستجيب الجلد بإرسال المزيد من الدم إلى المنطقة وإعادة بناء الكولاجين لشفاء الجروح.
تحدث استجابة استشفاء الجروح هذه أيضًا على فروة الرأس، التي بإمكانها أن تساعد في إعادة نمو الشعر في بعض الحالات. يوضح اختصاصي الأمراض الجلدية الدكتور تايلور بولوك: «الإبر التي نستخدمها في عيادة طبيب الأمراض الجلدية طويلة بما يكفي للتأثير على بصيلات الشعر، فيبدأ الشعر بالنمو. يمكن أن يساعد تدفق الدم الإضافي والكولاجين وعملية استشفاء الجروح البصيلات على إنتاج شعر أكثر سماكة».
بإمكان المعالجة بالإبر الدقيقة أن تساعد أيضًا الأدوية الموضعية مثل المينوكسيديل المعروف بالاسم التجاري (Rogaine®) على اختراق فروة الرأس، ما قد يعزز آثارها.
يقول الدكتور بولوك: «يزيد المينوكسيديل من تدفق الدم إلى فروة الرأس مما يدفع الشعر إلى النمو بسماكة أكثر. يُعد استخدام الإبر الدقيقة مع المينوكسيديل أكثر فاعلية من أيّ من العلاجين على حدة، إذ تساعد الإبر على اختراق حاجز الجلد وتوصيل الدواء إلى مستوى أعمق» .
البدء بالتشخيص الصحيح
يُحذِّر الدكتور بولوك من المعالجة بالإبر الدقيقة إذ أنّها ليست حلًا سحريًا لكل أنواع ترقق الشعر. ويشير إلى أن «المعالجة بالإبر الدقيقة تساعد فقط في أنواع معينة من تساقط الشعر. في حال تساقط الشعر بسبب نقص الحديد، على سبيل المثال، فيجب تركيز الجهود على مكملات الحديد وإيجاد السبب الجذري للنقص في الحديد».
ما أنواع تساقط الشعر التي يمكن علاجها بالإبر الدقيقة؟
أظهرت الدراسات أنّ المعالجة بالإبر الدقيقة يمكن أن تعالج الحاصّة الأندروجينية (صلع نمط الذكور والإناث) وبعض حالات الثعلبة.
يقول الدكتور بولوك: «قد يُجري طبيب الأمراض الجلدية فحوصًا لمعرفة نوع تساقط الشعر. بعد ذلك، يمكن مناقشة سبب تساقط الشعر وكيفية علاجه بفاعلية».
لذلك، قبل أن إنفاق الوقت والمال على المعالجة بالإبر الدقيقة (أو أي علاج آخر لتساقط الشعر)، تجب مراجعة طبيب مختص بالأمراض الجلدية أولاً، إذ يمكن أن يحري تشخيصًا صحيحًا ويوصي بخيارات تناسب المريض.
المعالجة بالإبر الدقيقة بالمشاركة مع البلازما الغنية بالصفيحات لفقدان الشعر
حازَت المعالجة بالبلازما الغنية بالصفيحات–Platelet Rich Plasma التي تسمى (PRP) اختصارًا، على اهتمام كبير من الصحافة بوصفها علاجًا لتساقط الشعر.
يحقن مقدم الرعاية الصحية صفيحات من دم المريض تحت جلده لتحريض إنتاج المزيد من الكولاجين. وفي بعض الحالات، يستخدمها مقدمو الرعاية الصحية موضعيًا بالمشاركة مع المعالجة بالإبر الدقيقة للحصول على قوة تكثيف شعر إضافية.
بإمكان PRP المساعدة على إعادة نمو الشعر، عند استخدامها بالإضافة إلى العلاجات الاعتيادية لاضطرابات الشعر المُشخَّصة، يقول الدكتور بولوك: «مثل المعالجة بالإبر الدقيقة، الأدلة البحثية الموجودة حاليًا لا تدعم استعمال المعالجة بالبلازما الغنية بالصفيحات سوى لعلاج الحاصة الأندروجينية والثعلبة».
هل بالإمكان إجراء المعالجة بالإبر الدقيقة في المنزل؟
في حال معاناة ترقق الشعر، فمن المفيد الحصول على جهاز الإبر الدقيقة في المنزل حتى تتمكن من الحصول على نتائج فورية. لكن لا تُقارَن الأجهزة من المتاجر بعلاج الإبر الدقيقة الاحترافي.
يحذر الدكتور بولوك: «أجهزة الإبر الدقيقة في المنزل مختلفة تمامًا عن الأجهزة التي نستخدمها في عيادة طبيب الأمراض الجلدية. ففي العيادة، تُستخدم إبر أطول لها تأثير أقوى. غالبًا ما تكون الإبر التي تحصل عليها في جهاز منزلي أقل من عُشر طول ما نستخدمه» .
يمكن شراء جهاز dermaroller من إحدى الشركات الموثوقة، لكن يجب عدم توقع نتائج مساوية لأجهزة الإبر الدقيقة الاحترافية. يقول الدكتور بولوك: «قد تساعد الأجهزة المنزلية الأدوية على اختراق أفضل. لكن أجهزة dermarollers المنزلية لن تؤدي إلى إنتاج الكولاجين واستشفاء الجروح التي تحصل عليهما في المعالجة المُقدَّمة من طبيب الأمراض الجلدية».
مخاطر إجراء المعالجة بالإبر الدقيقة في المنزل
يوجد سبب يجعل الأجهزة المنزلية تستخدم إبرًا أقصر بكثير، فاستخدام جهاز مثل الذي يستعمله طبيب الأمراض الجلدية في المنزل ليس آمنًا.
يحذر الدكتور بولوك: «استخدام جهاز dermaroller المستعمل من قبل الاطباء في المنزل سيكون مؤلمًا للغاية، ويمكن أن يسبب تلفًا دائمًا للبشرة أو أن تُصاب بعدوى. يجب عدم استخدام هذه الأجهزة إلا من قبل مُقدم رعاية صحية مُختَص و مُدرَّب».
عندما يقوم طبيب الأمراض الجلدية بإجراء المعالجة بالإبر الدقيقة في العيادة، فإنه يُطبِّق دواءً مخدرًا أولاً ويعقم المعدات ويتخذ خطوات لمنع العدوى.
يقول الدكتور بولوك: «لدينا تدريب على كيفية استخدام هذه الأجهزة القوية بأمان. في حال الرغبة بإجراء المعالجة بالإبر الدقيقة في المنزل، فيجب الالتزام بالأجهزة المُخصَّصة للاستخدام المنزلي، وعدم الإفراط في استخدامها فالمزيد ليس بالضرورة أفضل. يجب إعطاء البشرة وقتًا للشفاء بين العلاجات» .
معالجة تساقط الشعر ليست خيارًا واحدًا يناسب الجميع، إذ يقول الدكتور بولوك: «تساقط الشعر أمرٌ معقد، فالعلاج لن ينجح إلا إذا كان يعالج السبب الجذري. لهذا السبب يجب أن تكون الخطوة الأولى هي الحصول على تشخيص طبي» .
في حال المعاناة من خصل شعر رقيقة فهناك أمل. ويُطمئِن قائلاً: «ليس عليك قبول ترقق الشعر كجزء من الحياة. تتوفر العديد من العلاجات، وتستمر الأبحاث في إيجاد علاجات جديدة لتساقط الشعر. من المثير رؤية المرضى واثقين بأنفسهم عندما نساعدهم على إعادة نمو شعرهم».
اقرأ أيضًا:
حلول تساقط الشعر: كيف تقلل من تساقط الشعر وتحافظ عليه قدر الإمكان؟
ترجمة: محمد ديبة
تدقيق: لين الشيخ عبيد