تنتشر حيل وأساليب متنوعة بخصوص محتوى الحميات وإنقاص الوزن على وسائل التواصل الاجتماعي. أحدث الطرق هي مشروب منزلي الصنع يسمى “rice zempic”، يُصنع بنقع الرز غير المطبوخ ثم تصفية الماء النشوي المتبقي لشربه.
يدّعي مؤيدو هذا المشروب أنه يؤدي إلى فقدان الوزن لأنه يعزز الشعور بالشبع لفترة أطول ويكبح الشهية، ويعمل بطريقة مشابهة لدواء أوزيمبيك، ومن هنا جاءت التسمية.
هل مشروب الرز فعلًا يحاكي تأثيرات فقدان الوزن لأوزيمبيك؟
على الأرجح لا. لكن يجب الاطلاع على ما تقوله الأدلة.
كيفية صنع مشروب ماء الرز:
بينما يمكن أن تختلف الوصفات قليلًا، فإن الخطوات الأكثر شيوعًا لصنع مشروب ماء الرز هي:
- نقع نصف كوب من الرز الأبيض (غير المغسول) في كوب واحد من الماء الدافئ أو الساخن لمدة تصل إلى ليلة كاملة.
- تصفية مزيج الرز في كوب جديد باستخدام مصفاة.
- التخلص من الرز مع الاحتفاظ بالماء النشوي.
- إضافة عصير الليمون إلى الماء النشوي.
الفكرة هي أنه كلما طالت مدة استهلاكك لماء الرز، زادت كمية الوزن المفقودة، إذ يدّعي البعض أن إدخال هذا المشروب في النظام الغذائي يمكن أن يؤدي إلى فقدان وزن يصل إلى 27 كيلوغرامًا خلال شهرين.
النشا المقاوم:
يجادل أولئك الذين يروجون لماء الرز بأنه يؤدي إلى فقدان الوزن بسبب النشا المقاوم الذي يحتويه الرز.
النشا المقاوم هو نوع من الألياف الغذائية ويُصنف أيضًا من البروبيوتيك. لا توجد أدلة قوية تشير إلى أنه يعزز الشعور بالشبع لفترة أطول، لكن له فوائد صحية مثبتة.
أظهرت الدراسات أن استهلاك النشا المقاوم قد يساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم، ويساعد على فقدان الوزن، ويحسن صحة الأمعاء. وأظهرت الأبحاث أن تناول النشا المقاوم يقلل من خطر السمنة والسكري وأمراض القلب وغيرها من الأمراض المزمنة.
يوجد النشا المقاوم في العديد من الأطعمة، مثل الفاصوليا والعدس والحبوب الكاملة -مثل الشوفان والشعير والرز خاصة الرز البني- والموز خصوصًا عندما يكون غير ناضج أو أخضر، والبطاطس والمكسرات والبذور خصوصًا بذور الشيا وبذور الكتان واللوز.
يحتوي نصف كوب من الرز الأبيض غير المطبوخ -وفقًا لوصفة مشروب ماء الرز- على حوالي 0.6 جرام من النشا المقاوم. للحصول على فوائد صحية مثلى، يُوصى بتناول بين 15-20 جرامًا من النشا المقاوم يوميًا.
على الرغم من عدم وجود أدلة قاطعة حول كمية النشا المقاوم التي تنتقل من الرز إلى الماء، فمن المحتمل أن تكون أقل بكثير من 0.6 جرام، إذ لا تُستهلك حبة الرز بالكامل.
وصفة ماء الرز مقابل دواء أوزيمبيك:
طُوّر أوزيمبيك في الأصل لمساعدة المصابين بالسكري على إدارة مستويات السكر في الدم ولكنه يُستخدم الآن بشيوع أكثر لفقدان الوزن.
أوزيمبيك -جنبًا إلى جنب مع أدوية مشابهة مثل ويغوفي وتروليستي- هو مُحفز لمستقبلات الببتيد-1 الشبيه بالجلوكاجون (GLP-1).
تحاكي هذه الأدوية هرمون GLP-1 الذي ينتجه الجسم طبيعيًا. وبذلك، تتباطأ عملية الهضم، ما يساعد الأشخاص على الشعور بالشبع لفترة أطول، ويقلل من الشهية.
بينما يمكن أن يؤدي النشا المقاوم في الرز إلى بعض الفوائد المشابهة لأوزيمبيك مثل الشعور بالشبع وبالتالي تقليل تناول السعرات الحرارية، لم تُجرَ أي دراسات علمية اختبرت ماء الرز باستخدام الوصفات التي تُروّج على وسائل التواصل الاجتماعي.
يتميز أوزيمبيك بأنه يبقى نشطًا في الجسم لمدة حوالي سبعة أيام. بالمقابل، يوفر تناول كوب واحد من الرز شعورًا بالشبع لمدة لا تزيد عن بضع ساعات.
وببساطة نقع الرز في الماء وشرب الماء النشوي لن يوفر نفس مستوى الشبع مثل تناول الرز نفسه.
طرق أخرى للحصول على النشا المقاوم في النظام الغذائي:
توجد عدة طرق لزيادة استهلاك النشا المقاوم مع الحصول أيضًا على مغذيات إضافية مقارنًة بماء الرز.
1. الرز المطبوخ والمبرد:
ترك الرز المطبوخ ليبرد بمرور الوقت يزيد من محتواه من النشا المقاوم. إعادة تسخين الرز لا تقلل كثيرًا من كمية النشا المقاوم التي تتكون في أثناء التبريد.
يُفضل الرز البني على الرز الأبيض بسبب محتواه الأعلى من الألياف و المغذيات الإضافية مثل الفوسفور والمغنيسيوم.
2. المزيد من البقوليات:
تحتوي هذه على نسبة عالية من النشا المقاوم وقد أظهرت الدراسات أنها تعزز تدبير الوزن عند تناولها بانتظام.
3. البطاطس المطبوخة والمبردة:
طبخ البطاطس وتركها تبرد لمدة لا تقل عن بضع ساعات يزيد من محتواها من النشا المقاوم. البطاطس المبردة تمامًا تُعد مصدرًا غنيًا بالنشا المقاوم وتوفر أيضًا مغذيات أساسية مثل البوتاسيوم وفيتامين C.
الخلاصة:
على الرغم من أن العديد من الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي قد أبلغوا عن فوائد، فلا توجد أدلة علمية تدعم فاعلية شرب ماء الرز لفقدان الوزن. من المحتمل عدم رؤية أي تغييرات ملحوظة في الوزن من شرب ماء الرز وعدم إجراء أي تعديلات أخرى على النظام الغذائي أو نمط الحياة.
بينما قد يوفر المشروب كمية صغيرة من بقايا النشا المقاوم من الرز وبعض الترطيب من الماء، فإن تناول الأطعمة التي تحتوي على النشا المقاوم بشكل كامل سيقدم فوائد غذائية أكبر بكثير.
عمومًا، يجب الحذر من حيل فقدان الوزن الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي، فتحقيق فقدان وزن مستدام يعتمد على تبني عادات غذائية صحية وممارسة الرياضة بانتظام، ما يضمن أن تصبح هذه التغييرات عادات مدى الحياة.
اقرأ أيضًا:
قد يكون دواء أوزمبيك مفيدًا لصحة القلب حتى لو لم يساعد على فقدان الوزن
هل ماء الأرز هو السر لشعر أكثر صحة؟
ترجمة: علاء الشحت
تدقيق: ألاء ديب