ما الزرقة؟
الزرقة مصطلح طبي يشير إلى تحول الجلد أو الشفاه أو الأظافر إلى اللون الأزرق بسبب نقص الأكسجين في الدم. إذا كان لدى الشخص بشرة داكنة، فقد يكون من الأسهل رؤية الزرقة في الشفتين واللثة والأظافر وحول العينين. يُسمى المرض بالزرقة لأن الجلد يصبح مائلًا إلى اللون السماوي.
تحمل خلايا الدم الحمراء الأكسجين إلى الأنسجة في الجسم. يكون لون الدم أحمر عندما يكون مشبعًا بالأكسجين لأن خلايا الدم تكون حمراء زاهية. ونتيجةً لذلك، عندما يدور الدم المليء بالأكسجين في جميع أنحاء الجسم، يصبح لون البشرة ورديًا أو أحمر.
عندما لا يكون هناك ما يكفي من الأكسجين في الدم، فإنه يكون أغمق مائلًا إلى اللون الأزرق أو الأرجواني. قد تساعد منطقة الجسم الأكثر تأثرًا بالزرقة على تحديد السبب.
ماذا تعني الزرقة؟
قد تعني الزرقة أن الأعضاء والعضلات والأنسجة لا تحصل على كمية الدم التي تحتاجها لتعمل جيدًا.
قد تسبب حالات مختلفة الزرقة. عادةً، عندما يكون الجلد والشفاه زرقاء ليست دائمًا مدعاة للقلق، ولكن في بعض الحالات تحتاج إلى علاج طبي فوري. قد تكون الحالات التي تسبب الزرقة مرتبطة بالرئتين أو القلب أو الجهاز العصبي المركزي.
أنواع الزرقة:
زرقة محيطية حول الفم:
تحدث الزرقة المحيطية عندما يتحول لون الفم أو الشفتين فقط إلى اللون الأزرق. يحدث هذا غالبًا عندما تتقلص الأوعية الدموية استجابةً لدرجات الحرارة الباردة.
يعد الزراق المحيطي شائعًا -وقد يكون طبيعيًا- عند الأطفال حديثي الولادة. أما عند الأطفال الأكبر سنًا، فقد يظهر عند الخروج في الطقس البارد.
الزرقة المحيطية العامة:
تحدث الزرقة المحيطية العامة عندما يتحول لون اليدين والقدمين كلها و/أو فقط الأصابع إلى اللون الأزرق. قد يحدث هذا في الطقس البارد جدًا إذا لم تكن اليدان والقدمان محميين جيدُا. ونادرًا ما يهدد الحياة، ولكن من المهم معرفة السبب لأنه قد يحتاج إلى علاج سريع لمنع الإصابة الدائمة.
الزرقة المركزية:
يحدث الزراق المركزي عندما تتأثر أجزاء أخرى من الجسم إضافةً إلى اليدين والقدمين. قد يشمل ذلك الصدر والخدين واللسان واللثة والشفتين. قد تكون الحالات الخطيرة في القلب أو الرئة أو الدم هي سبب الزرقة المركزية. من المهم جدًا طلب العلاج فورًا.
أعراض الزرقة
العرض الرئيسي للزرقة هو تغير لون الجلد إلى اللون الأزرق. قد يؤثر الزراق أيضًا في الشفتين واللسان واللثة والأذنين والأظافر.
إذا كان لدى الشخص بشرة داكنة، فقد تبدو الزرقة أكثر رمادية أو بيضاء. وقد تظهر أيضًا بصورة كبيرة حول الشفتين واللسان واللثة والأذنين والأظافر.
عادةً ما تحدث زرقة بسبب حالة طبية أخرى. اعتمادًا على سبب الزرقة، تشمل الأعراض الأخرى التي قد يواجهها المريض ما يلي:
- انخفاض درجة حرارة الجسم.
- خدر أو وخز في الذراع والساقين.
- السعال.
- الصفير.
- صعوبة في التنفس.
- الدوخة.
- التعب الشديد.
- الضعف.
كيف تبدو الزرقة؟
اعتمادًا على نوع الزرقة التي يعانيها المريض؛ قد تبدو البشرة أو الشفتان واللسان واللثة والأذنين والأظافر بدرجات مختلفة من اللون الأزرق أو الأرجواني. إذا كان لدى المريض بشرة داكنة، فقد يبدو الزراق أبيض أو رماديًا.
أسباب الزرقة:
عادةً ما يحدث الزراق بسبب نقص الأكسجين في الدم. قد يكون هذا بسبب عدم احتواء الدم على ما يكفي من الأكسجين، أو لأن الأوعية الدموية تتعرض لدرجات حرارة باردة. يحافظ الدم المنتشر على حرارة الأعضاء وأجزاء الجسم. ولكن إذا كان الجو باردًا جدًا؛ فإن الأوعية الدموية في اليدين والقدمين والأذنين تنقبض للحفاظ على درجة حرارة الجسم طبيعية.
قد تتسبب العديد من الحالات في نقص الأكسجين الذي يحتاجه الدم. مثلًا:
- مشكلات مجرى الهواء.
- الاختناق.
- تورم حول الحبال الصوتية (الخناق).
- التهاب السديلة الموجودة في الحلق والتي تغطي القصبة الهوائية (التهاب لسان المزمار).
- مشكلات في الرئة.
- التواجد على ارتفاعات عالية.
- الربو.
- العدوى في الجهاز التنفسي.
- جلطة دموية في أحد شرايين الرئة (الانسداد الرئوي).
- مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.
التهاب رئوي.
مشكلات قلبية، وتشمل:
- عيوب القلب التي كانت موجودة عند الولادة (عيوب القلب الخلقية)، مثل مخرج البطين الأيمن المزدوج ورباعية فالوت.
- فشل القلب الاحتقاني.
- توقف القلب.
الأسباب الأخرى للزرقة:
- ارتداء ملابس ضيقة جدًا وتحد من الدورة الدموية.
- التعرض للبرد الشديد.
- ظاهرة رينود، وهو اضطراب يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية.
- الأدوية التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
- النوبات.
- جرعة زائدة من المخدر.
- التعرض للمواد السامة.
تشخيص الزرقة:
الزرقة هي عَرَضٌ لمرض ما، وسيحتاج الطبيب إلى تحديد السبب. سيبدأ بإجراء الفحص البدني، ويسأل المريض عن الأعراض.
الأسئلة التي قد يطرحها على المريض تشمل:
- متى لاحظت الزرقة لأول مرة؟
- هل ظهرت الزرقة فجأة أم أنها جاءت ببطء؟
- ما هو الجزء (الأجزاء) من جسمك باللون الأزرق؟
- هل سافرت مؤخرًا إلى أي مكان؟
- هل تعاني صعوبة في التنفس؟
- هل تتورم ذراعاك أو ساقاك؟
- ما الأعراض الأخرى لديك؟
ما الاختبارات التي ستُجرى لتشخيص الزرقة؟
قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات لتحديد سبب الزرقة. قد تشمل هذه الاختبارات اختبارات الدم والرئة والقلب المختلفة:
- قياس التأكسج النبضي: يقيس مقياس التأكسج النبضي كمية الأكسجين في الدم بتوصيل جهاز استشعار بالإصبع.
- تحليل غازات الدم الشرياني: يقيس تحليل غازات الدم الشرياني كمية الأكسجين والمواد الأخرى الموجودة في الشرايين. هذا هو الدم الذي يحتوي على أكبر قدر من الأكسجين فيه.
- الأشعة السينية للصدر.
- تصوير الصدر المقطعي المحوسب (CT).
- تعداد الدم الكامل (CBC).
- مخطط كهربية القلب (EKG): يقيس مخطط كهربية القلب النشاط الكهربائي لقلبك.
- مخطط صدى القلب: مخطط صدى القلب هو تصوير بالموجات فوق الصوتية للقلب يوضح وظيفته وبنيته.
- اختبارات وظائف الرئة: قد تساعد اختبارات وظائف الرئة أيضًا على تشخيص أمراض الرئة.
- قسطرة القلب: قد تساعد قسطرة القلب أيضًا على تشخيص أمراض القلب.
- الإدارة والعلاج.
علاج الزرقة:
قد تكون الزرقة أحد أعراض العديد من الحالات المختلفة. سبب الزرقة سوف يحدد العلاج.
أحد العلاجات الأولى التي قد يستخدمها الطبيب هو العلاج بالأكسجين. يوفر العلاج أكسجينًا إضافيًا للمساعدة في تعزيز مستوياته بسرعة. قد تحتاج إلى جهاز تنفس اصطناعي حسب شدة الحالة.
تشمل العلاجات المحتملة الأخرى ما يلي:
- الدفء والتدليك: يمكن علاج ظاهرة رينود بتدفئة المناطق المصابة وتدليكها.
- المضادات الحيوية: يمكن للمضادات الحيوية علاج الالتهابات مثل الالتهاب الرئوي.
- أدوية أخرى: أدوية لعلاج أمراض القلب والرئة.
- التوقف عن تناول بعض الأدوية.
- أجهزة الاستنشاق: إذا تسببت حالة رئوية مثل الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن في حدوث الزرقة، فقد يوصي الطبيب باستخدام جهاز استنشاق لمساعدة الرئتين على العمل جيدًا.
- الجراحة: قد تحتاج عيوب القلب الخلقية مثل رباعية فالوت إلى إجراء عملية جراحية بعد الولادة مباشرة.
كيف يمكن للمريض الاعتناء بنفسه؟
إذا كانت درجات الحرارة الباردة أو حالة مثل ظاهرة رينود هي التي تسبب الزرقة؛ فقد يضطر المريض إلى إجراء تغييرات في نمط الحياة. يجب ارتداء ملابس دافئة عند التخطيط للخروج. وعند التواجد في المنزل يجب التأكد أن الغرفة دافئة. وذلك لبقاء الجسم دافئًا.
يجب على المريض الإقلاع عن التدخين والتقليل من تناول الكافيين، فقد يتسبب الكافيين والنيكوتين في تضييق الأوعية الدموية، ما قد يؤدي إلى الزرقة.
الوقاية من الزرقة:
توجد أسباب مختلفة للزرقة ولا يمكن منعها جميعًا. ولكن هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لمنع هذه الحالة.
قد يوصي مقدم الرعاية الصحية بالتوقف عن تناول أي أدوية تحد من تدفق الدم. أيضًا، يجب الإقلاع عن التدخين والحد من تناول الكافيين. والتأكد من ارتداء ملابس دافئة عند التعرض لدرجات حرارة باردة، وخاصة الاعتناء بدفء الأذنين وأصابع اليدين والقدمين والأنف.
التوقعات:
تعتمد التوقعات على سبب الحالة ومدى سرعة تلقي العلاج. لا يشكل هذا الأمر تهديدًا للحياة عامةً، ولكن تجب مراجعة الطبيب إذا كان لدى المريض أي أعراض أخرى مرتبطة به أو إذا حدثت الزرقة عند الشعور بالدفء والراحة.
متى يجب طلب الرعاية؟
العديد من الحالات والاضطرابات قد تسبب الزرقة. بعضها أكثر خطورة من غيرها. إذا كان لدى المريض أي من الأعراض التالية مع الجلد المزرق، فيجب طلب المساعدة الطبية فورًا.
- صعوبة في التنفس.
- ألم الصدر.
- صداع متكرر.
- التعب الشديد.
- ارتباك.
- حمى.
- التعرق الزائد (فرط التعرق).
- سعال دموي أو المخاط الداكن.
- ألم أو تنميل في اليدين أو الأصابع أو الذراعين.
إذا كان الطفل يعاني الزرقة مع أي من الأعراض التالية، فيجب أخذه إلى أقرب غرفة طوارئ:
- صعوبة في التنفس.
- صعوبة في التغذية.
- اتساع فتحتي الأنف عند التنفس.
- رضوخ الصدر عند التنفس.
- التنفس سريع.
- الشخير.
- التعب الشديد
- مشكلة في النوم.
- ارتخاء الجسم.
- التهيج.
اقرأ أيضًا:
انسداد المجرى الهوائي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: فاطمة الرقماني
تدقيق: جعفر الجزيري