قد يتوفر أخيرًا في غضون هذه السنة شراء سيارة على موقع أمازون، أو بالأحرى أحد أنواع السيارات.
أصدر موقع أمازون وشركة هيونداي في 16 نوفمبر عام 2023 في معرض سيارات لوس أنجلوس إعلانًا مهمًا:
سيتيح برنامج تجريبي جديد للمتسوقين في موقع أمازون إمكانية الدفع لشراء سيارات هيونداي وليس تصفحها فقط ابتداءً من تاريخ غير محدد في 2024.
صرح المدير التنفيذي لهذه الشركة العملاقة في مجال البيع بالتجزئة عن بعد: «بصفتي أستاذًا في التسويق، تابعت هذه القصة عن كثب. سيتمكن الزبائن من شراء سيارات جديدة مباشرةً من أمازون، غير أنني أرى هذا الإعلان قد يكون مبسطًا للغاية بعض الشيء، القصة أكثر تعقيدًا وأكثر إثارة للاهتمام».
زيارة إلى المعرض الرقمي:
ما زال من غير الممكن لشخص عادي شراء سيارة من أمازون.
لم تعلن شركتا أمازون وهيونداي عن تاريخ بدء البرنامج التجريبي بالعمل، ولم يجيبوا عن الأسئلة حيال الأمر.
لكن يمكن التقدم خطوة في سبيل الحصول على سيارة هجينة جديدة من المتجر الإلكتروني في هذه الأثناء.
عملت هيونداي منذ 2018 على معرض إلكتروني على أمازون يتيح للمتسوقين تصفح السيارات المتاحة ولكن ليس شرائها.
عند الدخول إلى موقع أمازون حاليًا والبحث عن «هيونداي»، يمكن رؤية صفحة هيونداي على الموقع في نتائج البحث الأولى. عند النقر على هذه الصفحة وإدخال الرمز البريدي، يمكن رؤية سيارات هيونداي المتاحة للبيع لدى موزعي السيارات المشاركين.
يتيح النظام الحالي انتقاء النموذج ومجموعة الخصائص واللون والاختيار بين التمويل أو التأجير وتقدير القسط الشهري.
لكن حتى يومنا هذا، لا يمكن فعليًا المغادرة مع سيارة في عربة التسوق. بدلًا عن ذلك، يوجه موقع أمازون إلى موزع محلي عند اختيار السيارة المرادة، وعندها يمكن الاختيار بين التمويل أو التأجير والدفع مقابل السيارة في الوكالة.
إضافةً إلى ذلك، تبين أمازون أن تفاصيل الأسعار في الموقع هي لمجرد التوضيح، وأن تفاصيل الأسعار النهائية تُحدد في وكالات هيونداي. بعبارة أخرى، توفر أمازون المعلومات لمشتري السيارات، لكنها لا تمكنهم فعليًا من شراء السيارات.
صرحت أمازون أيضًا أن إضافة إمكانية الدفع ستكون أمرًا مهمًا.
لماذا من غير الممكن شراء سيارة على أمازون رغم إمكانية شراء أي شيء آخر؟
تشترط الولايات المتحدة بصفة عامة على مصنعي السيارات ذوي الأقدمية أن يبيعوا سياراتهم بواسطة موزعين تابعين لسلسلة الوكالات، في حين سمحت بعض الولايات لمصنعي السيارات الإلكترونية مثل «تسلا» أن يبيعوا لزبائنهم مباشرة.
التزامًا بقوانين سلسلة الوكالات، لا تستطيع أمازون عرض السيارات للبيع مثلما تعرض الكتب أو الجوارب، بل تحتاج لإنشاء شراكة مع الموزعين.
لذلك، فإن خطة أمازون تتمثل في توسيع معرض هيونداي الإلكتروني حتى يشمل 18 موزعًا لهيونداي في خمس ولايات. سيسمح ذلك للمشترين القريبين بالدفع مقابل سيارة جديدة وليس فقط تصفح الموجودات حاليًا.
هذا يعني أنه عندما يدفع أي مشترٍ جديد مقابل سيارة ويختار من بين خيارات التمويل أو التأجير في أمازون، يأتي موزع محلي ليبيع السجل، في حين تؤدي أمازون وظيفة وسيط البيع.
أدت أمازون خطوة ذكية جدًا؛ إذ احترمت قوانين سلسلة المتاجر ونشرت المعلومات عن مخزون الموزعين ووفرت للمتسوقين طريقة ملائمة لشراء سيارات جديدة.
رغم أن هذا النموذج سيبدأ مع هيونداي، يُرجّح أنه لن يتوقف معها، إذ صرحت أمازون أنها تخطط لتوسعة البرنامج ليشمل علامات تجارية لسيارات أخرى في مرحلة ما دون تحديد تاريخ محدد.
كيف ستتغير طريقة شرائنا للسيارات في 2024؟
إذا أُخذت هذه التقارير على محمل الجد، سيسمح موقع أمازون لزبائنه في وقت ما عام 2024 بالدفع مقابل سيارة هيونداي بالضبط مثلما يدفعون مقابل قارورة شامبو.
قد يُفرح هذا العديد من الناس، وسيسمح بالوصول إلى شريحة نامية من المشترين الذين يثقون بأمازون، ويفضلون استكمال الاجراءات الإدارية على الإنترنت، ولا يريدون المساومة مع الموزع. قد يجذب ذلك أيضًا المزيد من المشترين إلى الموزعين المشاركين، ما يزيد من مبيعاتهم.
لكن هناك شكوك في أن هذه الفرصة الذهبية ستغير الأمور، على الأقل في البداية.
أولًا، ستبيع أمازون سيارات هيونداي الجديدة فقط. لن يكون ذلك في صالح المشترين الذين يريدون مقارنة هيونداي بنموذج منافس. لن تبيع أمازون السيارات المستعملة أو تسمح بمقايضة سيارة قديمة بأخرى جديدة. يعني ذلك أن الموقع لن يلبي طلب الكثير من المستهلكين.
قد يتردد موزعو السيارات في العمل مع أمازون. على سبيل الذكر لا الحصر، قد يفوّتون فرصة بناء علاقات مع المشترين، ومن ثم يفوتون فرصة بيع بضاعة أغلى وأكثر قيمة لهم.
لكن على أية حال، قد لا ينتظر المشتري طويلًا قبل أن يضيف سيارة هيونداي الجديدة مع مستلزمات الحمام والمطبخ إلى عربة التسوق الإلكترونية خاصته على موقع أمازون.
اقرأ أيضًا:
لماذا تقوم الشركات الكبرى مثل تسلا وأمازون بعملية تجزئة الأسهم؟
شركة أمازون تطور لقاحات ضد سرطان الثدي والجلد، فما فاعليتها؟
ترجمة: زياد نصر
تدقيق: بشير حمّادة
مراجعة: هادية أحمد زكي