من المتوقع أن تصطدم مركبة ناسا الفضائية لاختبار إمكانية توجيه الكويكبات (DART) وسيتم ذلك باختبار كويكب يوم الاثنين 26 سبتمبر، وهي المحاولة الأولى لتغيير مسار كويكب يهدد الحياة على الأرض قبل اصطدامه.
يبلغ وزن المركبة 550 كيلوغرام، لها شكل مكعب وتتكون من حساسات ولاقط إشارة ومحرك أيوني ولوحين شمسيين بطول 8.5 متر، ستصطدم مع كويكب ديمورفوس في أثناء عبوره بسرعة 21160 كيلومتر/الساعة بهدف إبطاء سرعة دوران الكوكب في مداره البالغ عرضه 160 مترًا حول شريكه كويكب ديديموس البالغ عرضه 390 مترًا.
يبعد الكويكب عنا 11 مليون كيلومتر عند إجراء اختبار DART، فهو بالنتيجة لا يشكل تهديدًا للأرض، لكن علماء ناسا يريدون إجراء الاختبار لدراسة كيف يمكن منع كويكب أكثر خطورة من الاصطدام المميت بالأرض.
ستصطدم مركبة ناسا مع كويكب ديمورفوس يوم الاثنين في الساعة 7:14 مساءً حسب التوقيت الأوروبي، وسيبدأ تلفزيون ناسا ببث مباشر في الساعة 6.
قال العالم توم ستاتلر من فريق الدفاع الكوكبي التابع لناسا في 12 سبتمبر: «ستصطدم مركبتنا بالكويكب في محاولة بشرية لتغيير حركة جرم سماوي طبيعي وستكون لحظة تاريخية للعالم أجمع».
أُطلِقَت مركبة DART على متن صاروخ SpaceX Falcon 9 من قاعدة فاندنبرغ الفضائية في كاليفورنيا وبدأت رحلتها إلى كويكب ديمورفوس وديديموس قبل 10 أشهر، ولكن أصل الاختبار يعود إلى فترة 2000-2010، حين اقترح العلماء في وكالة الفضاء الأوربية آنذاك اختبارًا آخر لاصطدام الكويكبات سمي Don Quixote، ويعود الاسم لفارس في القرن السادس عشر، ثم في عام 2011 وافقت وكالة الفضاء الأوربية على العمل مع ناسا في مهمة مشتركة (مهمة اصطدام الكويكبات-AIM) التي قُسِمت لاحقًا المهمة إلى مهمة DART التابعة لوكالة ناسا ومهمة Hera التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، سيكون الاصطدام الأول يوم الاثنين والثاني في عام 2026 لدراسة تأثيرات الاصطدام الأول.
يتوقع العلماء أن الاختبار سيبطئ سرعة دوران ديمورفوس 1% تقريبًا ويجعله أقرب إلى ديديموس، وسيرتبط نجاح المهمة عند نجاحها بإبطاء سرعة ديمورفوس 12 ساعة خلال 73 ثانية، ولكن في الحقيقة قد يصل ذلك إلى 10 دقائق.
نظرًا إلى تحطم مركبة DART بعد الاصطدام، ستلتقط كاميرا الملاحة البصرية DARCO صورًا كل ثانية للحظات الأخيرة للمركبة قبل اصطدامها بكويكب ديمورفوس.
سيلجأ العلماء لوكالة الفضاء الإيطالية للحصول على صور فورية من مركبة فضائية كانت قد انفصلت عن DART في 11 سبتمبر، سيكون تأثير الاصطدام على مساحة 55 كيلومتر، وسترسل وكالة الفضاء الإيطالية الصور إلى الأرض لدراسة تأثير تغيير المسار والمواد التي نتجت عن الاصطدام.
قال ستافرو إيفانوفسكي الباحث في المعهد الإيطالي للفيزياء الفلكية وعلم الكواكب في 19 سبتمبر: «سيكون للاصطدام تأثير في تغيير المسار، وسيتشكل ما يشبه فوهة بركان وتنتج مواد مقذوفة ستنتشر في الفضاء وستصور وكالة الفضاء الإيطالية ذلك».
وسيرصد آثار ذلك كل من مرصد جيمس ويب ومرصد هابل ومركبة لوسي، وستكون ملاحظاتهم مهمة للعلماء لمعرفة القوة اللازمة لتغيير مسار كويكب بنجاح.
وكالة ناسا ليست الوحيدة التي تتطلع لتطوير قدراتها في تغيير مسار الكويكبات، إذ تخطط إدارة وكالة الفضاء الصينية لتغيير مسار الكويكبات، وتقول إنه في 2026 سيصطدم 23 صاروخ من الصواريخ التي سيطلقونها في مهمة لونغ مارش 5 بكويكب بينو بكتلة 900 طن.
يعد كويكب بينو أكثر خطرًا من ديديموس وديمورفوس مع أن تأثيره المحتمل بعد 150 سنة تقريبًا، وفرصة ضربه للأرض 1 من 2700، لكن صخرة بطول مبنى إمباير سيتي سيكون لها تأثير كارثي إذا اصطدمت بالأرض، إذ إنها ستتسبب بحدوث موجات ضخمة في حال سقوطها في المحيط وقتل الملايين إذا سقطت في أماكن سكنية، بين عامي 2175-2199 ستكون الصخور التي يبلغ وزنها 77.5 مليون طن على مقربة من الاصطدام بمدار الأرض.
الطاقة الحركية المقدرة لاصطدام بينو بالأرض هي 1200 ميجا طن، أي أكبر من قنبلة هيروشيما بمقدار 80 ألف مرة، وعلى سبيل المقارنة، الصخرة التي تسببت بانقراض الديناصورات بلغت 100 مليون ميجا طن تقريبًا.
قال ليندي جونسون مدير مكتب الدفاع الكوكبي التابع لناسا لصحيفة نيويورك تايمز: «جسم بحجم نصف كيلومتر سيتسبب بفوهة لا يقل قطرها عن 5-10 كيلومتر، لكن حجم الدمار سيكون أكبر من ذلك بما يصل إلى 100 ضعف قطر الفوهة».
اقرأ أيضًا:
الحصول على عينات من كويكب قد تكون أقدم ما رُصد من الفضاء الخارجي
رصد قمر صغير يدور حول كويكب قرب أطراف النظام الشمسي
ترجمة: عمرو أحمد حمدان
تدقيق: محمد حسان عجك
مراجعة: تسنيم الطيبي