يمكن تجنب تأثير الاحتباس الحراري على أكبر صفيحة جليدية في العالم إذا نجحت الدول في جميع أنحاء العالم في تحقيق الأهداف المناخية المحددة في اتفاقية باريس.
درس فريق دولي من علماء المناخ يضم خبراء من الجامعة الوطنية الأسترالية والمركز الأسترالي للتميز في علوم القطب الجنوبي مدى ارتفاع مستوى سطح البحر في حال ذوبان الصفيحة الجليدية في شرقها نتيجة الاحتباس الحراري، ودعوا لتجنب تأثيرات ذلك عبر تحقيق أهداف المناخ المحددة في اتفاقية باريس.
نُشِر البحث في مجلة نيتشر، ويشير إلى أنه من المتوقع عند الحد من درجة الحرارة العالمية وانخفاضها بمقدار درجتين مئويتين إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار أقل من نصف متر نتيجة ذوبان الصفيحة الجليدية بحلول عام 2500، وفي حال لم تتحقق أهداف المناخ فإن الرقم سيزداد إلى خمسة أمتار.
يتوقع فريق البحث أنه في حال تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة بصورة كبيرة وعدم زيادة الاحتباس الحراري إلا زيادةً طفيفة؛ فإن الصفيحة الجليدية لن تؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر هذا القرن، لكنهم يقولون في الوقت نفسه أن مستوى سطح البحر سيرتفع بسبب ذوبان الجليد الذي لا يمكن إيقافه في جرينلاند أو غرب القارة القطبية الجنوبية، ويحذرون من المخاطر الكارثية في حال عدم تحقيق أهداف المناخ.
قالت البروفيسورة نيريلي أبرام المشاركة في البحث من كلية أبحاث علوم الأرض في جامعة أستراليا الوطنية: «الصفيحة الجليدية أكبر 10 مرات من غرب القارة القطبية الجنوبية وتعادل 52 مترًا من مستوى سطح البحر، وإذا ارتفعت درجات الحرارة فوق درجتين مئويتين بعد عام 2100 إضافة إلى انبعاثات الغازات الدفيئة؛ فإن شرق القارة القطبية الجنوبية قد يساهم بارتفاع مستوى سطح البحر نحو متر إلى ثلاثة أمتار في بحلول عام 2300 وقرابة مترين إلى خمسة أمتار بحلول عام 2500، وفرصة حماية الصفيحة الجليدية من آثار تغير المناخ تتضاءل».
أضافت: «تعلمنا في السابق مدى حساسية الصفيحة لارتفاع الحرارة وهي غير مستقرة وغير محمية كما السابق، والتزامنا بتحقيق اتفاقية باريس لن يحمي فقط أكبر صفيحة جليدية في العالم، بل سيبطئ أيضًا ذوبان الصفائح الجليدية الرئيسية الأخرى مثل جرينلاند وغرب القطب الجنوبي، الأكثر عرضة للاحتباس الحراري».
قال البروفيسور ماثيو إنغلاند مؤلف مشارك من جامعة نيو ساوث ويلز (UNSW): «إن الزيادة المتوقعة في ارتفاع مستوى سطح البحر نتيجة ذوبان الصفيحة الجليدية ستزيد من ارتفاع مستوي سطح البحر نتيجة التمدد الحراري وذوبان الجليد في أماكن أخرى، وأظهرت صور الأقمار الصناعية ترقق الجليد». وأضاف: «تظهر نماذجنا أن معدل ارتفاع درجة حرارة المحيط لن تزداد إذا قللنا من انبعاثات الغازات الدفيئة».
قال البروفيسور مات كينج مؤلف مشارك بالدراسة أيضًا من جامعة تسمانيا (UTas): «إن الدراسة تسلط الضوء على حجم العمل لاكتشاف المزيد عن شرق القارة القطبية الجنوبية، نحن لا نفهم فهمًا كاملًا مخاطر المناخ التي ستظهر من هذه المنطقة حتى الآن».
درس الباحثون كيفية تأثر الصفيحة الجليدية خلال الفترات الدافئة من ماضي الأرض وحللوا التوقعات المقدمة من الدراسات الحالية من أجل تحديد تأثير المستويات المتفاوتة لانبعاثات الغازات الدفيئة في المستقبل على الصفيحة الجليدية بحلول الأعوام 2100 و2300 و2500.
بحسب أحدث تقرير نُشر العام الماضي للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أدى النشاط البشري إلى زيادة في درجة الحرارة العالمية بقدار 1.1 درجة مئوية قبل الفترة الصناعية.
قالت البروفيسورة أبرام: «إن الحد من الاحتباس الحراري إلى أقل من درجتين مئويتين، يجنبنا مساوئ الاحتباس ويقلل من الخسائر في الصفيحة الجليدية، كنا نظن أن شرق القارة القطبية الجنوبية أقل عرضة لتغير المناخ مقارنة بالصفائح الجليدية في غرب القارة القطبية الجنوبية أو جرينلاند، لكننا نعلم الآن أن هناك بعض مناطق شرق القارة القطبية الجنوبية بدأ فيها الجليد بالذوبان ومصير أكبر صفيحة جليدية في العالم لا يزال بين أيدينا».
اقرأ أيضًا:
سقوط جرف جليدي ضخم في القارة القطبية الجنوبية قد يكون مؤشرًا على التغير المناخي
لماذا يعتبر غاز ثاني أكسيد الكربون مسببًا للاحتباس حراري؟
ترجمة: عمرو أحمد حمدان
تدقيق: تسبيح علي