قد تكون جسيمات المادة المظلمة اصطدمت بالأرض في وقت ما في الماضي البعيد.
رغم امتلاكنا التلسكوبات ومسرعات الجسيمات المتطورة، لم نتمكن بعد من اكتشاف حتى جزء صغير من المادة المظلمة.
في تغيير مفاجئ بالطريقة، يتخذ الباحثون في جامعة فرجينيا تك للتكنولوجيا الآن نهجًا مذهلًا منخفض التقنية للبحث عن هذه المادة الغامضة في مجموعة من الصخور القديمة.
في حين أن معظم العلماء مقتنعون تمامًا بأن المادة المظلمة موجودة بالفعل، إلا أننا لم نتمكن حتى الآن من اكتشافها مباشرةً.
نعلم مثلًا أن كل الكتلة المرئية لا تفسر قوة الجاذبية عند نقاط معينة في الكون، وهذا ما لا يمكن تفسيره إلا عبر وجود بعض المواد غير المرئية الكامنة في كل مكان حولنا.
تكهّن الفيزيائيون لعقود من الزمن بأنه من الممكن مشاهدة المادة المظلمة وهي تعمل إذا تمكنا بطريقة ما من رصدها وهي تصطدم بنواة ذرية.
في مثل هذا السيناريو، من المحتمل إنتاج شرارة من الطاقة، ما يمنحنا شيئًا ملموسًا للعمل به.
نظرًا إلى أن عمر كوكبنا مليارات السنين، يوجد احتمال كبير أن تكون الصخور القديمة في قشرة الأرض قد اصطدمت بالمادة المظلمة في مرحلة ما.
في حالة حدوث ذلك، يجب أن يكون من الممكن ملاحظة النوى التي دُفعت من مكانها، ما أدى إلى ظهور حالات شاذة وعيوب في البنية البلورية للمعدن.
يبني الباحثون مختبرًا جديدًا في قاعة روبسون في جامعة فيرجينيا تك، وسيستخدمون تقنيات تصوير متطورة للبحث عن آثار الدمار المصغرة الباقية داخل الصخور القديمة.
شرح خبير الأنظمة الكمومية فسيفولود إيفانوف الطريقة المقترحة في بيان: «سنأخذ بلورة تعرضت إلى جسيمات مختلفة لملايين السنين، ونطرح التوزيعات التي تتوافق مع الأشياء التي نعرفها، ما تبقى يجب أن يكون شيئًا جديدًا وقد تكون هذه هي المادة المظلمة».
يُعد تعلم كيفية تحديد الآثار والأنماط التي خلّفتها مصادر الإشعاع الأخرى تحديًا كبيرًا.
في الوقت الحاضر، يجري الفريق سلسلة من الاختبارات باستخدام فلوريد الليثيوم الاصطناعي لتصوير مسارات الجسيمات المنسوبة إلى الأشعة الكونية، التي يجب طرحها لعزل أصداء اصطدامات المادة المظلمة.
قال قائد المشروع باتريك هوبر موضحًا دافعه لمواجهة هذا التحدي الهائل: «عندما سمعت لأول مرة عن هذه الفكرة كنت مثل المجنون، أريد أن أفعل ذلك».
اقرأ أيضًا:
المادة المظلمة ربما تتفاعل مع المادة العادية خارج حدود الجاذبية!
المادة المظلمة تحل لغز وجود الثقوب السوداء الهائلة
ترجمة: لور عماد خليل
تدقيق: ميرڤت الضاهر
مراجعة: باسل حميدي