صرحت شركة جوجل يوم الثلاثاء 14 مايو 2024 إنها ستقدم إجابات ينتجها الذكاء الاصطناعي على الاستفسارات عبر الإنترنت في أحد أكبر التغييرات في محرك بحثها الرائد عالميًا منذ 25 عامًا.
قال ساندر بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة جوجل في إحدى الفعاليات بولاية كاليفورنيا: «أنا متحمس للإعلان عن بدايتنا في إطلاق هذه التجربة الجديدة كليًا لكل من في الولايات المتحدة هذا الأسبوع».
وأضاف أن هذا التغيير سيمتد إلى دول أخرى قريبًا، ما سيجعله متاحًا إلى أكثر من مليار شخص.
ستَعرض نتائج بحث جوجل ملخصًا للذكاء الاصطناعي في أعلى الصفحة قبل نشر الروابط الأكثر شيوعًا.
ستوفر نصوص الذكاء الاصطناعي التي تولدها تقنية جيميناي Gemini من جوجل ملخصات موجزة لما وجدَته على الإنترنت من روابط المصادر التي تزودنا بالمعلومات على الشبكة.
قالت رئيسة فريق بحث جوجل Google Search ليز ريد: «يمكنك أن تسأل عن كل ما يجول في بالك أو أي شيء تريد إنجازه -انطلاقًا من البحث ووصولًا إلى التخطيط والعصف الذهني- وستهتم جوجل بدورها بالعمل».
يأتي هذا التغيير في الوقت الذي تشعر فيه جوجل بضغط متزايد من محركات بحث الذكاء الاصطناعي مثل بربليكسيتي Perplexity.
ومن الشائعات المتكررة بأن شركة OpenAI مبتكرة شات جي بي تي تقوم ببناء أداة بحثه الخاصة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
ظهرت عمليات البحث عن طريق دردشات الذكاء الاصطناعي على فيسبوك وانستغرام وواتساب مع المستخدمين القادرين على الحصول على المعلومات دون الحاجة إلى جوجل.
أشاد البعض بأن تجربة هذه البدائل أنظف من النتائج المشوِّشة والمربِكة الشائعة في طلب البحث الكلاسيكي.
يقلق صناع المحتوى وصغار الناشرين بشأن هذا التغيير خوفًا من أن المستخدمين قد يستغنون عن بحث الويب للعثور على المعلومات.
تتوقع شركة الأبحاث جارتنر Gartner أن تنخفض حركات المرور إلى الويب بوساطة محركات البحث بنسبة 25٪ بحلول عام 2026 بسبب استخدام بوت الذكاء الاصطناعي.
تراجعت جوجل عن الاقتراح الذي ينص بأن تفاعلات الذكاء الاصطناعي على نمط شات جي بي تي قد تؤثر على أعمالها التي تعتمد حصريًّا على مبيعات الإعلانات من محرك بحثها.
تقول ريد: «توصلنا إلى أنه مع نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي، يزداد استخدام الناس له، ويزداد رضاهم عن نتائج بحثهم. يمكنك طرح أكثر أسئلتك تعقيدًا مع كل الفروق والتحفظات التي تجول في بالك دفعةً واحدة».
أفادت الشركة بأن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي هذه ستساهم في تحسين حياة المستخدمين. ستبدأ الشركة قريبًا أيضًا باختبار استخدام الذكاء الاصطناعي على عمليات البحث بناءً على محتوى الفيديو كمصدر للاستعلام.
على سبيل المثال، سيتيح هذا للمستخدمين أن يطلبوا من جوجل تشخيص جهاز معطل بتصويره بهاتف ذكي والحصول على النصائح اللازمة لإصلاحه.
مشروع أسترا Project Astra:
قدمت جوجل أيضًا نظرة على مشروع أسترا المكرَّس لبناء مساعدين رقميين، يهدف للمساعدة في تأدية المهام، الكبيرة منها أو الصغيرة.
قال رئيس جوجل ديب مايند Google DeepMind ديميس هاسابيس: «لفترة طويلة، سعينا لبناء ذكاء اصطناعي بإمكانه أن يكون مفيدًا بحق في كافة نواحي الحياة. من السهل تخيل مستقبل يمكنك فيه الحصول على مساعد خبير بجوارك من خلال جوالك أو من خلال النماذج الشكلية الجديدة والمثيرة مثل النظارات».
ستَظهر إمكانيات الذكاء الاصطناعي لأول مرة في منتجات جوجل، مثل تطبيق جيميناي أو اسيستنت Assistant هذا العام وفقًا لهاسابيس.
تتنافس جوجل بحدة في موضوع الذكاء الاصطناعي مع منافسين منهم OpenAI التي أَصدرت نسخة GPT-4o لبرنامجها الرئيسي في مايو 2024.
يستطيع GPT-4o إنشاء محتوى أو تحليل وقراءة الأوامر الصوتية أو النصوص أو الصور.
أثبت تحديث OpenAI لتقنيته أنه عالي الاستجابة، أي قدرته على إلقاء نكات أكثر إضحاكًا وكتابة الأغاني والمساعدة في تعليم مادة الجبر للطلاب.
قدمت جوجل أيضًا،-مثل OpenAI- عروضًا توضيحية لمستخدمين يطلبون من الذكاء الاصطناعي التعرف على ما يحيط بهم عبر كاميرا الهاتف الذكي وإثبات مهارات أخرى مشابهة لوظيفة المساعد.
بالنسبة إلى جيميناي إكسبيرينسز Gemini Experiences والمديرة العامة لجوجل اسيستنت Google Assistant سيسي هسياو Sissie Hsiao أن هذه القدرات الجديدة مصممة لتكون محاكية وسلسة وهادفة.
يُؤمل لتمكين المساعدين الرقميين ليكونوا كالأصحاب الأذكياء على أنها المعركة القادمة للذكاء الاصطناعي التوليدي، وخاصة مع اقتراب شركة آبل للاتفاق مع OpenAI لاستخدام صلاحيات شات جي بي تي على آيفون وفقًا لما ورد في US media reports.
قد تكون هذه الصفقة جزءًا من الإعلانات الرئيسية للذكاء الاصطناعي المتوقعة من صانع آيفون في حدث تترقبه كاليفورنيا الشهر القادم، مع كل الأنظار المتجهة نحو تحديث محتمل لسيري Siri مساعد آبل الرقمي.
اقرأ أيضًا:
جوجل تبدأ العمل على دمج الذكاء الاصطناعي بمكالمات الفيديو والدردشة
بعد إمكانية استخدامه دون إنشاء حساب: شات جي بي تي قد يحل محل جوجل!
ترجمة: سليمان عبد المنعم
تدقيق: زين حيدر