ستتأخر المراحل اللاحقة من برنامج القمر التابع لناسا بسبب مشكلات فنية، لكن يزعم المسؤولون أنهم سيطلقون البعثة في الوقت المناسب للوصول إلى سطح المريخ قبل الصين.
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عن مزيد من التأخير في إطلاق بعثة أرتميس التي تعد بإعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ عام 1972. على هذا، فقد أُجلت مهمة أرتميس 2 إلى شهر أبريل من عام 2026 التي كان من المقرر أن تطلق رواد الفضاء حول القمر والعودة إليه في سبتمبر 2025.
وفقًا لبيان مدير ناسا بيل نيلسون في مؤتمر صحفي يوم الخميس 5 ديسمبر: «ستؤجل المهمة اللاحقة أرتميس 3 التي كان من المقرر انطلاقها في أواخر عام 2026 إلى منتصف عام 2027». هذا يعني أن أرتميس 2 ستنطلق بعد نحو 17 شهرًا من الموعد المقرر في البداية.
بحسب ناسا فإن التأخير يُعزى إلى كبسولة أوريون المتموضعة في أعلى نظام الإطلاق الفضائي المكون من 30 طابقًا SLS، التي تحتاج إلى وقت تحضير إضافي قبل أن تتمكن من حمل طاقم بشري بأمان.
أضاف نيلسون: «نحتاج إضافة إلى شركائنا الصناعيين والدوليين إلى هذا الوقت للتأكد من أن كبسولتنا جاهزة لنقل رواد الفضاء بأمان إلى الفضاء العميق ثم العودة إلى الأرض؛ إذ إننا لا نستطيع الانطلاق إلا إذا كنا على يقين بأننا أمّنا الرحلة قدر الإمكان لصعود البشر على متنها. لذلك، نحتاج لإطلاق هذه الرحلة التجريبية اللاحقة ويجب إطلاقها على نحو صحيح».
يعد نظام الإقلاع الفضائي SLS أكبر صاروخ تابع لناسا منذ إطلاق صاروخ ساتورن 5 التابع لبرنامج أبولو؛ إذ يحتوي على معزز سائل للهيدروجين والأكسجين، إضافة إلى اثنين من معززات الصواريخ الأصغر متصلين بجانبيه.
فيما يخص رحلة أرتميس 1 في نوفمبر 2022، أرسل الصاروخ كبسولة أوريون في رحلة مدتها ستة أيام على ارتفاع 11 كيلومترًا فوق سطح القمر، ما مكن مهندسي ناسا من جمع البيانات الحيوية عن مسار الوحدة وتأثيرات الجاذبية المنخفضة في ثلاث عارضات بشرية كانت على متنها. في حين اختُبر الدرع الحراري للكبسولة بعد عودتها عبر الغلاف الجوي للأرض بسرعة تعادل 32 ضعف سرعة الصوت. على هذا، فقد أدى الاحتكاك الشديد بالهواء وبمظلتها إلى إبطاء المركبة الفضائية إلى ما يقرب 32.2 كيلومترًا في الساعة، بعد ذلك هبطت الكبسولة قبالة ساحل شبه جزيرة باخا كاليفورنيا في شمال غرب المكسيك في المحيط الهادئ.
اكتشف مهندسو ناسا بعد فحص كبسولة أوريون تشقق وتآكل الدرع الحراري للمركبة الفضائية التي صنّعتها شركة لوكهيد مارتن في أثناء ارتداده عن الغلاف الجوي عند عودة الكبسولة.
وفقًا لبيان بام ميلروي نائب مدير ناسا في المؤتمر الصحفي، قالت: «في أثناء عبور الكبسولة خلال الغلاف الجوي بوصفها جزء من عملية الخروج المخطط لها تراكمت الحرارة داخل الطبقة الخارجية للدرع الحراري ما أدى إلى تشكل الغازات واحتجازها داخل الدرع الحراري مسببة بذلك تراكم الضغط الداخلي بالتالي تشقق وتساقط متفاوت لتلك الطبقة الخارجية».
مع أن ناسا لن تستبدل هذا الدرع الحراري لمهمة أرتميس 2، لكن المشكلات الفنية الأخرى مع المركبة بما في ذلك أنظمة دعم الحياة والبطارية دفعت وكالة الفضاء ناسا إلى المطالبة بتأخير ستة أشهر. بالرغم من هذه المشاكل أصر نيلسون على أن البعثة ستنطلق في الوقت المناسب للتغلب على الصين في السباق لإرسال مهمة مأهولة إلى القمر؛ إذ إن الصين هبطت أخيرًا على القمر والمريخ وأكملت بناء محطة تيانجونغ الفضائية في عام 2022، فضلًا عن أن الصين تسعى لبناء محطة أبحاث قمرية دولية قد تكتمل بحلول عام 2030.
قال نيلسون: «نخطط لإطلاق أرتميس 3 في منتصف عام 2027 بافتراض أن مركبة الهبوط سبيس إكس جاهزة، وسيكون ذلك قبل مدة طويلة من نية الحكومة الصينية المعلنة للهبوط على سطح القمر بحلول عام 2030».
اقرأ أيضًا:
ناسا تبدأ بإعداد بديل عن محطة الفضاء الدولية التي ستدمَّر عام 2030
ناسا ترسل فيديو لقطة عبر الفضاء
ترجمة: لور عماد خليل
تدقيق: ريمي سليمان