يرتبط كل من السبانخ والكرنب بالعديد من الفوائد الصحية الرائعة، ومع أنهما ينحدران من عائلات نباتية مختلفة تمامًا، فإنهما غالبًا ما يستخدمان بالتبادل في وصفات تتراوح من السلطات إلى الحساء إلى العصائر وغيرها. ورغم أوجه التشابه العديدة بينهما، يوجد العديد من الاختلافات أيضًا.
تُلقي هذه المقالة نظرة إلى المحتوى الغذائي والفوائد الغذائية للسبانخ والكرنب، لتحديد أيهما أكثر فائدة لنا.
الاختلافات الغذائية:
الكرنب والسبانخ من الخضروات ذات التغذية العالية المنخفضة السعرات الحرارية، التي توفر مجموعة واسعة من الفيتامينات والمعادن الهامة.
وكلاهما غني بفيتامين K، وهو فيتامين رئيسي يشارك في تخثر الدم الصحي وتشكيل العظام.
وهما غنيان بفيتامين C أيضًا، وهو فيتامين يلعب دورًا مركزيًا في الوظيفة المناعية والوقاية من الأمراض.
إضافةً إلى غناهما بالألياف، والعديد من المغذيات الدقيقة الهامة الأخرى بكميات مختلفة، متضمنةً فيتامين A والريبوفلافين (فيتامين B2) والكالسيوم.
وفيما يلي، نوضح الاختلافات بين الكرنب والسبانخ:
تقدم السبانخ والكرنب كمية مماثلة من عدة مواد غذائية، ولكن هناك بعض الاختلافات. مثلًا، يحتوي الكرنب على أكثر من ضعف كمية فيتامين C الموجودة في السبانخ، في حين يوفر السبانخ المزيد من فيتامين K وفيتامين A والفولات (مِلْحُ حَمْضِ الفوليك).
ورغم أن السبانخ والكرنب لديهما تركيزات مختلفة من بعض المغذيات، وكلاهما خيار ممتاز للخضراوات ذات المغذيات العالية عمومًا.
الفوائد الصحية المحتملة:
إضافةً إلى مواصفاتهما الغذائية الرائعة، ارتبط كل من الكرنب والسبانخ بفوائد صحية مذهلة.
فكلاهما غني بمضادات الأكسدة، وهي المركبات التي تسهم في منع الضرر المؤكسد للخلايا، التي توفر الحماية من الأمراض المزمنة.
كما ثبت أن كلًا منهما يؤثر إيجابيًا في صحة القلب، بتحسين عدة عوامل تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل ارتفاع الكوليسترول وضغط الدم. إذ أظهرت دراسة استمرت 12 أسبوعًا على 32 رجلًا يعانون من ارتفاع الكوليسترول، أن شرب عصير الكرنب مع الوجبات يحسن مستويات الكوليسترول، ويزيد من فعالية مضادات الأكسدة.
وفي الوقت نفسه، وجدت دراسة صغيرة أجريت على 27 شخصًا، أن تناول حساء من نحو 9 أونصات (250 جرامًا) من السبانخ مدة 7 أيام فقط يحسن ضغط الدم.
لاحظت الدراسة أن حساء السبانخ قد قلل كثيرًا من ضغط الدم الانقباضي والانبساطي بفضل النترات الغذائية، وهي مركبات تزيد من تدفق الدم.
ويحتوي كلاهما أيضًا على مركبات مقاومة للسرطان، إذ ثبت أنهما يقللان من نمو وانتشار الخلايا السرطانية في أنبوب الاختبار والدراسات الحيوانية.
علاوة على ذلك، ونظرًا إلى أن الكرنب والسبانخ منخفضا السعرات الحرارية، ولكنهما غنيان بالمواد الغذائية، فإن إضافة هذه الخضروات اللذيذة إلى نظامك الغذائي يمكن أن يكون استراتيجية فعالة لفقدان الوزن.
السبانخ غني بالأوكسالات:
تحتوي السبانخ على كميات كبيرة من الأوكسالات الغذائية، وهو مركب يرتبط بالكالسيوم في جسمك، مما يمنع امتصاصه.
يؤدي تناول الأطعمة الغنية بالأوكسالات أيضًا إلى زيادة إفراز الأوكسالات من طريق البول، مما قد يؤدي إلى تكوين الحصيات الكلوية بأكسالات الكالسيوم.
يوجد عدة أنواع مختلفة من الحصيات الكلوية، ولكن يقدر أن نحو 80٪ منها تتكون من أوكسالات الكالسيوم.
وغالبًا ما يُنصح الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بالحصيات الكلوية، بالحد من تناولهم للأطعمة الغنية بالأوكسالات، متضمنةً السبانخ.
لكن غلي السبانخ قد يؤدي إلى تقليل تركيز الأوكسالات الغذائية بنسبة تصل إلى 87٪.
الكرنب قد يحتوي على الغويترين (مادة مُحدِثة للدُّراق):
إن الخضروات الصلبة -مثل الكرنب- تحتوي على الغويترين، وهو مركب قد يتداخل مع وظيفة الغدة الدرقية، انطلاقًا من الحد من امتصاص اليود الذي يُعد ضروريًا لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية.
وقد تحتوي السبانخ أيضًا على خصائص مُحْدِثة للدُّراق، وإن لم يكن بالقدر نفسه الذي تحتوي عليه الخضراوات الصلبة مثل الكرنب.
يمكن أن يؤثر خلل وظيفة الغدة الدرقية في الأيض، ليسبب أعراضًا مثل التعب، والحساسية للبرودة، وتغيرات الوزن.
مع ذلك، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن تناول الأطعمة الغنية بالغويترين باعتدال، من غير المرجح أن يتسبب في حدوث مشكلات لمعظم الناس.
مثلًا، تظهر الدراسات البشرية والحيوانية أن تناول براعم القرنبيط الأخضر (البروكلي) وبراعم كرنب بروكسل لا يؤثر في وظائف الغدة الدرقية أو مستويات هرمون الغدة الدرقية، ما يشير إلى أنه آمن لمن يعاني من مشكلات الغدة الدرقية.
وقد وجدت أبحاث أخرى أن تناول الخضراوات الصلبة بانتظام، لا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، إلا عند النساء اللواتي يتناولن كميات منخفضة جدًا من اليود.
إضافةً إلى ذلك، فإن طهي الخضروات يعطل تنشيط الإنزيم المسؤول عن إطلاق الغويترين.
لذلك، إذا كنت تعاني من مشكلات في الغدة الدرقية، فإن طهي الكرنب أو السبانخ قبل تناوله والتأكد من حصولك على ما يكفي من اليود في نظامك الغذائي من الأطعمة مثل المأكولات البحرية ومنتجات الألبان، قد يساعد في منع أي آثار جانبية يسببها الغويترين.
أيهما أكثر صحية؟
يوجد عدة اختلافات صغيرة في المحتوى الغذائي والفوائد الصحية للكرنب والسبانخ. مع ذلك، كلاهما مليء بالمغذيات ويمكن الاستمتاع بهما جزءًا من نظام غذائي صحي.
والحل الأمثل هو محاولة دمج عدد قليل من الكميات لكل منهما في وجباتك الأسبوعية، إلى جانب مجموعة متنوعة من الخضروات الليفية الأخرى، مثل الخس الروماني والسلق والكولارد والملفوف.
يجلب كل من هذه المكونات مجموعة مختلفة من المغذيات إلى الطاولة، إضافةً إلى القليل من التنوع والنكهات الجديدة إلى نظامك الغذائي.
وهنا بعض الأفكار البسيطة للبدء في إضافة هذه الخضراوات اللذيذة إلى روتينك:
- أضف الكرنب أو السبانخ إلى سلطة تحتوي على الخضراوات الأخرى ومصدر جيد للبروتين.
- أضف الكرنب أو السبانخ للصحون المفضلة لديك، مثل السندويشات والتاكو أو المعكرونة أو الكاسيرولات.
- جرّب قلي الكرنب وتتبيله (أو السبانخ) طبقًا جانبيًا صحيًا لأطباقك الرئيسية.
- ادمج اختيارك من الخضراوات مع الخضار الأخرى والبيض لعمل فطور دسم وشهي.
- اخلط مزيجًا لعمل عصير أخضر من الكرنب، السبانخ، والقليل من الفواكه والخضراوات المفضلة لديك.
الخلاصة:
الكرنب والسبانخ مغذيان جدًا، ومرتبطان بالعديد من الفوائد.
في حين أن الكرنب يقدم أكثر من ضعف كمية فيتامين C مثل السبانخ، فإن السبانخ يوفر المزيد من الفولات والفيتامينات A وK.
وكلاهما مرتبط بتحسين صحة القلب، وفقدان الوزن، والحماية من الأمراض.
لذلك، فإن الاستمتاع بكليهما بوصفه جزءًا من نظام غذائي صحي ومتوازن، يمكن أن يضمن لك الحصول على أكبر قدر من فوائدهما الفريدة، مع إضافة القليل من التنوع إلى وجباتك اليومية.
اقرأ أيضًا:
إليك قائمة بألذ الخضراوات قليلة الكربوهيدرات التي تستطيع تناولها في نظامك الغذائي!
ترجمة: حميد جمعة
تدقيق: جنى الغضبان
مراجعة: حسين جرود