تُعد العدوى الفطرية المهبلية شائعة جدًا، وتُصنف ضمن التهابات المهبل. تحدث العدوى الفطرية المهبلية بسبب نوع محدد من الخمائر تعرف بالمبيضات candida، التي تتواجد طبيعيًا في الجسم، إذ تحدث الإصابة بالعدوى تحدث في حال النمو السريع لهذه الخمائر.
ما هي العدوى الفطرية المهبلية؟
قد تصاب المرأة بالعدوى الفطرية المهبلية عدة مرات طيلة حياتها، وتعد العدوى شائعة ومزعجة للمريضة، إذ تتميز هذه الحالة بالحرقة والحكة والاحمرار إضافة إلى خروج الإفرازات البيضاء من المهبل والفرج. تحدث هذه العدوى بسبب شيء ما موجود في الجسم؛ جسم فطري (خميرة) يسمى المبيضات candida.
لا تحدث أي مشكلات عندما تتوازن هذه الخميرة مع مباءَة الجسم (النظم الإيكولوجية الأساسية). لكن في حال اضطرب التوازن، فإن الخميرة تنمو بسرعة وقد تصاب المرأة بعدوى الخميرة.
تعرف العدوى الفطرية المهبلية كذلك بداء المبيضات الفرجي المهبلي أو داء المبيضات المهبلي. وتوجد أنواع عديدة لالتهابات المهبل التي تتشابه أعراضها، لكنها تعد في الواقع أحد أكثر أنواع التهابات المهبل شيوعًا، إذ يكون المهبل متورمًا ومؤلمًا ويُنتِج إفرازات.
ما مدى شيوع العدوى الفطرية المهبلية؟
تصاب بهذه العدوى أكثر من مليون امرأة سنويًا في الولايات المتحدة، وتعد العدوى الفطرية المهبلية ثاني أشيع سبب لالتهابات المهبل.
ما المبيضات؟
قد يكون غريبًا التفكير في ذلك، لكن الفطريات تعيش طبيعيًا في أماكن عديدة داخل الجسم. وتعد المبيضات أحد أنواع الفطريات -الخمائر على نحو أكثر تحديدًا- التي تعيش داخل الفم والجهاز الهضمي والمهبل، لكنها لا تسبب مشكلة عادة، فمن المفترض أن تتواجد داخل الجسم. على أية حال، يوجد توازن دقيق مُحقَق باستمرار داخل الجسم، وقد تمرض المرأة عندما يضطرب هذا التوازن.
توجد العديد من الحالات التي قد تتطور إذا حدث خلل في توازن المبيضات، إذ يحدث ما يعرف بالقلاع في حال ظهور الكثير من الفطريات في الفم، أما إذا ظهرت في المهبل فتعرف الحالة بالعدوى الفطرية المهبلية.
ما سبب حدوث العدوى الفطرية المهبلية؟
قد يؤدي فقدان التوازن الكيميائي في المهبل إلى تكاثر المبيضات. وقد يحدث هذا لأسباب كثيرة، بما في ذلك:
- تناول المضادات الحيوية التي تعالج عدوى من أي نوع؛ مثل عدوى الجهاز البولي: تُقتل البكتيريا النافعة في المهبل في أثناء علاج هذه العدوى، إذ تعد هذه البكتيريا النافعة مسؤولة عن إبقاء الخميرة تحت السيطرة ويؤدي غيابها إلى اختلال التوازن، ما يسبب الإصابة بالعدوى الفطرية.
- أثناء الحمل واستخدام موانع الحمل الهرمونية (تحديد النسل): قد تكون مستويات هرمونات الجسم مضطربةً أثناء فترة الحمل، وقد يُحدث هذا التغير في الهرمونات خللًا في توازن المبيضات في المهبل.
- الإصابة بالداء السكري: في حال كانت المرأة تعاني الداء السكري، سيكون هناك الكثير من السكر في البول، وعليه سيؤثر فائض السكر هذا في المهبل.
- ضعف الجهاز المناعي: قد تثبط الإصابة الإيدز أو فيروس العوز المناعي البشري جهاز المناعة لدى المريضة المصابة بهذه الأمراض.
ما أعراض الإصابة بالعدوى الفطرية المهبلية؟
توجد العديد من العلامات المنذرة بالإصابة بالعدوى الفطرية المهبلية، وقد تتضمن هذه الأعراض:
- الإحساس بحكة في المهبل والفرج.
- إفرازات مهبلية بيضاء اللون سميكة، تشبه جبن القريش.
- احمرار وتورم في منطقة المهبل والفرج.
- جروح أو تشققات صغيرة في جلد الفرج، بسبب هشاشة الجلد في هذه المنطقة.
- الإحساس بحرقة في أثناء التبول.
- قد يكون الألم في أثناء الجماع من الأعراض الأخرى للعدوى الفطرية المهبلية في بعض الحالات.
كيف تُشخَّص العدوى الفطرية المهبلية؟
عادةً ما يشخص الطبيب وجود العدوى الفطرية المهبلية، إذ تجب مراجعته ومناقشة الأعراض معه، وقد يحتاج أخذ عينة من الإفرازات المهبلية لتأكيد الإصابة بالعدوى الفطرية. سيعرف الطبيب نوع العدوى الفطرية الموجودة من الأعراض وعينة الإفرازات، وسيساعد ذلك في تحديد أفضل طريقة لعلاج العدوى.
كيف تُعالج العدوى الفطرية المهبلية؟
من المهم عند التفكير في علاج العدوى الفطرية المهبلية معرفة وجود العديد من أنواع الخميرة المختلفة، وقد يناقش الطبيب أنواعًا مختلفة من العلاج اعتمادًا على نوع عدوى الخميرة.
يعالج الطبيب عادة العدوى الفطرية المهبلية بأدوية مضادة للفطريات، ويُستخدم هذا النوع من الأدوية لمكافحة فرط نمو الخميرة داخل الجسم تحديدًا.
توجد هذه الأدوية بشكلين صيدلانيين: إما فموية تؤخذ عن طريق الفم، أو موضعية تُطبَّق على المنطقة المصابة. قد تتضمن الأدوية الموضعية حمض البوريك أو النيستاتين أو الميكونازول أو الكلوتريمازول. ويقدم الطبيب أو الصيدلي معلومات حول كل شكل من الأشكال الدوائية وتوجيهات حول كيفية استخدامها بصورة صحيحة. ومن المهم دائمًا اتباع إرشادات استخدام هذه الأدوية، للتأكد من شفاء العدوى بالكامل وعدم نكسها.
هل يمكن علاج العدوى الفطرية المهبلية دون وصفة طبية؟
يمكن علاج العدوى الفطرية المهبلية أحيانًا باستخدام أدوية دون وصفة طبية، لكن يبقى من الأفضل تجنب ذلك إذا لم تكن المريضة متأكدة تمامًا أنها عدوى الخميرة فعلًا. وعادة ما يكون من الأفضل التحدث إلى الطبيب للحصول على العلاج المناسب للحالة.
كيفية الوقاية من العدوى الفطرية المهبلية
الوقاية ممكنة غالبًا من العدوى الفطرية المهبلية بتعديل نمط الحياة قليلًا، ويتضمن ذلك:
- عدم الغسل بالدوش: قد يقتل الدوش المهبلي البكتيريا التي تضبط الفطريات.
- تجنب استخدام مزيلات العرق النسائية.
- عدم استخدام السدادات القطنية المعطرة أو وسادات مزيل العرق القطنية المعطرة.
- تبديل الملابس المبللة في أسرع وقت ممكن، خاصة ملابس السباحة.
- استخدام المزلقات الجنسية المائية.
إذا كانت المريضة تعاني من الداء السكري، يكون من المهم الحفاظ قدر الإمكان على مستويات سكر الدم قريبة من الحد الطبيعي. وقد يساعد ضبط الداء السكري في الوقاية من العدوى الفطرية المهبلية.
تتشابه أعراض العدوى الفطرية المهبلية مع الحالات الأخرى، ويساعد الفحص السريري في تقديم إجابات لأي أسئلة.
التعايش مع العدوى الفطرية المهبلية:
ماذا يجب أن تفعلي إذا كنتِ تعانين عدوى الخميرة المتكررة؟
بالطبع، تجب استشارة الطبيب إذا تكررت حالات عدوى الخميرة، فقد يطلب:
- فحصًا لتأكيد الإصابة بالعدوى الفطرية المهبلية.
- إجراء فحص لسكر الدم من أجل الداء السكري.
- إجراء فحص للإيدز وفيروس عوز المناعة البشري.
- مناقشة أي تبدلات هرمونية محتملة (تحديد النسل أو الحمل).
سيستخدم الطبيب نتائج الفحوصات للتأكد من إعطاء العلاج المناسب، وقد يكون من المهم علاج السبب الأساسي أثناء معالجة عدوى الخميرة، إذ يساعد التحكم في سبب العدوى في الوقاية من العدوى الفطرية المهبلية مستقبلًا.
اقرأ أيضًا:
الالتهابات المهبلية الفطرية او الفطريات المهبلية ، سبل للعلاج و الوقاية
الإفرازات المهبلية: الأسباب والعلاج
ترجمة: سارا إيليا وسوف
تدقيق: جنى الغضبان