أكد علماء الفلك وجود كويكب طروادة جديد في مدار المريخ. يسبق هذا الرفيق الجديد للكوكب الأحمر المريخ في مداره، ولكن على عكس كويكبات طروادة الأخرى، قد يكون هذا الكويكب في مدار غير مستقر، ما قد يكشف معلومات جديدة عن ماضيه الغامض.

تقع كويكبات طروادة في نفس مدار الكوكب وتتحرك معه. وتوجد خمس نقاط حول جسمين جاذبيين (في هذه الحالة الشمس والكوكب)، إذ يمكن وضع أجسام أصغر بكثير بطريقة تجعلها تدور مثل الكوكب تمامًا.

تُسمى هذه النقاط نقاط لاغرانج. تقع الأولى على الجانب الآخر من المدار، والثانية بين الكوكب والشمس والثالثة خلف الكوكب قليلًا. وتوجد نقطتان على المدار نفسه أيضًا، إحداهما تسبق الكوكب عند زاوية 60 درجة (وهي L4)، والأخرى تتبعه عند زاوية 60 درجة (وهي L5).

للأرض كويكبا طروادة معروفان، ولكن دراستهما صعبة. أما المريخ فله 17 تابعًا من كويكبات طروادة، معظمهم في النقطة L5 -يتبعون المريخ على نفس مداره- ويوجد في النقطة L4 كويكب واحد وهو 1999 UJ7، وقد عدّ الباحثون أن الجسم المؤكد حديثًا -2023 FW14- قد يكون له علاقة به.

قال المؤلف الرئيسي راؤول دي لا فوينتي ماركوس -من جامعة كومبلوتنسي دي مدريد- في بيان: «في حين أن التطور المداري لـ 16 كويكب طروادة المعروفة سابقًا يُظهر استقرارًا طويل المدى، فإن مدار الكوكب الجديد ليس مستقرًا. يوجد احتمالان لأصله: قد يكون جزءًا من كويكب طروادة 1999 UJ7، أو ربما التُقط من مجموعة الكويكبات القريبة من الأرض التي تعبر مدار المريخ».

يأتي تأكيد انتماء الكويكب إلى طروادة المريخ من Gran Telescopio Canarias) GTC).استُخدمت الأداة أيضًا لجمع طيف الضوء للجسم. يسمح الطيف لعلماء الفلك بدراسة تكوين الأجرام السماوية عن بعد، وفي حالة 2023 FW14، فإنه يقدم رؤىً مهمةً عن أصله.

مع أن طيف 2023 FW14 الذي حصل عليه العلماء باستخدام GTC يختلف إلى حد ما عن طيف L4 Trojan 1999 UJ7 الآخر، ينتمي كلاهما إلى نفس مجموعة التركيب، وهما كويكبات من نوع بدائي على عكس طروادة L5.

أضافت جوليا دي ليون الباحثة في IAC والمؤلفة المشاركة للمقال: «يُصنف بعض منها على أنها صخرية وغنية بالسيليكات».

يبدو أن كويكبات طروادة الموجودة في L5 مرتبطة بأكبر جسم هناك، وهو الكويكب يوريكا الذي يبلغ عرضه أقل من 2 كيلومتر.

طُرحت فكرة تشابه الأجسام الموجودة في L4 وهي ليست فكرة مستحيلة، ولكن يعتقد الفريق أن هذا الكويكب الذي يعبر المريخ ما هو إلا شبيه لكويكب من نوع طروادة وليس بالضرورة نفسه.

طُرحت فكرة وجود كويكبات طروادة في الرياضيات قبل أن تُكتشف فعليًا، وعُثر عليها للمرة الأولى حين كان العلماء يحاولون حل مشكلة الأجسام الثلاثة.

يوفر وجودها معلومات قيمة حول فهم الميكانيكا السماوية.

أضاف دي لا فوينتي ماركوس: «تسمح لنا دراسة كويكبات طروادة الحقيقية بدلًا من تلك المتوقعة رياضيًا فقط، باختبار موثوقية نماذجنا النظرية».

نُشرت الدراسة في مجلة علم الفلك والفيزياء الفلكية.

اقرأ أيضًا:

رواد الفضاء المتوجهون إلى المريخ سيتعرضون إلى تأثيرات تمدد الزمن!

رغم اعتباره ميتًا جيولوجيًا، أبحاث تشير إلى وجود نشاط بركاني سابق على سطح المريخ

ترجمة: طاهر قوجة

ترجمة: ميرڤت الضاهر

المصدر